الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإدارة الأميركية تصفي إيه آي جي للتأمين

الإدارة الأميركية تصفي إيه آي جي للتأمين
19 مارس 2009 00:37
أعلن وزير الخزانة الاميركي تيموثي جيتنر أمس الأول تصفية مجموعة إيه آي جي العملاقة للتأمين تدريجياً، متخلياً عن احتمال تصحيح أوضاعها، وذلك بعد انتقادات واسعة لكيفية تعامل الإدارة معها· وأعلن جيتنر في رسالة موجهة الى رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي ونشر مكتبه مضمونها ''سنعمل على اتخاذ تدابير لتصفية ''إيه آي جي'' تدريجياً بشكل منظم ولحماية دافعي الضرائب الاميركيين''· واوضح الوزير في رسالته ''سنواصل جهودنا الحثيثة لتسوية اوضاع ايه اي جي مستقبلاً بشكل يحد من المخاطر على نظامنا المالي برمته مع تقليص الخسائر على دافعي الضرائب''، واضاف ''سنتقصى كل الوسائل المسؤولة لتسريع هذه التصفية التدريجية'' للمجموعة التي كانت في الماضي الأكبر في العالم في مجال التأمين· وكانت الحكومة الاميركية التي باتت تمثل 79,9% من رأسمال الشركة منذ ان شارفت على الافلاس في الخريف الماضي، تأمل حتى الان بالحفاظ على الشركة مع تقليص حجمها وإعادة تركيز نشاطاتها داخل الولايات المتحدة بعدما يتم التخلي عن بعض أصولها لتسديد المساعدات التي حصلت عليها من الدولة· وسجلت ''إيه آي جي'' العام الماضي اكبر خسائر تكبدتها شركة اميركية حتى الان وقد بلغت 99,3 مليار دولار، واضطرت الدولة الى اقرار اربع خطط متتالية لمساعدتها بقيمة إجمالية قدرها 180 مليار دولار تكبدتها المالية العامة· غير ان معارضة الرأي العام لانقاذ هذه الشركة الضخمة ازدادت بحدة واقترنت بمشاعر الغضب حين كشف ان المجموعة دفعت مجدداً مكافآت طائلة الى ادارييها المسؤولين أساساً عن انهيارها· وطاولت الفضيحة بالمقام الاول وزير الخزانة، المكلف بإنقاذها، خصوصاً انه لا يمكنه مثل اعضاء اخرين في ادارة الرئيس باراك اوباما إلقاء الخطأ على عاتق الادارة السابقة اذ انه لعب في سبتمبر الماضي دوراً حاسماً في اقرار الخطة الاولى لمساعدة ''إيه آي جي'' في الوقت الذي كان فيه رئيسا للاحتياطي الفيدرالي في نيويورك· وذكر بيتر موريسي استاذ الاقتصاد في جامعة ماريلاند متحدثا لاذاعة ان بي ار ان: جيتنر ''لعب دورا حاسما في انقاذ ''إيه آي جي'' و(مصرف) سيتي بنك، ولذلك عين في منصبه الحالي، فقد قال الرئيس (اوباما) اننا نريد الاستمرارية''· واكد جيتنر انه سيترتب على ''إيه آي جي'' اعادة تسديد المكافآت موضع الجدل بالكامل وقيمتها 165 مليون دولار، كما انه سيتم اقتطاع مبلغ مساو من الـ13 مليار دولار المتبقية من قيمة المساعدات التي اقرت للمجموعة· واوضح الوزير انه طلب من رئيس مجلس ادارة الشركة ادوارد ليدي الغاء ''مئات ملايين الدولارات'' من المكافآت المترتبة على المجموعة لهذه السنة، مجدداً بهذه المناسبة دعمه له· وعين ليدي على رأس المجموعة بعد تدخل الدولة وقد تعهد بتطبيق الخطوط التوجيهية التي حددتها الحكومة للشركات التي تحصل على مساعدات من الاموال العامة· ورأى موريسي انه يترتب على جيتنر ''الدفاع عن سلوكه'' في هذه المسألة برمتها مضيفا ''لم يكن بحاجة الى التفاوض (بشأن الغاء المكافآت موضع الجدل)، بل كان عليه ان يفرض ذلك''· ورداً على الذين يؤكدون ان المجموعة كانت ملزمة بدفع هذه المكافآت لاسباب تعاقدية،، فذكر ان الحكومة لم تتردد في إلزام شركتي جنرال موتورز وكرايسلر للسيارات بمعاودة التفاوض في شروط اتفاقات العمل الجماعية على حساب الموظفين من اجل الحصول على أموال عامة· وركز الإعلام خلال الأسبوع على موجة الغضب والادانات التي رافقت اعلان مجموعة ''إيه آي جي'' عن دفع مكافآت بمئات ملايين الدولارات لعدد من مديريها· وافادت الصحف ان مجموعة ''إيه آي جي'' تلقت آلاف الرسائل الالكترونية والاتصالات الهاتفية التي تبدي استهجانها لهذه المكافآت، وتضمن بعضها تهديدات بالموت· وكان اوباما سارع الى الطلب باستخدام كل الوسائل الشرعية لعرقلة دفع هذه المكافآت، ومع ان اوباما تسلم مهامه الرئاسية وهو يكرر عزمه على وضع حد للتصرفات غير المسؤولة في القطاع المالي في البلاد، فان البيت الابيض وجد نفسه عاجزا عن تبرير عدم قدرته على حسم مسألة المكافآت هذه· وتبين ان مبلغ الـ 165 مليون دولار من المكافآت التي بدأت تحول الى المديرين خلال الايام القليلة الماضية، ليست سوى جزء من أكثر من 450 مليون دولار تعهدت مجموعة ''ايه آي جي'' بدفعها عام 2008 قبل ان تعومها الدولة· وأعلن وزير العدل في ولاية نيويورك اندرو كيومو أمس الأول أن أحد عشر مديراً في المجموعة غادروها رغم تلقيهم مكافآت ضخمة للبقاء، بلغت قيمتها 42 مليون دولار وزعت على عشرة مديرين· وقال احد المسؤولين في الحزب الجمهوري جون بونر ''قبل اسبوعين كان المتحدث باسم الرئيس يقول ان الادارة تعرف كيف يصرف كل قرش في ''إيه آي جي''، الا انه بات واضحا اليوم انهم لم يكونوا يعرفون عما يتكلمون· ان الامر عبارة عن فضيحة''·
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©