موسكو، طهران-وكالات الانباء: حذرت روسيا في موقف مفاجئ امس إيران ''من أنها لن تلعب لعبتها المعادية لأميركا'' ولن تسمح لها بامتلاك قنبلة نووية· فيما استبعدت شركة ''اتوم ستروي اكسبورت'' التي تتولى بناء محطة بوشهر النووية افتتاح المحطة وفق الموعد المقرر في سبتمبر المقبل وبالتالي تأخير تسليم الوقود النووي خلال الشهر الحالي·
ونقلت وكالات انباء ''ايتار تاس'' و''انترفاكس'' و''ريا نوفوستي'' عن مصدر قريب من الكرملين قوله إن بلاده تتحمل خسائر على صعيد صورتها على الساحة الدولية فيما الايرانيون لا يتخلون عن تصلبهم بشأن الملف النووي، واضاف ''ان امتلاك ايران قنبلة نووية أو قدرة على صنعها أمر غير مقبول بالنسبة لنا ولن نلعب معهم لعبة معاداة اميركا واذا لم ترد ايران على اسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية فلتتحمل مسؤولية أفعالها''· معتبرا ''أن الايرانيين يستغلون للأسف موقف روسيا البناء ولم يقوموا بشيء لمساعدتنا على اقناع زملائنا بأن أفعالهم منطقية··إن إيران لا يمكنها الاعتماد للأبد على علاقاتها الطيبة مع روسيا''·
وكانت إيرينا يسيبوفا المتحدثة باسم شركة ''اتوم ستروي اكسبورت'' التي تتولى بناء محطة بوشهر أعلنت أمس أن الشركة لم تتسلم مدفوعات لمدة شهرين بسبب نقص التمويل الإيراني وأن هذا يعني أن الجدول الزمني تغير ومن ثم فلا يمكن افتتاح المحطة في سبتمبر المقبل وفق ما هو مقرر، وأضافت ''لا نستطيع ببساطة أن نفعل ذلك وإذا لم نستطع افتتاح المحطة في سبتمبر فلن نستطيع تسليم الوقود وفقا للجدول الزمني القديم أيضا''· لافتة الى أن بدء العمل في المحطة سيتأخر فعليا شهرين عن الجدول الزمني·
وذكرت شبكة ''خبر'' الايرانية من جانبها أن وفدا من ''أتوم ستروي اكسبورت'' وصل إلى طهران لإجراء محادثات مع مسؤولي منظمة الطاقة الايرانية حول النزاع المالي بشأن المحطة، حيث اتهم رئيس المنظمة غلام رضا آغازاده الشركة الروسية باستخدام بعض المال الخاص بالمشروع في أماكن غير ذات صلة· فيما قال المحلل السياسي سعيد ليلاز إن روسيا تبتز إيران إستراتيجيا بمشروع بوشهر وإنه لن يكون لدى طهران في نهاية المطاف أي خيار آخر سوى قبول المطالب الروسية·
ورأى الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي امس في تدخل نادر أمس أنه يأمل أن تدفع إيران ''ثمنا ما'' لإعادة الحوار حول برنامجها النووي من أجل تجنب قرار جديد يدينها في الامم المتحدة، وأضاف في مقابلة صحفية ''أعتقد أن علينا أن ندفع ثمنا ما وان ندفعه بشجاعة للوصول الى مفاوضات وألا نتوجه الى ازمة ومن اجل ضمان حقوق ايران للمستقبل، وأضاف ''علينا ان نحاول منع تبني قرار جديد''، موصيا الرئيس محمود احمدي نجاد ضمنيا بتقديم تنازلات وباعتماد الاعتدال والحذر في ادارة هذا الملف والقضايا الاقليمية· كما رأى خاتمي أن التفاوض مع الولايات المتحدة لم يعد من المحرمات بعد مؤتمر بغداد وقال ''اليوم سقط أحد المحرمات ما يمهد لتسوية المشكلات بكلفة أقل ارتفاعا مع أخذ مصالح البلد بالاعتبار''·
وأضاف ''نستطيع أن نتجنب الأزمة بالتحفظ والشجاعة في الملف النووي والقضايا الاقليمية خصوصا العراق وعلينا العمل بحذر وعدم الاستفزار··علينا ان نكون يقظين وحذرين لأن الأزمة ستضر كثيرا ايران كما أنها ستسيء للولايات المتحدة والمنطقة ايضا''·
من جهة أخرى، طلبت أسرة نائب وزير الدفاع الايراني السابق علي رضا عسكري خلال زيارة الى السفارة التركية في طهران أمس توضيحات حول اختفائه اثناء زيارة لتركيا متهمة اسرائيل والولايات المتحدة بخطفه· وقال مصدر في الأسرة إن عسكري فقد قبل ثلاثة أشهر أي في ديسمبر 2006 وليس فبراير·
ونقلت وكالة الانباء الطلابية عن سيما احمدي زوجة عسكري قولها إنه وصل الى تركيا في السابع من ديسمبر وكان يفترض ان يعود في اليوم التالي الى ايران لكنه اختفى في فندقه· فيما قالت ابنته الهام عسكري ''أنا متأكدة أن والدي خطف من قبل اسرائيل والولايات المتحدة لأنه كان لديه الكثير من الأعداء بسبب الخدمات التي قدمها الى النظام والثورة الايرانية·
وأضافت ''أثناء اللقاء مع السفير التركي قدمنا احتجاجا وأكدنا أن الحكومة التركية مسؤولة عن اختفائه''· ونفت زوجة عســكري معلومات نشرت في الصحف أشارت الى أن عسكري طلب مع أسرته اللجوء السياسي وأنه يتعاون مع وكالات استخبارات غربية·
على صعيد آخر، قالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في واشنطن أمس إن العقوبات الدولية على ايران تؤثر عليها وحثت على تشديد تلك العقوبات وتوسيعها دون تأخير· وصرحت أمام اجتماع للجنة العلاقات الاميركية الاسرائيلية ''يجب على المجتمع الدولي ألا يغض النظر''عن التهديد الذي تشكله ايران·
عدد اليوم
