«المنظومة الذكية» تضع الشركات على خريطة الجودة العالمية

أشاد المهندس نجيب عبدالله السويدي، مدير إدارة نظم المعلومات في شركة أبوظبي للتوزيع سابقاً، والحاصل على المرتبة الأولى على مستوى العالم في اختبار أنظمة المعلومات (ec-co ncil) بعد أن حقق 98 % متقدماً على كافة منافسيه من مختلف دول العالم والذين وصل عددهم إلى 48 مهندساً، بفكرة تحويل حكومة دبي إلى حكومة ذكية، لافتاً إلى أن ذلك يتطلب على الأقل خمس سنوات، حيث إن هذا القرار محلي وسيتحول إلى استراتيجي اتحادي لما له من مردود عالٍ على جميع المستويات. ويوضح أن هذا الملف كبير ويتطلب جهداً كبيراً. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - عبر نجيب السويدي عن فخره واعتزازه بكون شركة أبوظبي للتوزيع أسست لهذا المفهوم وحصلت على عدة جوائز في هذا المجال، بحيث تصدرت أبوظبي للتوزيع شركات المنطقة بتطبيق بروتوكول الإنترنت الإصدار السادس smart) ipv6) «أي بي في 6»، الذي يوفر نظاما أكثر أمنا لتدفق الوسائط المعتمدة بالإضافة إلى تعدد منافذ خدمات المعلومات. البناء من العمق وعن تصوراته وأحلامه يقول السويدي خريج جامعة كلارك تخصص علوم كمبيوتر عام 1991، إن الإنجاز الذي حصل عليه نتيجة حبه لوطنه والذي هو صاحب الفضل في وصوله إلى هذه المرحلة بعدما وفر له فرص إتمام دراسته في أرقى الجامعات العالمية المتخصصة، حيث تخرج في جامعة «كلارك» في بوسطن التي تعد أحد الأعضاء الثلاثة لمجلس إدارة الجامعات الأميركية قسم علوم الكمبيوتر عام 1991 وحصل على عدة شهادات معتمدة من أنظمة الحاسب الآلي من مايكروسوفت وأوريكال، وسيسكو، بعد أن استغرق عاماً كاملاً من الاختبارات تجاوز خلالها عشرة مستويات حتى وصل إلى المستوى النهائي، ما أهله للحصول على أول شهادة معتمدة كاستشاري الأعمال الإلكترونية محتلا المرتبة الأولى عالمياً. وبخصوص إنجازاته في شركة أبوظبي للتوزيع، يقول: «بدأنا العمل على المنظومة الذكية في الشركة منذ عام 2001، بحيث كنا نبني هذه المنظومة خطوة خطوة، وتزامن ذلك مع بناء الشركة نفسها، وكان لهذا الموضوع الأثر الكبير في بلورة معارفي وتوسع مداركي، وما يميز الشركة أن بنيتها التحية كانت تساعد إلى أبعد حد في إنشاء هذه المنظومة من الأساس، مما سهل تنفيذ رؤية المنظومة الذكية التي ارتكزت على البناء من العمق، وبعد الانتهاء من العمل عام 2005 خضعنا لتقييم الشركات المحلية في إطار التميز الحكومي وغطينا كل المعايير وحصلنا على الجائزة». خدمات ذكية ويعرب السويدي عن فخره واعتزازه، حيث أن المنظومة الذكية بشركة أبوظبي للتوزيع ساهمت في حصد العديد من الجوائز، منها جائزة أبوظبي للأداء الحكومي المتميز وجوائز عدة أخرى، ويردف: «كما حصدنا جائزة تفعيل المنظومة الذكية في الشرق الأوسط، وتم اعتمادها من طرف الوكيل الحصري للمنظومة في الشرق الأوسط، وتتوفر الشركة أيضا على أفضل مركز اتصالات «كول سنتر» في الشرق الأوسط، وهي منظومة مستقلة داخلية خاصة بالشركة، بحيث ترتبط مواقعها ببعضها عن طريق المنظومة الذكية، وتعتبر الأولى على الشرق الأوسط. وفي ذات السياق يقول السويدي، إن أهمية تطبيق المنظومة الذكية في شركة أبوظبي للتوزيع سيكون له الريادة في منطقة الخليج، فقد جعل الشركة واحدة من أحدث المؤسسات فيما يخص النظم التكنولوجية والتطبيقية تماشيا مع سياسة الدولة في التحديث والتطبيقات، موضحا أن النظام مصمم ليشكل الأساس لخدمات وتطبيقات متقدمة مثل قراءة العداد عن بعد، طلب قراءة العداد، قطع وتوفير الماء والكهرباء عن بعد، تقنين التوزيع، الكشف عن أعطال الموصلات، تقدير ومراقبة المحولات ومراقبة نوعية الطاقة. مصاف الدول ويشير السويدي إلى أن المنظومة الذكية التي تم اعتمادها بدبي ستعمل على ارتقائها، ووضعها في صدارة الدول العالمية التي تعتمد هذا النظام، بل ترفعها إلى مصاف أول 3 دول في العالم، موضحا أن اليابان تعتبر من الدول الرائدة في هذا الاتجاه. ويوضح «على الشركات والهيئات وجميع الشركاء تأكيد جاهزيتها التامة للتوافق مع متطلبات المرحلة الجديدة، باعتبارها امتداداً لمسار التحول الإلكتروني بتوفير العديد من الخدمات الإلكترونية والتطبيقات الرائدة، عبر الهواتف المحمولة الذكية، بحيث تمثل نقطة انطلاق لتوفير تطبيقات أكثر إبداعاً، لافتا إلى أن هذه المرحلة تسبقها مراحل عدة تتمثل في إعادة بناء المنظومة لتتحول من منظومة غير ذكية (IPV4) إلى أخرى ذكية (IPV6) SMART)، وبذلك فإنهم يصلون إلى معايير الجودة العالمية». ويشير السويدي إلى العلاقة بين النظام الذكي والمنظومة الذكية، فيقول: عندما تمتلك نظاما ذكيا في الوقت الحاضر ويعمل على الشبكة الحالية لا يعني أنه يستطيع أن يعمل على المنظومة الذكية إلا إذا كان ضمن معايير المنظومة الذكية، وقد سبق وطبقنا هذه المنظومة الذكية في شركة أبوظبي للتوزيع لأننا نعلم أنه لا يمكن الوصول إلى هذه الرؤية إلا بتطبيق هذه المنظومة، وتتوفر الشركة على 150 فرع شبكات، ومن خلال تجربتنا ووفق رأيي فإنه يجب العمل على البنية التحية بالتزامن في جميع الهيئات والشركات والمؤسسات، بحيث لا يتم التسابق والتسارع في الإنجاز. مجانية الإنترنت ويقدم نجيب السويدي استشاري الأعمال الإلكترونية نصائح عدة لتحقيق رؤية المنظومة الذكية بدبي، قائلاً: «يتوجب الحذر من التعامل المنفرد للشركات، بحيث تصل شركة وتتخلف أخرى مما سيتسبب في إحداث فجوة تواصل فيما بينها في المعاملات الحكومية، كما يجب التعامل بشكل جماعي من الأساس، لتحديث البنية التحتية، لجميع الشركات والقطاعات والهيئات، ثم الارتقاء لتفعيل المنظومة في آن واحد، وعلى مستوى واحد، وعليه يجب التواصل مع شركات الأنظمة، بحيث يطلب منها رسميا تحديث النظام الحالي والارتقاء إلى المنظومة الذكية من الوقت الحاضر حتى لا يحدث هناك أي تأخير». ويؤكد السويدي أن النظام إذا كان غير قادر على التعامل مع المنظومة الذكية يجب عليه النظر إلى النظام الجديد ضمن معايير المنظومة الذكية، موضحاً أن هذا القرار سيوحد رؤية نظم المعلومات، ومن أجل ذلك فإن من يريد التعامل مع دبي عليه أن يرتقي إلى نفس المنظومة، ولهذا فإنني شخصيا أرى أن الفكرة إستراتيجية ويجب أن تشمل كل الإمارات وهي رؤية اتحادية، وإن كانت محلية في الوقت الراهن فإنها لا محالة ستتحول إلى اتحادية، وعليه سيساهم القرار في توحيد الرؤية في المستقبل القريب، لأن من يريد التعامل مع حكومة دبي مستقبلا عليه أن يرتقي لمستوى خدماتها، من خلال فتح باب تطبيق التكنولوجيا الحديثة والمتطورة، وهذا سيجعل جميع شركات دبي ترتقي إلى معايير الجودة العالمية تلقائيا بتطبيق المنظومة، كما ستتخلص دبي من الأنشطة غير المعتمدة بتطبيق المنظومة الذكية التي ستغطي أيضا الفجوة الموجودة في الشركات، وستسهم في تخفيض التكلفة إلى أكثر من النصف، كما أن المنظومة الذكية ستعمل على تخفيض تكلفة المكالمات الخارجية والمحلية، أما الإنترنت ستصبح شبه مجانية، وستعمل على الحد من الجرائم العادية والإلكترونية، ويسهم تطبيقها في استتباب الأمن والأمان في مدينة دبي. ويرى السويدي أن هذا القرار سيفتح المجال للشباب المواطنين المتخصصين في نظم المعلومات في المستقبل القريب لإدارة الشركات بنظم المعلومات، لأن الإدارة ستصبح كلها تحت إدارة النظام الجديد وذلك سيضع الشركة في معايير الجودة العالمية تلقائيا. الحد من الجرائم إن تحديث القطاع بشكل كامل في حكومة دبي سيحد من الجرائم الإلكترونية بتطبيق قانون cyper low، حسبما يقول السويدي، حيث أن المنظومة الذكية ستعمل على اكتشاف المجرمين الذين أساءوا بالقول أو بالفعل للدولة وللآخرين، وعليه يجب اعتماد قانون دولي للمنظومة، بحيث يتعرف الناس على حقوقهم وواجباتهم، وتكون هناك قوانين معتمدة ولوائح وشروط. وفي ذات السياق يشير السويدي إلى أنه يصعب اختراق المنظومة من الخارج بنسبة 99 %، موضحاً أن أميركا عملت على تطبيق المنظومة الذكية بعد حادث 11 سبتمبر ما أعطى فاعلية في كشف الكثير من الملفات. جيل جديد من التطبيقات يقول السويدي إن تطبيق المنظومة الذكية سيفتح الآفاق لجيل جديد من التطبيقات أهمها، السيطرة والتحكم بالمباني الذكية، نظام إدارة المباني الذكية، نظام التحكم عن بعد، نظام مراقبة الشوارع لمنع الجرائم، نظام منع الحرائق، نظام حفظ أمن المجتمع، نظام حفظ البيئة والمدن، ونظام التحكم بالأماكن النائية والحدود.