الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد العزيز المسلم: القائمون على المسرح الخليجي يعيشون «مراهقة فنية»

عبد العزيز المسلم: القائمون على المسرح الخليجي يعيشون «مراهقة فنية»
4 نوفمبر 2013 21:45
عبر مسيرة فنية طويلة، امتدت أربعين عاماً من العطاء، استطاع خلالها الفنان عبد العزيز المسلم أن يرسخ أقدامه كأحد أعمدة التمثيل والتأليف والإخراج في الكويت والخليج، وعلى الرغم من غزارة أعماله الفنية وتنوعها إلا إنه لم يهمل جانباً على حساب آخر، حيث دخل المعترك الفني في سن صغيرة، مما جعله يمارس الفن بروحه الوثابة، ويستخلص من تجاربه عصارة الحكمة، وعمق النظرة، وبعد الرؤية، فساهم في تأسيس مسرح الشباب في الكويت، وقدم أعمالاًِ حظيت بحضور طاغٍ من قبل الجماهير الكويتية التي يصل عددها في المسرحية الواحدة إلى 100 ألف مشاهد، بالإضافة إلى أنه أسس المسرح «الأدرناليني»، المعروف باسم مسرح الرعب، فضلاً عن أعماله الدرامية التي لم تزل تغازل عقول وقلوب متابعيه في الكويت والخليج والعالم العربي. أشرف جمعة (أبوظبي) - لم يزل الفنان المتميز عبد العزيز المسلم يحتفظ بذكرياته الجميلة التي يحملها في قلبه حين كان عمره 10 أعوام، ويأتي إلى مقر تلفزيون دبي مع والده، ويعد قطاع الإعلام في الإمارات وقنوات أبوظبي بيته، ويرى أن مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته السابعة التي استمرت فعالياتها من «24 أكتوبر حتى 02 نوفمبر 2013»، هو الحدث الفني الخليجي المهم الذي أضاء سماء الإمارات، وبث رسائله الإنسانية إلى العالم كله عبر محاوره وغزارة جوائزه، واحتضانه مسابقة «أفلام حماية الطفل» التي يعدها وسام فخر على صدر وزارة الداخلية في الإمارات وإدارة المهرجان. المسلم في حواره عبر حلقات ضيف «الاتحاد» يبوح لنا بأسرار قيامه ببطولة فيلم روائي طويل، يشاركه فيه نخبة من ألمع نجوم الفن في الخليج، ويطلعنا على بعض النقاط الجوهرية الخاصة بمدينة الشارقة للسينما والتراث الإسلامي والعربي، فضلاً عن رؤيته للدراما والسينما والإنتاج الخليجي، والعديد من التفاصيل الأخرى. سوق فنية لا يسع الفنان عبد العزيز المسلم بعد انتهاء دورة مهرجان أبوظبي السينمائي السابعة، إلا أن يتقدم بالشكر إلى القيادة في الإمارات على دعمها الثقافة والفنون، وإلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، مشيداً باهتمام الرئيس التنفيذي twofo r54 نورة الكعبي، إذ يرى المسلم أن الثقافة هي بناء الإنسان الذي هو أسمى من الحضارة الإسمنتية. ويقول إن مهرجان أبوظبي السينمائي عبر دوراته الماضية ساهم في دخول العديد من المواهب الفنية الشابة الخليجية إلى مجال صناعة الأفلام الوثائقية والروائية الطويلة، والإخراج، وكتابة السيناريو، والتمثيل، فضلاً عن أن إنتاج الأفلام الخليجية والعربية والعالمية سينعش السوق الفنية في المنطقة. صناعة السينما ويتابع: السعودية لديها كوادر قادرة على إنتاج متميز في مجال صناعة السينما، لكن يبقي النقاش مفتوحاً حول مدى قدرة المؤسسات المعنية في الدول الخليجية كافة على استخدام السينما كوسيلة توصل رسائل إيجابية إلى المجتمع، ويلفت إلى أنه لاحظ أن هناك توجهات إيجابية داخل الإمارات، ساهمت في إطلاق مسابقة جائزة حماية الطفل، إذ إن twofo r54 تستحق الشكر على دعهما للمواهب الشابة، ومن المنتظر أن تدعم نوعية أفلام جديدة، تخص هذه المسابقة في المستقبل. ثوب عالمي وبالنسبة للدورة السابعة من مهرجان أبوظبي السينمائي هذا العام فهو يرى أنها اكتست ثوباً عالمياً، وحققت نجاحاً كبيراً، ونسبة حضور عالمية أيضاً، إذ إنها متقدمة جداً مقارنة بالدورات السابقة، كما أنها كانت متميزة على صعيد لجان التحكيم ومستوى الأفلام والندوات التي أقيمت على هامشها. ويختلف الفنان عبد العزيز المسلم مع ما ذهب إليه الفنان محمد جابر الذي صرح بأن الدراما الخليجية في غرفة الإنعاش، ويورد أن هذه الدراما استطاعت أن تبدل ثوبها وتتماشى مع الدراما العالمية، من حيث عناصر الإنتاج وعبر مؤسسة مجموعة السلام الإعلامية أنتجت خلال خمس سنوات 15 مسلسلاً تلفزيونياً، ويرى أن هناك تطوراً كبيراً في الدراما الخليجية، لكن يبقي السؤال علىق حد قوله منصباً حول من الذي يدير دفة الفكر وتوجيه هذه الدراما؟، لأنها مسؤولية أمام الشعوب، فالطرح جزء منه يرتبط بالأخلاق، وآخر منه فاسد لا ينم عن معرفة بالأخلاق أو علم النفس، وبعض الأعمال تعطي صورة سيئة عن المجتمع الخليجي، ولا تزال نسبة كبيرة من سيناريوهات هذه المسلسلات تحمل فكراً اشتراكياً، علماً بأننا دول رأسمالية، والمحافظ المالية الأجنبية اخترقت الخليج من أجل إفساد الشعوب وقلب مفاهيم سياسية تشكل خطراً قادماً. قضايا أساسية وعن ما يراه البعض من أن قصص الدراما الخليجية تعيد نفسها فهو يختلف أيضاً مع هذا الرأي، ويذكر أن من خلال دراسته لماجستير فلسفة التمثيل والإخراج المسرحي درس أن أربعين ثيمة تدور حولها كل القصص في العالم، مثل إثارة قضايا أساسية كالغيرة والشك والخيانة والإيثار والحب والتضحية، وهذا الأمر معروف في كل أنحاء العالم، ولا يختلف المسلم مع أحد في أن عدد الكتاب قليل جداً في الخليج، وهم صنفان، الأول درس الكتابة، وآخر لم يدرس فنونها، والذي لم يدرس عندما يكتب مسلسلاً لا يبحث عن الظواهر الاجتماعية التي يقدمها في النص، فهو يعرضها من محض خياله فتأتي هشة ولا تساير طبيعة دول الخليج، على الرغم من أن القيادات الرشيدة في دول الخليج تؤكد التنمية، وأنا أتساءل أين هذه الأعمال من التنمية؟! لكن لو أجرينا دراسة عن الدراما في الإمارات والكويت عبر خمس سنوات مضت، فسوف نجد أنها ساهمت في التنمية، لذا أطالب المسؤولين بدعم الفنان الإماراتي على المستويات الفنية كافة، ونأمل في المرحلة المقبلة أن يكون التعاون بين الإمارات والكويت في المجالات الفنية أكبر، خاصة أنني كنت أحضر مع والدي عام 1970إلى دبي، وكان عمري آنذاك عشرة أعوام، لذا فإنني أعتبر الإمارات وطني الثاني. مقومات الإنتاج وبالنسبة لرؤيته للحالة التي يجب أن يكون عليها المنتج التلفزيوني، يوضح أن هذا المنتج هو الذي يمتلك العمل الدرامي، وليس ذاك الذي يأخذ تمويلاً من محطة تلفزيونية ما، لأنه في هذه الحال يتحول إلى منتج منفذ، والفرق بينهما كبير، إذ إن المنتج الذي يمتلك مقومات الإنتاج يساهم في بناء الاقتصاد المحلي، أما الآخر فهو لا يملك أن يرفع من معدلات النمو الاقتصادي في دولته، وعبر مؤسسة السلام الإعلامية أنتجت جميع أعمالي حتى لا يتحكم أحد فينا، مشيراً إلى أن العديد من الأعمال الخليجية يتم إنتاجها عبر منتجين أجانب، لا يمكن أن يعبروا عن عاداتنا وتقاليدنا. مسرج الرعب ولا يخفي المسلم أن المسرح في الكويت قديم في منطقة الخليج، وأنه يقدم في المناسبة الواحدة 25 مسرحية في المناسبة الواحدة، وبهذا يكون مقارنة بعدد السكان في الكويت والدول الأخرى، التي لديها مسرح في الصدارة، ويعترف بأنه في كل مرة يقدم فيها مسرحية يحضرها 100 ألف مشاهد من الكويت، إذ إن لديه ما لايقل عن 30 مسرحية، تباينت ما بين التأليف والإخراج والتمثيل، ويؤكد أن المسرح في الخليج ينقصه العمق في الطرح، وأن القائمين عليه يعيشون مرحلة المراهقة الفنية، وهذا انعكاس لواقع مسرحي أليم. ويتابع: أسست مسرح الرعب الذي يعرف اصطلاحاً بالأدرناليني وساعدني عبد الرحمن المسلم أحد أوائل الذين توجهوا للعمل السينمائي بالكويت، وأعطينا معاً للمسرح طاقة جديدة، وانطلقت بعدها بمفردي، موضحاً أن مبيعات تذاكر بعض المسرحيات بلغت نحو أربعة ملايين درهم، فضلاً عن توزيعها، وكذلك عدد المشاهدات على اليوتيوب. أكبر مدينة فنية في العالم رداً على سؤال عن مدينة الشارقة للسينما والتراث الإسلامي والعربي، توجه المسلم بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على دعم سموه للمشروع الذي يعد الأول في العالم. وقال : نأمل بعد الانتهاء من تصورنا للبنى التحتية أن يعلن عن هذا المشروع لمناسبة اتخاذ الشارقة عاصمة للثقافة في العالم، وأتمنى أن يتفاعل العديد من المختصين مع هذا المشروع الكبير الذي تقدمه مؤسسة السلام الإعلامية. «مثلث برومودا» عن أحب الأعمال إلى قلبه، يقول: من المسرحيات «هالو كايرو»، و«البيت المسكون» والمسلسلين «الأصيل» و«نور عيني»، مشيراً إلى أنه بصدد أداء دور البطولة في فيلم روائي طويل، يحمل عنوان «مثلث برومودا» الذي سيتم تصوير مشاهده في جزيرة إستوائية في شرق آسيا، ويشاركه فيه بعض الفنانين، مثل مرام الكويتية، وإلهام فضالة، وشجون الهاجري، والعديد من نجوم الخليج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©