الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جولات استطلاعية قبل الشراء

جولات استطلاعية قبل الشراء
19 مارس 2009 01:12
نجاح أي معرض للكتاب في العالم يأتي من رواده بالدرجة الأولى· فمن دون القارئ لا يكون المؤلف ولا يكون الكتاب· ومن دون رواد مهتمين لا يكون معرضا للكتاب، حتى ولو جمع أنجح دور النشر في العالم، وأشهر الكتّاب والمبدعين· وميزة معرض أبوظبي الدولي للكتاب، إنه معرض جماهيري بالدرجة الأولى، يزداد عدد زواره في كل دورة بشكل ملحوظ، ويمكن رصد هذا الاهتمام منذ لحظة الافتتاح وحتى لحظة الاختتام· في اليوم الأول للدورة التاسعة عشرة التي افتتحت أمس الأول، كان الإقبال على المعرض كثيفا والاهتمامات متنوعة، لكن بالدرجة الأولى كانت هناك ''جولات استكشافية'' يقوم بها الزائرون لتقرير ما الذي سيشترونه في جولة ثانية وربما ثالثة· هنا جولة استطلاعية مع عينة من رواد المعرض: أحمد السعداوي كانت البداية مع السيد هشام عبد الله الطنيجي، الذي أوضح، أنه زائر دائم لمعارض الكتاب التي تقام على أرض الإمارات، ولكن معرض أبوظبي للكتاب هذا العام حقق نقلة نوعية كبيرة في مجال عرض الكتب، وكذا الكم الهائل من عناوين الكتب التي استطاع القائمون على المعرض توفيرها لعشاق القراءة في كافة مجالاتها، فضلاً عن العديد من الفعاليات المصاحبة للمعرض التي قرأ عنها في دليل المعرض والذي يوضح إلى أي مدى تتميز دورة هذا العام عن سابقاتها من الدورات السابقة، وأشار الطنيجي أيضاً إلى أن هناك جهودا ملموسة بذلت لراحة زوار المعرض وبقتضاها تم التغلب على بعض المشكلات التي كانت تواجههم في السابق، ومن أهمها توافر مواقف للسيارات بالقرب من المعرض، وكذا اتساع الردهات ما بين دور النشر وهو ما يجعل الاطلاع على عناوين الكتب مسألة سهلة ممتعة للباحثين عن المعرفة على اختلاف اتجاهاتهم واهتماماتهم· وعن نوعية الكتب التي يهتم بها، ذكر أنه يبحث عن كتب التنمية البشرية والإدارة، وجاء تحديداً للبحث عن كتاب ''العادات السبع'' للمؤلف الأميركي ''سنيفن كوفي'' وكذا كتب للدكتور الكويتي صلاح الراشد وهو الآخر متخصص في علوم التنمية البشرية· ولفت الطنيجي، إلى أنه كان يتمنى اقتناء بعض كتب الأطفال باللغة العربية لإهدائها لبعض ذويه، ولكنها للأسف لا ترقى إلى مستوى مثيلاتها الأجنبية، لا من حيث المحتوى ولا المظهر الخارجي، وهو في هذا المجال تمنى على العاملين في مجال صناعة كتب ومجلات الأطفال أن يعملوا على تجويد ما يقدمونه، من أجل المساهمة في رفع المستوى المعرفي لأطفالنا، وهو بلا شك هدف نبيل ينبغي أن يوضع في حسبان أرباب الفكر وصُناع الكتاب في ذات الوقت· أما أبو الفضل محمد حبيب الله الموظف في هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فذكر أنه يهتم بكتب علوم الشرع والفقه والحديث، وكل ما يتعلق بالقرآن والسنة النبوية المطهرة، ولذلك جاء قاصداً المعرض بحثاً عن هذه النوعية من الكتب، ولكنه وجدها قليلة جداً بالمقارنة بغيرها من باقي أنواع الكتب، برغم أنها كما يقول، الأكثر فائدة لقارئها وتعود عليه بالخير الكثير، ومن ثم يدعو حبيب الله القائمين على تنظيم المعرض ودور النشر العاملة فيه أن يعملوا على سد هذه الفجوة، خاصة وأننا في بلد عربي وإسلامي، ونعتز بقيمنا الأصيلة، ونعتز بكل ما له صل بكتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهو ما يستدعي توجيه الدعوة للمكتبات الإسلامية الموجودة في مختلف دول العالم للاشتراك في هذا الحدث الثقافي الضخم، الذي يمكن استغلاله في إظهار الوجه المشرق والمعتدل الحقيقي للدين الإسلامي· ويتمنى حبيب الله أيضاً لو أن تنظيم أجنحة المعرض كان تبعاً لنوعية الكتب المعروضة به، فلا يعقل أن يكون هناك مكتبة تهتم بكتب التراث جنباً إلى جنب، مع أخرى تعنى بكتب ومجلات الأطفال، فهذا بالطبع يجعل هناك مشقة بالنسبة للباحث في كيفية إيجاد الكتب التي يروم، ويؤدي إلى إضاعة الوقت والجهد بلا أي مبرر· مساحة حرية عيسى ناصر سعيد الموظف بالشرطة قال: إنه زائر دائم لمعرض أبو ظبي للكتاب في جميع دوراته السابقة وصولاً إلى دورته الحالية، التي مثلت تطوراً لافتاً في تاريخ إقامة معارض الكتب على أرض الإمارات، سواء من حيث التنوع غير العادي في عناوين الكتب الموجودة بالمعرض، أو من حيث التنظيم والعمل على راحة رواده، خاصة فيما يتعلق بالتغلب على مشكلة مواقف السيارات، وأيضاً حسن تنظيم أجنحة المعرض، وعن الكتب التي تستهويه وجاء لشرائها من المعرض، أشار إلى أنها الكتب التي تتناول تاريخ المنطقة وكذلك كتب التراث، فضلاً عن الكتب السياسية التي تتناول الأوضاع العالمية، ومن خلالها يستطيع أن يعرف كيف تدور الأمور في العالم من حوله· وما يميز الكتب الموجودة في المعرض عن الكتب الأخرى، هو أن بها مساحة أوسع من الحرية ربما لا تتوفر في الكتب المعروضة في المكتبات الخارجية، فضلاً عن وجود كم هائل ومتنوع من الكتب الآتية من جميع دول العالم في رقعة جغرافية محدودة جدا، وهو ما يمثل ثروة معرفية هائلة ينبغـي على كل عشاق القراءة الاستفادة منها· كما أشار إلى ضرورة وضع لوحة توضيحية كبيرة في مدخل المعرض توضح الأقسام الموجودة به، وذلك في إطار تسهيل عملية الوصول لنوعية الكتب الي يبحث عنها الزائرين، فيختصرون كثيراً من الوقت الذي يضيع بحثاً عن هذا الجناح أو ذاك، وهذا بالطبع لا يقلل من حجم الجهد المبذول من قبل القائمين على المعرض في الإتيان بهذا الكم من الثقافات وآخر ما أخرجته عقول الأدباء والمفكرين في مكان واحد· الروايات العربية هنادى عليوات التي تعمل مساعد تنفيذي إداري في إحدى الشركات، قالت إن المعرض في دورته الحالية صار بالفعل حدثاً عالمياً بكل المقاييس من حيث العدد الهائي للعناوي الموجودة به، أو من حيث المساحة، وحتى من حيث عدد دور النشر المشاركة في هذه الحدث الضخم، ومع كل هذا التنوع في الكتب، إلا أن هناك قصوراً فيما يتلق بالكتب الإنجليزية، وتتمنى لو كان هناك كم أكبر منها، لأنها وكما تعتقد بها محتوى معرفي وعلمي لا يستهان به، ومن ثم يجب التشديد على الاهتمام بهذا النوع من الكتب في الدورات القادمة، ومع ذلك فإن الكتب العربية الكثيرة القيمة الموجودة في المعرض تشبع الحاجات المختلفة للقراء، وخاصة الكتب الروائية العربية لكثير من الأدباء والروائيين العرب، ومنهم نجيب محفوظ وجمال الغيطاني، والطيب الصالح، والتي ستعمل على شراء بعض منها واستغلال التخفيضات التي قد تكون موجودة على أسعار هذه الكتب للحصول على عدد منها· وستسعى أيضاً للحصول على بعض قصص الأطفال العربية والإنجليزية من أجل أبنائها· كومبيوتر ورياضيات رزان اسماعيل أحمد، وتعمل في مركز إحصاء أبوظبي قالت، إنها جاءت من السودان منذ فترة قريبة، وأول مرة تزور معرض أبوظبي للكتب، وأنها فوجئت بهذا القدر العالي من الرقي والتحضر في إعداد المعرض وتنظيمه والحرص على راحة زائريه، بشكل لا يتوافر في معارض الكتب في دول عربية عديدة، وأضافت رزان، أنها تمنت لو أن المعرض تم تقسيمه وفهرسة أجنحته بحسب نوعية الكتب المعروضة، بحيث لا يكون هناك تداخل بين كتب اللغات وكتب التراث وكتب الإطفال، بما يؤدي إلى حدوث حيرة الزائر في الوصول إلى ما يريد من الكتب· كما أوضحت، أنها جائت للمعرض بغرض الحصول على كتب متخصصة في الإحصاء والكمبيوتر والرياضيات، بحكم عملها في مجال الإحصاء، فضلاً عن الروايات الأجنبية، خاصة أعمال الكاتبة ''دانيال ستيل''· وكذلك الحصول على بعض مجلات وكتب الأطفال، الي لا تزال تعشقها رغم انها تخطت مرحلة الطفولة منذ سنوات عديدة· الأئمة الأربعة إبراهيم العيان موظف في وزارة الداخلية، قال: إن أهم ما يميز معرض هذا العام، هو وجود كم هائل من الكتب من أقطار عديدة، وما تحمله من ثقافات مختلفة تجعلنا ننظر إلى اصحابها عبر هذه الكتب، وهو يهتم في المقام الأول بكتب التراث والتاريخ الإسلامي، لأنها مرتبطة بالجذور التي ننتمي لها، وتعمق ثقتنا بأنفسنا، وهي الأكثر فائدة لمن يقرأها عما سواها من الكتب الروائية والأدبية الأخرى، كما يعتقد· وعن زيارته هذه للمعرض، أوضح أنه جاء بغرض شراء كتب متعلقة بالمذاهب الإسلامية، والأئمة الأربعة، لأنه من الضروري أن يعرف الكثير عن دينه، وهذه النوعية من الكتب متوافرة في المعرض إلى حد كبير، وأعتبرها معينا لا ينضب ينبغي علينا جميعاً الاستفادة منه· أما عن تنظيم المعرض، فهو أكثر من ممتاز، من حيث توزيع مراكز العرض، والتهوية، والإضاءة، وهي أمور بلا شك تُسعد الزائرين· تشجيع القراءة محمد النجار مدير في شركة ''تداول'' للأوراق مالية، أشار إلى أنه زائر دائم للمعرض منذ سنوات عدة، وهو يتطور عاماً بعد عام بشكل مذهل، وما لفت نظره هذا العام تحديدا، أن هناك كما هائلا من العارضين ودور النشر، ولم يتأثر المعرض بالأزمة المالية العالمية، كما كان يتوقع بحكم عمله في مجال المال والاقتصاد· وأردف النجار، إلى أن أهم ما يستهويه الكتب الدينية، السياسية، وكذلك الكتب المتعلقة بالاقتصاد، التي تتصدر قائمة اهتماماته لأنها تساعده كثيراً في مجال عمله، فمن خلالها يعرف أحدث النظريات الاقتصادية في العالم، وكذلك يستطيع استشراف السياسات الاقتصادية للدول، والكيانات الاقتصادية الضخمة في العالم· وأوضح النجار أيضاً أن ما يميز الكتب الموجودة بالمعرض عما سواها في المكتبات الخارجية، هو أن بعضها قد يتطرق إلى موضوعات أكثر جرأة من حيث الطرح العلمي والموضوعي الراقي لها، كما أن وجود عدد هائل من العناوين، يعطيني مجالا أوسع للاطلاع على أنواع مختلفة من الكتب، مما قد يشجعني على القراءة في مجالات لم أكن أهتم بها في السابق، وفي النهاية ينعكس إيجاباً على حصيلتي المعرفية· كتب إنجليزية صالح شعلان ذكر، أنه جاء للمعرض بغرض الحصول على بعض الكتب الانجليزية التي صارت كل قراءاته تقريبا بها في الفترة الأخيرة لأنه عاش كثيرا في الغرب، وهو ما ساعد على تقوية لغته الانجليزية على حساب العربية، ويرى أنها في محتواها وإخراجها المتميز أفضل من مثيلاتها العربية، ومع ذلك لابد من الاعتراف بأن هناك جهودا جبارة في السنوات الأخيرة، لنشر القراءة ورفع نسبة القراء في العالم العربي، وهذا في حد ذاته يؤدي إلى رفع مستوى صناعة الكتاب في النهاية، خاصة في ظل وجود مؤسسات حكومية في دول عربية عديدة تصدر كتباً ذات مستوى راق، وهي لا تألو جهداً في دعم كل ما من شأنه خدمة الثقافة والمعرفة في العالم العربي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©