الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليمن: مهـد العـرب

اليمن: مهـد العـرب
1 نوفمبر 2015 05:03
قبائلها أول من تكلم باللسان العربي اليمنيون القدماء.. بين ممالك القوافل وبلاد العرب السعيدة أسسوا نظاماً زراعياً متطوراً وعرفوا بناء السدود الصغيرة سعيد ياسين (القاهرة) كان ولا يزال لليمن عبر التاريخ القديم والحديث قيمة كبيرة على جميع المستويات الإنسانية والحضارية، ومن يدرس تاريخ شبه الجزيرة العربية في العصور القديمة يدرك القيمة الكبيرة لليمن وتاريخها القديم الذي يتناول الحضارات الصيهدية، نسبة لصحراء صيهد في بلاد اليمن من الألفية الثانية قبل الميلاد حتى وصول الإسلام في القرن السابع. وينقسم التاريخ القديم لليمن إلى ثلاث مراحل؛ الأولى: مرحلة مملكة سبأ، والثانية: فترة الدول المستقلة، وهي ممالك حضرموت وقتبان ومعين، والثالثة: عصر مملكة حمير وهو آخر أدوار التاريخ القديم. وقامت حضارة يمنية كبيرة في القرن العاشر قبل الميلاد، ويمثل تاريخ دولة سبأ وحضارتها عمود التاريخ اليمني، وارتبطت هجرة أهل اليمن في الأمصار بسبأ، حتى قيل في الأمثال: تفرقوا أيدي سبأ، والبلدة الطيبة التي ذكرت في القرآن هي في الأصل أرض سبأ، كما أن أبرز رموز اليمن التاريخية «سد مأرب» قد اقترن ذكره بسبأ، وكان تكريمه بالذكر في القرآن سبباً في ذيوع ذكر سبأ وحاضرتها مأرب التي كانت في العصر الأول أكبر وأهم تكوين سياسي فيه، وما تلك الدول التي تذكر معها سوى تكوينات سياسية كانت تدور في فلكها، ترتبط بها حيناً وتنفصل عنها حيناً آخر، مثل دولة معين وقتبان وحضرموت، أو تندمج فيها لتكون دولة واحدة مثل دولة حمير، وأرض سبأ في الأصل هي منطقة مأرب، وتمتد إلى الجوف شمالاً، ثم ما حاذاها من المرتفعات والهضاب إلى المشرق. اليمن السعيد وجد في الكتابات السبأية القديمة ذكر اليمن بلفظ «يمنات»، ويقال إنها سميت بهذا الاسم لأنها بلاد اليُمن والبركة، أي بلاد الخير الكثير الذي لا ينقطع، وأيضاً بلاد البركة لأنها اشتهرت بإنتاج جميع المواد التي تستخدم في الطقوس الدينية القديمة مثل البخور واللبان، وأضيف سبب آخر هو وقوعها يمين الكعبة. وذكرت اليمن في الكثير من الكتب القديمة والتاريخية، منها التوراة، وكتب التاريخ الإغريقي، والروماني، ووصفت باليمن السعيد، لتمتعها بوفرة في المياه والخضرة، ولطبيعتها الخلابة، ولأرضها الخصبة ولأنها أرض لمعظم الأنبياء وأنصارهم، ولتعدد حضاراتها المهمة في تاريخ البشرية، ولدورها وبيوتها وقصورها الفخمة، ولجسارة وقوة شعبها الذي صنع من الجبال قصوراً شامخة، ومدرجات زراعية في قمم الجبال الشاهقة. أرض العرب الأولى تعد اليمن بحسب الكتب التاريخية المختلفة، وبحسب ما توصل له العلم مؤخراً، الموطن الأول للجنس البشري على الأرض، ونقطة التجمع والانطلاق الأولى للهجرات البشرية، وتعتبر اليمن أرض العرب الأولى، واليمنيون أول من تكلم باللسان العربي، فقبائل اليمن الشهيرة، ومنها «عاد، وثمود، وطسم، وجديس، وجرهم، والعمالقة، وأُميم»، هي قبائل العرب القديمة التي انتشرت في الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي، وظهر منها قبائل «قحطان» و«عدنان» وذكرت اليمن في القرآن الكريم، وحملت سورتان من سور القرآن أسماء مناطق فيها هما «سبأ» التي امتدت من مأرب شمالاً إلى شبوة شرقاً و«الأحقاف» في حضرموت شرقاً، ووصفت اليمن بأنها «جنة» و«بلدة طيبة» ولم يطلق على أي أرض هذا الوصف في القرآن غير اليمن. وكان ملوك اليمن أول من لبس التيجان، ومن أشهر ملوكهم الملكة «بلقيس» التي ورد ذكرها في القرآن في سورة سبأ، والملك الصعب بن ذي مرائد بن الحارث الرائش بن حمير بن سبأ الملقب بـذي القرنين، لأن تاجه كان له طرفان كالقرنين، وهو الذي ذكر في سورة «الكهف» في قصته مع قوم يأجوج ومأجوج، والملك كرب أسعد أو أسعد الكامل، وهو أول من آمن بنبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام من قبل أن يولد، وهو أول من كسا الكعبة، وأمر ولاته بمكة من «جرهم» بكسائها كل عام، وأمرهم بتطهيرها وجعل لها باباً ومفتاحاً، ويعتبر من أعظم ملوك اليمن. وذكر القرآن العديد من القصص عن أرض اليمن ورجالها، ومنها قصة أصحاب الجنة، وقصة أصحاب الأخدود، وإرم ذات العماد، وقصة نبي الله سليمان عليه السلام وملكة سبأ، وقصة السيل العرم، وقصة ذو القرنين، وقصة الفيل وأبرهة ومحاولة هدم الكعبة. ويؤكد العديد من الباحثين اليمنيين والعرب وجود عدد من قبور الأنبياء في اليمن ومنها قبور الأنبياء نوح وأيوب وهود وصالح وشعيب عليهم السلام. نظام زراعي متطور كان لليمنيين القدماء نظام زراعي متطور، وعرفوا ببناء السدود الصغيرة في كل واد، ومن أشهر السدود اليمنية القديمة سد مأرب، وازدهرت تجارتهم وكونوا محطات وممالك صغيرة انتشرت في أرجاء الجزيرة العربية مهمتها حماية القوافل من محاولات الأعراب لنهب وسلب محتوياتها، وأسسوا إحدى أهم ممالك العالم القديمة المعروفة باسم «ممالك القوافل» وبلادهم باسم «بلاد العرب السعيدة». ولم تأت قيمة اليمن فقط من سيطرتهم على الطرق التجارية وأهمها طريق البخور وطريق اللبان، كون اليمنيين كانوا محتكرين لتجارة الذهب والطيب والأحجار الكريمة والمر، وامتد نفوذ ممالكهم حتى منطقة ديدان، والسواحل الشرقية لإفريقيا، وخصوصاً المناطق الشمالية لإثيوبيا في منطقة أكسوم، وأثروا على سكان هذه المناطق الذين استعاروا نظام الكتابة اليمني القديم المعروف بخط المسند، ويوجد اعتقاد عند الباحثين أن أهل يثرب القدماء أو من عرف بالأنصار كانوا جزءاً من غرس سبئي أو معيني في الطرق التجارية لغرب الجزيرة العربية. أفريقيا نسبة لملك يمني سميت القارة الأفريقية بهذا الاسم نسبة إلى الملك اليمني الحميري أفريقس بن أبرهة بن حارث بن حمير بن سبأ، الذي غزا إفريقيا وصال وجال فيها وملك مناطق كبيرة منها. وكان اللبان من أحب أنواع الطيوب وأغلاها في بلدان الشرق القديم، وحوض البحر المتوسط، وقد تميزت اليمن بإنتاج أجود أنواع اللبان، وهو الذي كان ينمو في الجزء الأوسط من ساحله الجنوبي في بلاد المهرة وظفار، وقد أدى ذلك الطلب المتزايد عليه إلى تطوير تجارة واسعة نشطة، تركزت حول هذه السلعة وامتدت إلى سلع أخرى نادرة عبر طرق التجارة القديمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©