الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوق في البوسنة للتآخي بين الصرب والمسلمين

سوق في البوسنة للتآخي بين الصرب والمسلمين
6 نوفمبر 2011 23:42
عند مدخل ساراييفو قرب خط الجبهة السابق وبعيداً عن الخلافات السياسية التي تهيمن على البوسنة، يعمل نحو 50 من التجار الصرب والمسلمين الذين تواجهوا سابقاً في حرب دامية، على التعارف ويبيعون خرافهم بمناسبة عيد الأضحى أمس. وقال ميلومير رادوفيتش الصربي المقيم في بولوزي البلدة الواقعة قرب ساراييفو، في جمهورية سربسكا الكيان الصربي في البوسنة “كل واحد منا كان في صفوف أحد الجيوش، خلال النزاع الطائفي بين عامي 1992 و1995. كنا مرغمين على ذلك. إلا أنني لم ارتكب يوماً أي جرائم حرب”. واقتاد رادوفيتش (60 عاماً) إلى السوق في داريفا نحو 10 خراف، وباع منها اثنين إلى مسلم من ساراييفو التي باتت تسكنها حالياً غالبية من المسلمين. وأوضح قبل أن يهتم بقطيعه لاستقبال زبون جديد “كنت آتي إلى هنا قبل الحرب أيضاً لبيع الخراف. ثمة أشخاص يعرفونني هنا. الرجل الحق لا يتغير. فإذا كان رجلاً قبل الحرب يبقى رجلاً كذلك خلال الحرب وبعدها”. وتعرض للبيع في السوق عشرات الخراف المحجوزة في حظائر خشبية منفصلة. وتدخل السوق شاحنات صغيرة وسيارات وتخرج منها بانتظام. وقال جمال قزاز وهو بقال من ساراييفو أتى لشراء خروف إن مسألة “شراء خروف من بائع مسلم أو صربي سؤال لا أطرحه على نفسي. فالمهم هو السعر ووضع الحيوان”. وثابت بوريك (58 عاماً) تاجر آخر مسلم يوزع خرافه على قطيعين. الخراف الناشئة التي تبلغ عاما واحداً والخراف “المسنة” كما يسميها التي يزيد عمرها على 3 سنوات وسعرها أعلى. وأضاف التاجر أن “الأسعار تتراوح بين 300 و500 مارك (150 إلى 250 يورو). وأضاف “لقد بعت حوالي 50 خروفاً في الأيام الأخيرة إلا أن المبيعات أقل مقارنة بالسنوات الأخيرة بسبب الأزمة الاقتصادية على الأرجح”. وعندما يتمكن من بيع خروف من بين تلك “المسنة” يقدم التاجر السعيد الشراب إلى زملائه. وحول طاولات عدة في وسط السوق، تسيطر أجواء استرخاء وتحتدم الأحاديث بعيداً عن التوترات الطائفية الاعتيادية في البلاد. ويقول ليبو رادوفيتش وهو صربي آخر “الوضع بات كما كان في السابق. فنحن نجلس معاً. نحن الشعب ذاته ونتكلم اللغة ذاتها. لكن البعض يحاول أن يقنعنا بعكس ذلك”. ويؤكد ثابت بوريك “لقد أرغمت على إطلاق النار باتجاههم وهم أيضاً. ونحن نادراً ما نتحدث عن النزاع. لدينا المشاكل ذاتها اليوم. وهم يعملون مثلنا. إنه كفاح يومي”. وأضاف “علينا العيش معاً. السياسيون عندنا يسلكون طريقاً خاطئاً”. وبعد 16 عاماً على انتهاء النزاع، يبقى المجتمع البوسني منقسماً كثيراً بين الطوائف الثلاثة التي تواجهت في الحرب أي الصرب (الأرثوذكس) والمسلمون والكروات (كاثوليك). ويتأسف كثير من المحللين من أن رفع شعار الخوف من الآخر لا يزال يؤمن الفوز بالانتخابات. ويقول المسلم كمال دراكوفاتش “ما يردد علينا في التلفزيون يومياً أمر سخيف”. ويختم قائلاً “السياسيون يكذبون. والسياسة الفعلية نحن الذين نفعلها”.
المصدر: ساراييفو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©