الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البشاري: طهران تدعم «الدواعش».. والتدخل في الشؤون العربية خط أحمر

البشاري: طهران تدعم «الدواعش».. والتدخل في الشؤون العربية خط أحمر
1 نوفمبر 2015 05:03
القاهرة: حسام محمد أكد الدكتور محمد البشاري أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي أنه لولا تدخل التحالف العربي في اللحظة المناسبة لإعادة الشرعية اليمنية لتحولت اليمن لبركة من الدماء بسبب المؤامرة التي تقودها دول غير عربية كانت تستهدف وقوع اليمن في قبضتها. وأشار البشاري في حوار مع «الاتحاد» إلى أن العالم العربي اليوم يحيا تحديات كبيرة تستلزم تضافر الجهود سواء على مستوى الساسة أو الشعوب من أجل مواجهة التحديات التي تتمثل في التطرف والإرهاب من ناحية والإلحاد من ناحية أخرى، إضافة إلى طمع قوى إقليمية ودولية في مقدرات العرب. وطالب أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي، الذي يضم تحت لوائه كل المنظمات الإسلامية العاملة في أوروبا، بتحقيق حلم العرب في بناء قوة عسكرية عربية، يكون دورها حماية الأمن العربي، والتدخل العسكري لمصلحة المشروع العربي في المنطقة إذا استلزم الأمر. وثمن البشاري الدور الذي تلعبه المؤسسات الإغاثية الإماراتية في اليمن، التي نثرت بذور الخير في كثير من ربوع اليمن التي حررها التحالف العربي من قبضة الحوثيين ومن يقفون خلفهم. وتفصيلاً، قال الدكتور محمد البشاري، إنه شعر بالسعادة منذ اللحظة الأولى لانطلاق الطائرات الإماراتية والسعودية لتخليص اليمن من المؤامرات التي تحيط به، وتستغل الحوثيين من ناحية وفلول الرئيس السابق من ناحية أخرى لإدخال اليمن في مستنقع الفوضى الخلاقة التي تهدف لظهور نظام حكم يدين بالولاء لعواصم غير عربية، ولهذا فقد جاءت عمليات التحالف العربي لتجهض تلك المؤامرة، وكان لا بد أن نؤيدها ونتحمس لها، خاصة أنها لن تنقذ الشعب اليمني فحسب، بل ترسل رسائل واضحة لكل من يتآمرون على العرب بأن هناك قوات عربية قادرة على دحر كل من تسول له نفسه المساس بالأمة العربية وأمنها الإستراتيجي. وأكد أنه لا بد من الحفاظ على عروبة اليمن وانتماء اليمنيين للأمة العربية، ولو كنا قد تركنا اليمن أكثر من ذلك لكان أهله قد تطرفوا في أحد اتجاهين إما يسقطون أسرى التبشير الإيراني الصفوي أو يسقطون أسرى التطرف الذي يقوده تنظيم «داعش» وفي كلتا الحالتين كانت اليمن ستسقط دون رجعة، وكانت الأمة العربية ستخسر بوابتها الجنوبية؛ لهذا فقد جاء قرار القيادتين الرشيدتين في الإمارات والسعودية ليوقف الطموح الإيراني الجامح في منطقتنا، ويعيد لليمن بسمته من جديد، وبلا شك فإن الإمارات والسعودية وغيرها من دول التحالف العربي لن يتوقفوا قبل أن يستتب الأمر في اليمن لمصلحة الشرعية التي ارتضاها اليمنيون جميعاً. وحول تقييمه للدور الإنساني الإماراتي هناك، أكد أن المؤسسات الإغاثية الإماراتية تشارك في عمليات التحالف العربي على طريقتها الخاصة، حيث توجهت ملايين المساعدات إلى القرى والمدن اليمنية المحررة، مشدداً على أن المنظمات الخيرية الإماراتية لا تتوانى عن مساعدة المسلمين وغير المسلمين في كثير من الأحيان. وقال إن العمل الخيري القادم من أبوظبي وسائر الإمارات لا يصب فقط في خانة مساعدة المحتاجين، بل يتعداه إلى المساهمة في تحسين صورة الإسلام من خلال دعم الأنشطة الخيرية في كل أنحاء العالم. وفيما يتعلق بوجهة نظره حول التدخل الإيراني في المنطقة العربية، قال إن هذا الموضوع لا بد أن يستوقفنا كثيراً، فما يحدث في العراق على سبيل المثال يثير الألم والحزن، فالتطهير العرقي والمذهبي الموجود على الأراضي العراقية يؤكد أن المشروع الفارسي يمضي في طريقه على حساب الأمة العربية والمذهب السني وعلى حساب القومية العربية، ولقد تسببت سياسة التطهير العرقي التي تقودها إيران في العراق إلى انضمام آلاف العراقيين إلى تنظيم «داعش» بحثاً عن الأمان وانتقاماً من السياسة الإيرانية، ولا بد أن يعي الجميع أن مواجهة «داعش» تعني بالتالي مواجهة المشروع الإيراني الذي يستهدف الأمة العربية كلها، ولولا نجاح التحالف العربي في دحر المشروع في الجنوب في اليمن لكان التمدد ازداد. الإيراني قد طال عواصم عربية عديدة. وتابع قائلاً: لا بد أن يعي العرب أننا نحيا في سفينة على وشك الغرق بسبب المؤامرة الإيرانية التي تستهدف الجميع سنة وشيعة، فالإيرانيون يهمهم نجاحهم بغض النظر عن المذاهب أو المعتقدات؛ لهذا فلا بد أن يتحد العالم العربي مع قادة دول التحالف العربي من أجل البحث عن طريقة لإنقاذ أوطاننا من الحرب الشرسة التي تشنها علينا إيران وأذنابها في منطقتنا. ورداً على سؤال لـ«الاتحاد» يتعلق بكيفية إنقاذ شبابنا من الوقوع في فخ الهجمة الإيرانية ما بين رغبة في تشييعهم أو رغبة في دفعهم نحو التطرف والغلو في الدين، شدد الدكتور البشاري على أنه لا بد من مراجعة التعليم العربي بشكل تام، ولا بد من النظر في شتى أمورنا السياسية والاجتماعية حتى لا نترك شبابنا نهباً لسموم التبشير السياسي الذي تقوده إيران وتستخدم فيه «حزب الله»، بزعم أنهم ينتصرون للإسلام من ناحية والتسرب «الداعشي» لعقولهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من ناحية أخرى، فما يحدث على الساحة يكشف لنا وبوضوح عن أننا نتعرض لهجمة شرسة من كلا الجانبين من الجانب الشرقي متمثلاً في إيران، ومن الغرب متمثلاً في المؤامرة الغربية على الإسلام، ومن الداخل العربي ذاته متمثلاً في «داعش»، ولا بد ونحن نتعامل مع شبابنا أن مواجهتهم بالحديد والنار لن تجدي؛ لأن سياسة الحديد والنار ستذكي الصراع وتمنح الإرهابيين شرعية أما التعامل الأمثل مع الشباب، فيكمن في التعامل الأبوي بحيث ندرك أن هؤلاء هم وأبناؤنا وتم خداعهم، ولا بد من إنقاذهم، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تسربت إليهم، ولا بد من فهم أسباب اعتناقهم للأفكار المغلوطة. واقع الأمة الإسلامية أكد الدكتور محمد البشاري أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي أن الأمة الإسلامية تحيا في ظرفين في غاية الحرج زمانياً ومكانياً، فعلى المستوى الزماني تعيش اضطراباً شديداً في المفاهيم أدى لتصاعد وتيرة العنف وظهور الأفكار الظلامية، وكذلك التيارات الضالة مثل «داعش» التي تتبنى أفكاراً قاتلة تسعى لإبادة كل مقومات الحياة البشرية باسم الدين وباسم الإسلام أصبح ذبح الإنسان للإنسان حلال، وأصبحت الحضارات تهدم هي وتراثها المادي الذي تركته لنا سواء كان ذلك التراث المادي المتمثل في الآثار يخص الحضارة الإسلامية أو غيرها من الحضارات، ولهذا فلا بد من توجيه رسالة إسلامية صريحة لكل العالم بأن الإسلام كدين وعقيدة بريء براءة تامة من أفعال تلك التنظيمات، وعلى رأسها «داعش» وأن الدين الإسلامي يحترم المكونات الفكرية والحضارية التي أنشأها الإنسان على وجه البسيطة وأن الحضارة الإسلامية امتازت عبر تاريخها بأنها حضارة احترمت الحضارات السابقة لها، ولم تسع لإبادتها كما يفعل «الدواعش» اليوم وأنها ليست حضارة قاتلة للإبداع كما يزعم أعداؤها، بل هي تشجع الإبداع الراقي والفنون الراقية غير المبتذلة. أما عن الظرف المكاني الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم، فإن الأمة تعيش للأسف في منطقة تكالبت فيها الجماعات الإرهابية التي تريد هدم مقومات الأمة كاملة بكل بلدانها وللأسف فهناك إعلام عالمي سعى ويسعى لترسيخ أن المنطقة العربية لم تعد آمنة في ظل ظهور تلك العصابات الإرهابية رغم أن الواقع يكذب ذلك ولهذا فلابد من تكاتف الأمة العربية وتحقيق حلم القادة العرب في تكوين قوة عربية موحدة لمواجهة خطر الإرهاب، وكذلك خطر الطامعين في مقدرات تلك الأمة وهم كثيرون بالمناسبة. المواجهة مع إيــــــــران قال الدكتور محمد البشاري إنه يتوجب علينا مواجهة التدخل الفارسي من خلال قطع أذناب إيران في المنطقة ومثلما فعل قادة الإمارات والمملكة العربية السعودية وهم يواجهون المؤامرة الإيرانية في اليمن، فعلى الأمة العربية أن تتوحد، وتتخذ مواقف حاسمة ضد التدخل الإيراني في شؤون العالم العربي، ولا بد أن نعي جميعاً أن الأمة تحيا اليوم تحدياً شرساً هو مؤامرة التبشير السياسي الذي تقوده إيران تحت ستار صراع المذاهب، ونحن نؤكد أنه لا علاقة للمذاهب بالمؤامرة الصفوية الإيرانية التي تستتر تحت المذهب الشيعي لضرب اللحمة الوطنية التي تربط شيعة العرب بإخوتهم سنة العرب وإيران تتحرك اليوم من أربع عواصم من طهران وبغداد ودمشق وصنعاء لزعزعة أمن واستقرار الأمة العربية ولإعادة إنتاج الهلال الشيعي الخصيب. وتابع قائلاً: هنا تكمن الخطورة؛ لأن التمادي في هذا المشروع سيؤدي لحركة عكسية تؤجج الصراع المذهبي ولا بد أن يوجه العرب رسالة قوية إلى إيران بخطورة نهجها، خاصة أن المنطقة لن تتحمل صراعاً من هذا النوع، والغريب أن إيران اليوم أصبحت الحليف الإستراتيجي الأهم لما يسمى بالتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وهنا يعرف الإيرانيون الإرهاب على أنه الإرهاب السني، رغم أن الإرهاب لا دين له ولا مذهب له، بل وهناك شكوك لدينا أن الإرهاب صناعة إيرانية يراد بها تشويه المشروع العربي في المنطقة لهذا فأنا أقول أن على الدول العربية أن يكون خطابها واضحا مع إيران مفاده أن التدخل في الشؤون العربية خط أحمر لا يجب تعديه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©