الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أضخم أطلس شامل في العالم يتصدر في المعرض

أضخم أطلس شامل في العالم يتصدر في المعرض
19 مارس 2009 01:02
أكثر من عشرين عاما أمضاها الناشر الأسترالي جوردون تشيرز مؤسس ومدير عام دار ميلينيوم في محاولة إنجاز حلمه بإنتاج ونشر ''أضخم أطلس في العالم''، أطلس يضم الكرة الأرضية كلها جغرافيا تاريخيا ويحتوي على قدر من المعلومات عن دول العالم وشعوبه وحضاراته، فهو يتضمن صورا ورسومات وخرائط يستطيع القارئ من خلالها الاطلاع معالم مهمة واكتشاف ملامح بارزة من العالم كله بالصور الواضحة والدقيقة والمشغولة بتقنيات فنية عالية تسهم في تعريفنا تفاصيل الأرض كما لم يبرزها أطلس من قبل، فقد بلغ حجم الأطلس 2 قدم طولا وثلاثة عرضا. قد كان سعيدا بتوقيع ''أطلسه'' هذا من قبل سمو الشيخ عبد الله بن زايد على نسخة منه ستكون مخصصة لمزاد علني يخصص ريعه للهلال الأحمر الإماراتي، كما كان سعيدا باقتناء سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آ ل مكتوم نسخة منه· حلم هذا الناشر كان قد بدأ كان موظفا في دار بنجوين وعرض المشروع على هذه الدار، وهي من أكبر دور النشر البريطانية، فاعتذرت بسبب كلفته العالية، وحدث الأمر نفسه مع دور نشر أخرى رأت أنها لا تستطيع تبني مثل هذا المشروع فتصدى له جوردون بإمكانياته الخاصة وحشد له ما استطاع من إمكانيات وفرق عمل بحثية وعلمية وفنية ذات مستوى راق تمكنت من إنجاز العمل خلال أقل من عشرين شهرا، وهو العمل الذي كان سيتطلب ستين عاما من باحث واحد· حلم تشيرز تحقق في أواخر العام ،8002 حيث نشر الأطلس في ثلاثة آلاف نسخة، منها ألفان باللون الأزرق والفضي (تباع النسخة منها بخمسة عشر ألف درهم)، وألف باللون الذهبي (ثمن النسخة خمسة وعشرون ألف درهم)، وهي مشغولة ضمن أعلى معايير حفظ الكتاب حتى مئات السنين، سواء من حيث اختيار نوع الورق السميك والصقيل، أو لجهة الغلاف الخشبي والصندوق الخاص المانع لتسرب الهواء، وغير ذلك من تقنيات الطباعة الحديثة، وقد نفدت غالبية نسخها خلال أشهر· جهد ضخم فعلا تفتقر إلى القيام به مؤسسات ضخمة يقوم به ناشر بمفرده، يدعوك لاكتشاف العالم، وكان المنطلق الأول له أطلس يمثل دعوة لاكتشاف أستراليا وتطور ليغدو مشروعا لاكتشاف العالم، وذلك عبر 675 صفحة، و004 ألف كلمة، وعدد هائل من الصور والخرائط، في عمل يوصل الحضارات ببعضها، والتعريف الموجز بتاريخ الشعوب· طبعا هناك جهود عشرات الباحثين والكتاب والفنانين التي أسهمت في هذا المنجز، مشاركون جاؤوا من 491 دولة من دول العالم، ومن أصول جنسيات متعددة بمن فيها العرب المقيمون في الغرب والمتخصصون في شؤون المنطقة العربية جغرافيا وتاريخيا وحضاريا، وكذلك الأمر في ما يتعلق بالشعوب الأخرى· فقد عمل في إنجاز الأطلس كتاب ومحررون ورسامو خرائط ومصورون لفترات متفاوتة وبجهود حثيثة· وفي السؤال عن مدى اعتماد الحضارات على بعضها في علومها وتجاربها، وما إذا كان هذا المشروع قابلا للتواصل والاستمرار كما عاشت الكثير من مشاريع الجغرافيين والرحالة العرب قبل مئات السنين، أبدى تشيرز نوعا من التفاؤل الحذر والمتشكك في إمكانية أن يعيش مشروعه طويلا، وهو المشروع الذي وفر له كل أسباب الاستمرار المادية والموضوعية والتقنية· لكنه يؤكد على أنه لن يعود إلى هذه التجربة، فقد كانت مكلفة ومرهقة حقا، وسيذهب إلى مشاريع أكثر تواضعا، لأن مثل هذا الأطلس لا يمكن أن يقتنيه سوى قلة من الأفراد، ويعتمد في توزيعه على المؤسسات البحثية المتخصصة في هذا المجال من جامعات ومراكز بحث ودراسات· وحول ما إذا كانت دار ميلينيوم التي يديرها متخصصة بهذا النوع من العمل المتجه إلى الخرائط، يقول تشيرز إن هذا هو أحد اهتمامات الدار، ومنها على سبيل المثال كتاب عن تاريخ نساء العالم خلال ألف عام، وهو كتاب شارك في كتابته حوالي أربعين كاتبا رصدوا تاريخ المرأة عبر ألف عام، وقدموا خلاصات هذا التاريخ· وفي آخر لقائنا معه، كان تشيرز فخورا بتحقيق إنجازه هذا، ويقول إنه بعد هذا الجهد الكبير لم يعد يسعى إلى مثل هذا المشروع، لكن لديه حلما جديدا بتعريب هذا العمل واقتصاره على خريطة الشرق الأوسط، وذلك بعد أن لمس اهتماما كبيرا في دولة الإمارات بعمله هذا، والحاجة إلى عمل يتوسع في التعريف بهذه المنطقة، وهو ما سيعكف عليه في المرحلة القادمة· وانتهى الحديث بنقاش حول دور العرب والمسلمين في الاكتشافات الجغرافية والعلمية عموما، وما حققته الحضارة العربية الإسلامية من إنجازات علمية اعتمدت عليها الحضارة الغربية في علومها وفلسفتها، فالمسلمون هم الذين نقلوا العلوم من علماء وفلاسفة الغرب القدماء، واستقبلها الأوروبيون في العصور الحديثة، واستفادوا منها لتطوير علومهم وثقافتهم، الأمر الذي يستدعي حوار الحضارات وتواصلها بدلا من صراعها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©