الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتصار الشرعية اليمنية رسالة للعالم بقدرات العرب السياسية والعسكرية

انتصار الشرعية اليمنية رسالة للعالم بقدرات العرب السياسية والعسكرية
1 نوفمبر 2015 05:03
نصر سالم: المعطيات الميدانية تؤكد نجاح القوات الإماراتية في تحييد قدرات المتمردين عماد جاد: دحر الوجود الحوثي في اليمن مسألة وقت ومطلوب استراتيجية سياسية دولية رفعت العوضي: اليمن سيكون في حاجة ماسة إلى مزيد من الاستثمارات في التنمية عبد الفضيل القوصي: التحالف العربي يدافع عن استقرار اليمن وسلامة أراضيه حسام محمد (القاهرة) شدد خبراء استراتيجيون على أن التدخل العربي في اليمن كان أمراً لا بد منه، في ظل المتغيرات التي تعرض لها اليمن منذ إطاحة نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وظهور جماعات موالية لجهات غير يمنية، وهو ما كاد يدخل اليمن إلى نفق مظلم من الفوضى والغوغائية لولا تدخل عدد من الدول العربية، على رأسها الإمارات العربية المتحدة، معتبرين أن التدخل العربي أحدث تحولاً مهماً في الساحة اليمنية، لجهة توفير الأمن المفقود للعالم العربي على الجبهة الجنوبية المهمة. وأشار الخبراء في تصريحات لـ «الاتحاد» إلى أن الدليل على أن التدخل العربي كان أمراً محتوماً أن الجماعة الإرهابية التي سيطرت على الوضع في اليمن عقب الانقلاب على السلطة الشرعية الممثلة في نظام الرئيس عبد ربه هادي حرصت على التلويح بغلق باب المندب في وجه الملاحة العالمية إذا لم يتواطأ العالم معها في انقلابها، وهو ما يؤكد الأهمية الاستراتيجية للتدخل العربي في اليمن سواء على المستوى العربي أو على المستوى الدولي. نجاح نوعي يقول اللواء نصر سالم، الخبير العسكري والاستراتيجي ورئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالجيش المصري: «إن المعطيات الموجودة على الأرض في اليمن تؤكد نجاح القوات المسلحة الإماراتية في تحقيق إنجازات ضخمة على الساحة اليمنية، ونجحت في تحييد الكثير من قدرات المتمردين الحوثيين، وهو ما أصاب الآخرين بلوثة، جعلتهم يقدمون على تنفيذ عمليات أقل ما توصف به أنها عمليات إرهابية، تكشف بوضوح عن قرب سقوط الجماعة كلها، وبلا أدنى شك، فإنه لن يمر وقت طويل إلا وتكون تلك الجماعة ومن يواليها من فلول نظام الرئيس اليمني السابق في غياهب النسيان، ليستعيد الشعب اليمني بلاده، ويبدأ في تسيير أمورها بنفسه، والتقدم بها نحو شاطئ الأمان». وأضاف اللواء سالم أنه وعلى الرغم من الطبيعة الجبلية الصعبة لليمن فإن القوات العربية تبذل قصارى جهدها من أجل القضاء على تلك الجماعات التي تستهدف استمرار الوضع السيئ في اليمن، وقد نجحت قوات الإمارات والسعودية، وكما هو واضح من التقارير القادمة من اليمن، في تحييد الكثير من القدرات العسكرية للحوثيين، وأجبروها وفلول صالح على التراجع كثيراً، وبدا النصر الكامل واضحاً في الأفق، وإذا كان الحوثيون ينجحون أحياناً في تنفيذ ضربة هنا أو هناك، فإن هذا لا يعني أنهم يحققون انتصارات على الأرض، هم فقط يستغلون معرفتهم بطبيعة الأرض، ولو تابعنا خط سير العمليات منذ بداية عاصفة الحزم، ومن بعدها عملية إعادة الأمل، فسوف نكتشف أن القيادة العسكرية لقوات التحالف تطور من عملياتها العسكرية النوعية يوماً بعد يوم، بما يصب في النهاية في صالح الشعب اليمني الذي يتطلع إلى اليوم الذي يستعيد فيه بلاده، والواقع يؤكد أن قوات التحالف استطاعت من خلال المرحلة الأولى أن تقضي على كثير من القدرات القتالية لقوات الحوثيين الأكثر تهديداً. وأشار سالم إلى أهمية عدم خروج القوات العربية من اليمن قبل إتمام مهامها كاملة، في البداية التخلص التام من القوة العسكرية غير النظامية، والتي انقلبت في السابق على الشرعية اليمنية، وثانياً سحب كل الأسلحة غير الشرعية، بحيث يتم إجبار فلول جماعة الحوثي على تسليم أسلحتهم بأنواعها كافة، وقتها فقط نستطيع أن نقول إننا وضعنا أول لبنة على طريق إعادة بناء اليمن من جديد، بعد أن نجحت الجماعات المسلحة المدعومة من الخارج في تحويله من يمن سعيد إلى يمن تعيس. نزع سلاح الحوثيين من جانبه قال الدكتور عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «إن الوضع في اليمن يسير إلى الأفضل، وقد استمرت العمليات العسكرية العربية طويلاً، بسبب تدخل قوى إقليمية تعمل على دعم الجماعات المسلحة التي انقلبت على الشرعية هناك، والمعطيات السياسية تؤكد أن قوات التحالف العربي لا تحارب الحوثيين فقط كما يتخيل الكثيرون، فالقوات العربية تخوض معركة شرسة ضد قوى إقليمية تدخلت بوضوح في العملية العسكرية في اليمن، وتدعم قوات الحوثيين بالسلاح والمال، وفتحت ترسانتها العسكرية على مصراعيها لإثبات وجودها في اليمن، ولو بطريق غير مباشر، لهذا طال أمد العمليات العسكرية، ولكن في الوقت نفسه، فإن النجاحات التي حققتها القوات العربية في اليمن تؤكد أن دحر وإنهاء الوجود الحوثي في دولة اليمن أصبح مسألة وقت فقط، نحن نحتاج إلى وضع استراتيجية سياسية تسير جنباً إلى جنب مع الاستراتيجية العسكرية، بحيث يكون هناك ضغط دولي على القوى الإقليمية التي تقدم دعماً للحوثيين لسحب دعمها هذا، ووقتها سينهار الحوثيون على الفور، وفي تلك اللحظة، على القوات العربية ألا تخرج من هناك إلا بعد نزع سلاح الحوثيين كاملاً». يضيف د. جاد: «لا بد أن يعي الجميع أن امتلاك الحوثيين للسلاح يؤدي بالتالي إلى وجود رغبة سياسية محمومة لديهم للسيطرة على البلاد، وكان امتلاك السلاح هو ما أوجد لهم في السابق موطئ قدم على الساحة السياسية اليمنية، بل ومكنهم في النهاية من تغيير خريطة الحكم في اليمن بشكل مؤقت قبل أن يضطر التحالف العربي للتدخل، فالسلاح كان هو ما غيَّر أفكارهم ودعاهم للتفكير في فرض نمطهم السياسي بالقوة المسلحة وصولاً إلى الانقلاب على الدولة والنظام السياسي والرئيس، ومن دون نزع سلاحهم لن يتحقق الاستقرار في اليمن، ولن تتوقف حالة إعادة إنتاج الحروب الداخلية، وبالتالي، لا يجب أن تتوقف العمليات العسكرية التي يقودها التحالف العربي قبل إقرار الحوثيين وإلزامهم وفلول علي عبد الله صالح على نزع سلاحهم، وأن لا يكون في اليمن سوى سلاح الدولة، وقتها سنتأكد أن مصادر نشر الفوضى والتوتر السياسي والعسكري في اليمن والاضطراب والفوضى والتدمير قد تم القضاء عليه». نشر التنمية الخبير الاقتصادي الدكتور، رفعت العوضي رئيس قسم الاقتصاد بجامعة الأزهر، يقول من جانبه: «إن التدخل العسكري في اليمن سيتبعه بلا شك تدخل عربي اقتصادي لانتشال اليمن من الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي يعانيها، وتصاعدت وتيرتها في أعقاب الانقلاب الحوثي على الشرعية، فالواقع يؤكد حاجة اليمن إلى مزيد من الاستثمارات العربية، ومن المؤكد أن الإمارات والسعودية مثلما ساعدتا الاقتصاد المصري في الوقوف على قدميه من جديد لن تبخلا على الاقتصاد اليمني، وستنطلق الاستثمارات الإماراتية والسعودية بعد انتهاء العملية العسكرية، وتنفيذ استثمارات ضخمة من أجل المساعدة في تعافي الاقتصاد اليمني، والتي ساهمت الأوضاع السياسية السيئة في التدهور الشديد الذي يعانيه حالياً، ومن المؤكد أيضاً أن اليمن سيكون في حاجة ماسة إلى مزيد من الاستثمارات في مجال التنمية، ويتمثل ذلك في المستشفيات والمراكز الطبية، والمساهمة في توسيع بعض الجامعات اليمنية. علماء الدين يؤيدون المؤسسة الدينية المصرية من جانبها، أيدت ما يقوم به التحالف العربي في اليمن، واعتبرته دليلاً عملياً على التلاحم العربي - العربي، والإسلامي - الإسلامي المنزه عن الأغراض السياسية والطائفية، وفي هذا الإطار يقول الدكتور عبد الفضيل القوصي، وزير الأوقاف المصري الأسبق، إن تدخل القوات العربية في اليمن إنما جاء استجابة للقيادة الشرعية في اليمن لطلبها وتدخلها بهدف الدفاع عن أمن واستقرار اليمن وسلامة أراضيه، وذلك في إطار مسؤولياتها التاريخية تجاه الأمن القومي العربي، ولهذا، فنحن ندعم التدخل العربي الذي تقوده الإمارات والسعودية، وندعو أيضاً بالاستمرار في دعم اليمن، ووأد كل النزعات الطائفية التي تهدد استقرار ووحدة شعبه، حتى نجنبه الدخول في حرب طائفية لا يعلم مداها إلا الله، والرسول دعانا بوضوح للوقوف أمام من يسعى لظلم المسلمين في أي مكان، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن: «ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلّا خذله الله تعالى في موطن يحبّ فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلّا نصره الله في موطن يحبّ فيه نصرته». يضيف القوصي: «الواقع الموجود على أرض اليمن يؤكد لنا ضرورة الحذر من استغلال التنظيمات المتطرفة والميليشيات الطائفية لحالة عدم الاستقرار الراهنة في اليمن، مما يؤدي لاحتدام الصراع، وإثارة مزيد من الفوضى، فيؤثر على استقرار اليمن والمنطقة بأسرها». ويكرر الأزهر الشريف نداءه إلى الشَّعب اليمني بضرورة التوحُّد حول مصلحة اليمن العُليا، ونبذ الفرقة والطائفيَّة، وتفويت الفرصة على المتربصين به، وقد أرادت القيادة الرشيدة في الإمارات من مشاركتها الفعالة في اليمن أن ترسل رسائل واضحة لأعداء الأمة، أن الأمة العربية ستتحرك لنصرة المظلوم من أبنائها من بطش القوى الإقليمية التي تسعى للهيمنة على مقدرات الضعفاء من أبناء الأمة، وأن الأمة العربية لن تتوانى عن نجدة الضعفاء من أبنائها فور استنجادهم بها، من منطلق التزام أبناء المجتمع بنصر الله من ناحية، ونصرة بعضهم بعضاً من ناحية أخرى، يؤدّي حتماً إلى فوز المسلمين بكل خير، وظهورهم على عدوِّهم تحقيقًا لوعد الله عزّ وجلّ: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ)، ولهذا اعتبرت النصرة من واجبات كلّ مسلم تجاه كلّ مسلم، وتكون النصرة بتقديم العون له متى احتاج إليه، ودفع الظلم عنه إن كان مظلوماً، وردعه عن الظلم إن كان ظالماً، تحقيقًا لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، فقال رجل: يا رسول الله! أنصره إن كان مظلوماً، أرأيت إن كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: (تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإنّ ذلك نصره)، وكان ممّا أمر به النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أمته نصر المظلوم بغض النظر عن لونه وجنسه، وهو ما يحدث الآن مع الشعب اليمني الشقيق». نشر الأمن في ربوع الوطن اليمني الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر الأسبق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، يؤكد من جانبه، أن الزعم بأن تلك العمليات مقصود بها الحوثيون بسبب مذهبهم الشيعي مردود عليه، بأن قوات التحالف العربية وجهت ضرباتها لكل الميلشيات والتنظيمات التي تسعى لتفتيت اليمن، ومن بينها ميلشيا القاعدة، وهي تتبع المذهب السني، كما يزعمون، كذلك، فإن جهود التنمية التي تقودها الإمارات في اليمن لا تفرق بين شيعي وسني مسلم ومسيحي، وهو ما يؤكد أن الحرب ليست مذهبية، كما يحاول البعض الترويج لها لنشر الفتنة المذهبية في ربوع الوطن العربي، فالحرب هدفها الأساسي وقف العنف ونشر الأمن في ربوع الوطن اليمني حتى يعود الفرقاء إلى التفاوض من أجل إعادة اليمن سعيداً، كما كان بعد أن حولته الميلشيات الإرهابية إلى يمن غير سعيد. وقال واصل: «إن تلك العمليات جاءت بأيدٍ عربية مسلمة مباركة، لتعيد من جديد الأمجاد العربية التي تمنع تدخل عدونا في شؤوننا الداخلية، وتجعل لنا كعرب سيفاً يتدخل حين يجب التدخل، بعيداً عن هيمنة القوى التي لا تريد الخير لدولنا ومجتمعاتنا، ولهذا فإننا نثمن القرارات التي تتخذها دول التحالف لوأد الفتنة التي يقوم بها هؤلاء المجرمون، وعدم التصدي للمجرمين الحوثيين يعطي شرعية للجماعات التكفيرية القتالية. مصير سوريا والعراق الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال: «إن الإمارات بما تبذله وتجود به من شهداء ومال إنما تدافع عن الإرادة العربية في اليمن، وتدافع عن إبقاء اليمن جزءاً من الأرض العربية، والإمارات بتدخلها هذا إنما حفظت للمنطقة العربية دولة كانت في طريقها لمصير العراق وسوريا من الفوضى والقلاقل، واليمن بحدوده الجغرافية يشكل عصباً مهماً من أعصاب الأمن القومي العربي، وسقوطها في أيدي الحوثيين كان يهدد بتعرض أمننا القومي لخطر داهم، فقد حمت الإمارات الدولة اليمنية من خطر تنظيم إرهابي كبير في المنطقة العربية هو جماعة الحوثي، ومن يؤيده من فلول صالح الذي أجج الفتنة، وسعى لمصالحه الشخصية على حساب اليمن. وأضاف اللاوندي: «إن الجهود الإغاثية التي تبذلها الإمارات اليوم في اليمن تمنحنا الثقة مجدداً في إمكانية بناء تحالف وتكتل عربي، يؤكد للعالم كله أن المنطقة العربية قادرة على إدارة شؤونها بنفسها، وليست بحاجة إلى تدخل خارجي، وهي رسالة كنا نفتقدها منذ زمن بعيد حتى ظهرت تلك القيادات الرشيدة في الإمارات، ومصر، والسعودية، لتبعث بالأمل من جديد في نفوس المنطقة العربية كلها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©