سلطان القاسمي يؤكد أحقية الفلسطينيين بأرضهم في شمشون الجبار

شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مساء أمس الأول افتتاح فعاليات الدورة التاسعة عشرة لـ '' أيام الشارقة المسرحية '' بقصر الثقافة والتي تنظمها دائرة الثقافة والإعلام· ويشارك في الدورة التي تستمر حتى الـ 27 من الشهر الجارى ''18'' عرضاً مسرحياً يقدمها عدد من الفرق المسرحية المحلية وفرق أخرى مستضافة على مسرح قصر الثقافة ومعهد الشارقة للفنون المسرحية· وقد دشن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عروض الأيام من خلال عرض مسرحيته الافتتاحية بعنوان '' شمشون الجبار '' من إنتاج الهيئة العربية للمسرح· وأبدع المخرج المصري الدكتور أحمد عبدالحليم بتجسيد هذا العمل على خشبة المسرح ، وحشد له 120 ممثلاً وممثلة منهم أحمد الجسمي من الإمارات، زهير النوباني من الأردن، ومحمود أبو العباس من العراق، وعبير صبري من مصر· وانقسم الممثلون إلى فريقين متصارعين على الأرض قبل ألفي عام· ويعود صاحب السمو حاكم الشارقة ومن خلال رائعته السادسة وفي مناسبة الذكرى الستين لنكبة فلسطين إلى التراث التاريخي ليوقفنا معه عند شخصية تعتبر مثار جدل ورهن تشوهات وأحابيل وهي شخصية شمشون · تعالج مسرحية سموه الأمثولة الصهيونية والافتراءات على مر العصور بأحقية الإسرائيليين في أرض فلسطين فيوضح صاحب السمو حاكم الشارقة بالبراهين التاريخية العبث الذي وصل منتهاه بأحقية الصهيونية في الأرض والتراث والثقافة في منطقة كانت وستظل مقدسة بعيدة عن الافتراءات والادعاءات والدعاية الصهيونية التي حرمت الفلسطينيين من حقوق الأرض والحرية والوطن · تقول المسرحية باختصار إن الفلسطيني هو صاحب الأرض من قديم وأن القبائل اليهودية طارئة والحكم لها طارئ بينما الفلسطيني كان صاحب الحضارة والثقافة والتطور الحضاري المسبق والسابق على اليهود وقبائلهم في المنطقة· المسرحية تفرق بين اليهود والصهيونية وبين أصحاب الحق والقبائل المختلفة التي تعايشت في أرض الأنبياء وتقول ببساطة أن الأمور على خلاف ما تدعي دولة الصهيونية وعلينا أن نفهم العالم قضيتنا بالسبل التي يمكن أن تقنع وتنفع وتمكن في الأرض· إضافة إلى المضمون الفكري التنويري العميق، كان للفرجة من خلال الرقصات الجميلة، التي مثلت التراث الحضاري الحي للفلسطينيين، وعلى وقع الأغاني والموسيقى والفتيان الذين زرعوا القمح والزيتون دور كبير في الإمتاع والتشويق الذي هو أساس العمل المسرحي الناجح· يقول مخرج العمل الدكتور أحمد عبدالحليم لـ ''الاتحاد'' '' هذا العمل مرتبط بإحدى القضايا الهامة وهي قضية فلسطين، وحضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي تتمثل في أعماله شعوره بالقضايا العربية، وهذه المسرحية واحدة من أهم المسرحيات التي تتعرض لقضية فلسطين، وهي قضية العرب جميعاً، وأضاف أراد سموه أن يؤكد أن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض منذ التاريخ الموغل في القدم، وتابع د·أحمد عبدالحليم أن المسرحية تدور في هذه الحقبة، وقد أكد سموه أحقية الشعب الفلسطيني في الأرض، مؤكداً أن هذه المسرحية وثيقة تاريخية هامة جداً من الممكن أن تطلع عليها الأجيال الجديدة حتى يتجدد في نفوسهم إصرارهم على عودة الأرض لأصحابها الحقيقيين، مشيراً أن الفن المسرحي يلعب دوراً هاماً في المجتمعات المعاصرة، لأن الفن ثقافة وتنوير وتعليم وترفيه كذلك، وهذه أهم ركائز الوجود المسرحي الفني، وندعو الله أن يوفقنا في هذا العمل بما يؤكد تلك المعاني القيمة التي تنعكس على مجتمعاتنا العربية بالإيجابية المطلقة· ويقول الفنان حسن رجب مساعد المخرج '' شرف لي أن أشارك في هذا العمل من تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وهذا جزء من رد الجميل لسموه، ونفتخر أن يكون معنا نجوم من العالم العربي من أمثال الأستاذ زهير النوباني، وعبير صبري، وكوكبة جميلة من نجوم الإمارات، ويشرفني أن أكون المخرج المساعد لأستاذي الذي علمني وتخرجت على يده د·أحمد عبد الحليم، ونتمنى أن يحوز العمل على رضا الجمهور والذائقة الفنية للمتلقي''· أما الفنان إبراهيم سالم الذي مثل دور (وكيل غزة) المتحدث باسم الفلسطينيين قال ''ما أشبه الليلة بالبارحة إذ ما زال شمشون يعبث بالفلسطينيين قتلاً وتشريداً ييتم أطفالهم ويرمل نساءهم ويقوم بالاستيلاء على الأرض ومصادرتها من أصحابها الشرعيين، وأكد سالم أن هذا العمل من روائع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي كما عهدناه دائماً يحمل الهم العربي لكل العالم، مشيراً أن همنا الآن هو الشعب الفلسطيني، والأحداث التي تحيط بشعبنا العزيز والكريم، وانطلاقاً من ذلك جاء هذا العمل الكبير ليقول فيه سموه ما أشبه ليل التاريخ الماضي بحلكة ليل الحاضر''· الفنان أحمد الجسمي الذي قام بدور الملك شاؤول الذي ضحى بأولاده الثلاثة من أجل الحرب ضد الفلسطينيين، وعندما حدثت المعركة التي انتصر فيها الفلسطينيون انتحر خوفاً من أن يقتله الفلسطينيون ويمثلون بجثته قال ''شرف عظيم لي أن أشارك في هذا العمل، وهي من الأعمال التي أشعر وأنا أقف على خشبة المسرح مؤدياً لها أنني أمثل وأقدم قضية عربية قومية وآنية رغم طرحها التاريخي، وهي تحمل إسقاطات وأبعاداً عصرية، قومية تهم كل مواطن عربي ومسلم''· وقال الممثل الأردني زهير النوباني الذي لعب دور القاضي صموئيل ''إن هذا العمل وضعني أمام المواقف القومية والإنسانية الثرية التي يتمتع بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وجعلنا نتذوق الإبداع الإنساني الذي يتفتح في أرض الإمارات الطيبة، ليزهر في أعماق الأجيال، ويؤكد على القناعات بحتمية المواجهة النهائية بين الإنساني والوحشي كي يعود للأرض انتماؤها العربي الذي كان دائماً على مر الزمن''· وكانت مراسم الاحتفال بدأت بالسلام الوطني لدولة الإمارات ثم ألقى عبدالله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة كلمة بهذه المناسبة، أكد فيها أن تجربة الحركة المسرحية المحلية تمضي بثبات من خلال هذه المسيرة الناجحة لأيام الشارقة المسرحية والتي مر على انطلاق أولى دوراتها في عام 1984 ربع قرن من الزمان، موضحاً أنها ساهمت بدورها في بناء إنسان الإمارات والفنان المسرحي على وجه الخصوص الذي أصبح يقف جنباً إلى جنب مع أخيه الفنان المسرحي العربي وأثمرت عن بروز كتاب وممثلين ومخرجين يشار إليهم اليوم بالبنان· وقال العويس في كلمته إن هذه الإنجازات المسرحية لم يكن ليكتب لها النجاح والتطور لولا الدعم المعنوي والمادي الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ويصاحب الأيام ملتقى فكري يعقد هذا العام تحت عنوان ''تجليات وجماليات الإخراج المسرحي'' حيث يتم تناول جملة من المحاور المتعلقة بخصوصيات الفن المسرحي وأداء الممثل ومنهجية الكتابة المسرحية بالإضافة إلى الرؤية البصرية في العرض المسرحي المعاصر· إلى جانب ذلك يستضيف المهرجان كوكبة من كبار المسرحيين في كافة المجالات الفكرية والفنية والإبداعية· كما سيقام خلال الأيام معرض للتصوير الضوئي عن الأعمال المسرحية في الدورة السابقة إضافة إلى معرض للإصدارات المسرحية · والجدير بالذكر أن اللجنة العليا لمهرجان أيام الشارقة المسرحية قد أعلنت بأنه سيكون هناك عرض ثان لمسرحية شمشون الجبار وذلك في تمام الساعة السابعة من مساء اليوم الخميس الموافق 19 مارس بقصر الثقافة في الشارقة·