الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المكالمات الهاتفية الدولية المجانية شعار التطور المقبل

المكالمات الهاتفية الدولية المجانية شعار التطور المقبل
28 يناير 2011 20:06
بالرغم من التطور الهائل الذي شهده قطاع الاتصالات اللاسلكية في العالم أجمع، إلا أن أسعار المكالمات الهاتفية الدولية لا تزال باهظة. وهذه الخدمة تزداد أهمية مع زيادة الروابط الاقتصادية والتجارية بين دول العالم. ولهذا السبب فإن إطلاق أي خدمة للاتصالات العالمية الرخيصة لا بدّ أن يستثير اهتمامات الشرائح الاجتماعية المختلفة في العالم أجمع. وعندما اكتشف الخبراء أن الإنترنت تصلح أيضاً لتناقل الأصوات وليس فقط لتبادل النصوص المكتوبة والصور، سارعت الكثير من الشركات لاستغلال هذه الحقيقة فطرحت تطبيقات عملية مثل “سكايب”، و”آي شات”، و”جوجل توك”، وبقية البرامج التي تتيح للمستخدمين الدردشة بالصوت أو بالصوت والصورة مجاناً باستخدام الكمبيوتر. وما لبث أن حل عصر أجهزة الهواتف الخليوية القادرة على الاتصال اللاسلكي بالإنترنت والتي أوحت بالفكرة التي تفيد بأن أجهزة “الموبايل” مثل “آي فون” وتلك التي تعمل بنظام “أندرويد”، يمكن أن تستخدم للدردشة عبر الشبكات الصوتية لتمثّل وسائل ناجحة لإجراء المكالمات الهاتفية الدولية مجاناً عن طريق الإنترنت. ويبقى السؤال المطروح: هل يمكن لهذه الفكرة أن توفّر التكاليف الباهظة للمكالمات الهاتفية الدولية بالنسبة لمستخدمي الهاتف المحمول؟. حتى الآن، لا تتوفر التطبيقات التي تسمح بإجراء المكالمات الدولية المجانية لأرقام هاتفية معيّنة أو لاستقبال مثل هذه المكالمات. ويمكنك الآن إجراء مكالمات هاتفية مجانية إلى رقم أي جهاز هاتفي ثابت عن طريق الكمبيوتر فقط باستخدام تطبيق “Google Voice”؛ كما يمكنك إجراء مكالمات هاتفية من هاتفك المحمول إلى مستخدمين آخرين لتطبيقات اتصالية معروفة مثل Fring أو Skype أو TruPhone، إلا أنك لا تستطيع إجراء المكالمات المجانية إلى أرقام هاتفية معيّنة. وفي كافة هذه الأحوال، أثبتت الدردشة الهاتفية الصوتية عبر الإنترنت أنها أسلوب فعّال وعملي للتخاطب المجاني غير محدود الأجل بين الناس المتباعدين في أصقاع الأرض. إلا أن من عيوب هذه الطرق أن فتح الخط المطلوب عبر الإنترنت يستغرق وقتاً طويلاً قبل أن يقوم الطرف الآخر بالرد، كما أن هناك مشكلة تأخر الصوت في الوصول والتي تعدّ المشكلة الأساسية في مثل هذه التطبيقات. والآن، أصبح حل هذه المشاكل يمثل فرصاً ذهبية للشركات التي تتمكن من حلّها. ومن أمثلة ذلك أن شركتي “سكايب” و”فرينج” أعلنتا عن أنهما بصدد تقديم خدمة الاتصال من هاتف إلى هاتف عن طريق الإنترنت بالإضافة للدردشة بالصورة حتى في الحالة التي لا يكون فيها المستخدم متصلاً بشبكة الإنترنت اللاسلكية “واي- فاي”. وبالرغم من أن هذه الخدمة الجديدة ما زالت تعاني من بعض العيوب الاتصالية المذكورة، إلا أنها تحمل ميزتين كبيرتين؛ فهي توفر الكثير من الأموال على المستخدم، كما أنها توفر فرصة بديلة للاتصال عندما تكون التغطية الشبكية لأجهزة “الموبايل” ضعيفة. وأصبحت كل هذه التطبيقات متوفرة في أجهزة الهاتف المحمول “آي فون” و”أندرويد”. وتقدم كل هذه الهواتف الذكية مكالمات رخيصة جداً إلى الأرقام الهاتفية الدولية، وبسعر أخفض بكثير من تلك التي يمكن إنجازها عن طريق شبكة الاتصالات التي تشغّل خدمات الهواتف الخليوية. ولكل من هذه التطبيقات ميزات وعيوب. ومن ذلك مثلاً أن “سكايب” يرفع شعاراً معروفاً يقول: “المكالمات المجانية من حق كل إنسان وفي أي مكان من العالم”، ولكن بشرط أن يكون لديه التطبيق على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي. وتقول الشركة إن عدد الذين يستفيدون من خدماتها يبلغ 124 مليوناً كل شهر في المتوسط. ولو كان المتصلان عبر هذا التطبيق يستخدمان شبكة “واي- فاي” اللاسلكية، فإن الاتصال يكون تام الوضوح وعملياً، إلا أن التأخر الزمني في وصول الصوت يأتي ويذهب بشكل متكرر أثناء الاتصال. وبالرغم من تطور الخدمات الاتصالية الهاتفية لتطبيق “جوجل فويس”، إلا أنه لا يسمح بالاتصال إلا من كمبيوتر إلى كمبيوتر، ولا يمكن استخدامه للاتصال بأجهزة الهاتف؛ ويضاف لكل ذلك أنه متاح للاستخدام أمام المقيمين على أرض الولايات المتحدة فقط. ويقدّم تطبيق “لاين2” Line2 خطاً آخر لرقم هاتفك يحمل نفس الرقم الأصلي (ومن هنا جاءت تسميته). وهو يحتكم إلى درجة الذكاء التي تحقق الاتصال واستقبال المكالمات من هاتف إلى آخر عبر شبكة الإنترنت اللاسلكية “واي- فاي” بشكل ممتاز لو توفرت، أو من جهاز “موبايل” إلى آخر عند عدم توفرها. وكل ذلك مقابل اشتراك بقيمة 10 دولارات شهرياً في الولايات المتحدة وكندا فقط. ومن المتوقع أن تزداد هذه التطبيقات تطوراً وانتشاراً خلال الفترة المقبلة وبما يوحي بأن المكالمات الهاتفية المجانية (أو شبه المجانية) عبر الإنترنت سوف تكون عنوان التطور المقبل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©