السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكماء الخليج

18 نوفمبر 2014 22:50
رحم الله «حكيم العرب» المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي اتفق على حكمته القاصي قبل الداني، ومن فضل الله على دول مجلس التعاون أن قادة الدول الست يتميزون بالحكمة وبعد النظر فينجحون في تجنيب شعوبهم القلاقل السياسية التي عصفت بعدد من دول الجوار فيما يسمى بالربيع العربي وأسميه «الخريف العربي»، ولأن «الحكمة ضالة المؤمن أنّا وجدها فهو أحق بها»، فإن مجلس التعاون قد تعلم من الدروس المحيطة به فأيقن القادة بأهمية وحدة الصف والهدف والمصير فعاشت الشعوب في سلام تحت راية «حكماء الخليج». في البيت الواحد يحدث خلاف بين الأشقاء ولكنه لا يطول، ولذلك كنا على يقين بأن خلاف السعودية والإمارات والبحرين مع قطر لن يطول، ولن يعدو كونه سحابة صيف تنقشع قبل قدوم الشتاء، فكانت البشرى أثناء «خليجي 22» بعودة المياه العذبة إلى مسار المحبة التي تجمع أبناء الخليج وتربطهم بقواسم مشتركة يندر أن توجد في تجمع دولي آخر، بل زاد على ذلك الارتباط الأسري بين حكام وشعوب هذه الدول التي لن تتفرق بإذن الله تعالى، وربما كانت تداخل الأنساب مقصوداً من «حكماء الخليج». حين تم سحب السفراء الثلاثة من الدوحة غلّف الحزن أجواء الخليج، وبدأت التجمعات الرياضية والشبابية في المنطقة متأثرة بتبعات القرار، ولذلك كانت الفرحة كبيرة بالبيان الصادر عن الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الذي حمل البشرى بعودة السفراء، ويقيني أن «الدوحة» ستحتفل بعودتهم مثلما احتفلنا بالقرار الحكيم الذي أعاد لنا البسمة التي غابت عن بيتنا الكبير، ولعل الجميل أن القرار قد صدر ونحن نجتمع في الرياض «عاصمة العرب»، حيث لعبت السعودية مع قطر قبل صدور القرار في تأكيد على أن الرياضة تجمعنا ولا تفرقنا، وتلعب اليوم البحرين مع قطر بعد عودة السفراء، ولن نلاحظ فارقاً في المباراتين لأن منصة الرياضة هي المحفل الأمثل لإظهار وحدتنا في ظل قادتنا «حكماء الخليج». ولعلي أنتهز هذه الفرصة الهامة لتهنئة حكومات وشعوب مجلس التعاون بهذا القرار الذي جاء في وقته ليزيد من جمال «خليجي 22» ويعطي للبطولة بعداً آخر ويجعلنا نثق بأن القادم أفضل بإذن الله، وقريباً سيتبع هذا القرار خطوات إيجابية على الأصعدة كافة نضمن من خلالها تقارب وجهات النظر بحيث لا يعود الخلاف على السطح مرة أخرى، لأننا مؤمنون بأن «حكماء الخليج» سيقودون شعوبهم إلى بر الأمان، وتجمعنا «خليجيات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©