الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكتاب التراثي ومفهوم الهوية الوطنية

الكتاب التراثي ومفهوم الهوية الوطنية
19 مارس 2009 01:14
أهمية تواجد المؤسسات الثقافية في ''معرض أبوظبي الدولي للكتاب'' حقق الكثير لهذه التظاهرة الفكرية التي انطلقت بأبهى حلة إنسانية، فقد نجح العمل الثقافي المؤسساتي المدروس والمخطط له والممنهج على أسس فكرية في التمكن من الارتقاء بالحركة الثقافية في الدولة، كما أسهم في تصدير نخبة من الكتاب المحليين في كافة المجالات· من بين المؤسسات المشاركة في الدورة الحالية من المعرض ''نادي تراث الإمارات'' الذي يجمع في جناحه بين عرض لمجموعة كبيرة من الإصدارات الجديدة، وبين عرض أنواع من التراث المادي للجمهور مثل: جناح الغوص على اللؤلؤ وبرنامج العادات والتقاليد وتقديم نماذج من المهن والحرف التقليدية الحية أمام الجمهور مثل صناعة الفخار والزجاج والنقش على النحاس والجلود والسيوف والخناجر التراثية القديمة وغيرها·· وقد تعودنا عبر سنوات من تاريخ المعرض أن نجد ذلك التميز والخصوصية في هذا الجناح الذي ينقلنا من خلال عناوين كتبه الى رحلة الماضي حيث الآباء والأجداد بفنونهم وحياتهم الاجتماعية والإنسانية وتلك التأثيرات التي كانت الأرضية الصلبة التي يقف عليها اليوم أبناء الإمارات حيث مرحلة من النهوض ومواكبة العصر وتحولاته السلبية والإيجابية· حكايات ومضامين يمتاز جناح نادي تراث الإمارات بانفراده بعرض مجموعة كبيرة من عناوين الكتب التراثية التي صدرها لنا مركز زايد للتراث والتاريخ التابع للنادي في مدينة العين إضافة الى إصدارات لجنة الشعر الشعبي، وبعض الإصدارات ضمن مشروع إحياء أمهات الكتب الذي وجه به قبل سنوات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس النادي، وكان من ثماره سلسلة من الإصدارات من أهمها: مناقب الأبرار ومحاسن الأخبار، تحفة الدهر في نسب الأشراف بني بحر، مسالك المغنين في العصور الإسلامية، عجائب الدنيا وقياس البلدان، مسالك دور الخلافة الإسلامية، صور عربية من تاريخ العرب، وغيرها من الكتب المهمة· ومن بين أكثر من 150 عنواناً سيجد زائر المعرض مجموعة كتب تراثية ذات مضامين تحكي تاريخ الإمارات والمنطقة، ومنها: الفروسية والمناصب الحربية، القضاء العرفي في دولة الإمارات، مناهج توثيق التراث الشعبي، هذا الى جانب عرض أكثر من 30 ديواناً شعرياً تنقل لقارئ اليوم تجربة أعلام شعراء الإمارات ممن أسهموا في بناء الحركة الشعرية المحلية، ومن هذه الدواوين: ديوان بن مهيلة، ديوان جارف الشوق، ديوان كميدش بن نعمان، ديوان الخوافي في غريب القوافي، ديوان علي مصبح الكندي، ديوان موزه بنت جمعة المهيري، وغيرها من الأعمال الشعرية التي تبرز مكانة الشعر الشعبي في الدولة· من العناوين الجديدة في جناح النادي والتي تعرض لأول مرة في المعرض: الفلاحة في الفكر العربي الإسلامي للدكتور زيد صالح أبوالحج، ومسالك سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للدكتور محمد عبد القادر خريسات والدكتور عصام عقلة والدكتور يوسف بني ياسين، الى جانب قضايا اللغة العربية للدكتور سمر روحي الفيصل، ومعجم ألفاظ لهجة الإمارات وتأصيلها للدكتور عبد الفتاح الحموز والدكتور فايز القيسي والباحثة التراثية شيخه الجابري· إصدارات الكترونية مشاركة النادي في المعرض ومنذ سنوات عديدة تسهم بلا شك في مجال الإبداع والكلمة تسعى إلى تعزيز ثقافة التراث لدى الجمهور والإسهام في صناعة الكتاب وترويجه ودعم وتشجيع الكتاب المحليين على البحث والكتابة الجادة في مجالات التراث والآداب والعلوم الإنسانية والتاريخ، حيث يضم الجناح إصدارات الكترونية من بينها: موسوعة زايد الالكترونية، موسوعة الصقور، موسوعة الخيول، موسوعة الإبل، وموسوعات عديدة في الخط العربي والقرآن الكريم والمعاجم العربية ومكتبة التاريخ والأعلام وغيرها من الإصدارات التي تباع بأسعار رمزية ضمن مشروع النادي بتوصيل الكتاب الى اكبر عدد ممكن من الجمهور ومن خلال طبعات أنيقة وعالية المستوى· هذا الى جانب إصدارات مهمة مثل: شعراء ورواة من الإمارات، والإبل في الإمارات، والأطلس البحري باللغة الانجليزية وغيرها، بالإضافة إلى عناوين لافتة في مجالات الثقافة والتاريخ والأدب واللغة والحضارة الإسلامية والدواوين الشعرية ومواضيع شتى تبحث في تراث الدولة والمنطقة· من اللافت في جناح النادي جناح العرض الحي للعديد من مفردات تراثنا المحلي حيث توافر العديد من بيوت الشعر بكامل مفرداتها لتصبح بمثابة جلسة عربية للجمهور وتقدم فيها واجبات ضيافة القهوة العربية الأصيلة، كما يتضمن الجناح بناء الحظيرة وعرضاً حياً لعدد كبير من المهن والحرف التقليدية ومنتوجاتها والتي تتم في القرية التراثية، بالإضافة إلى جملة من الأنشطة التراثية المصاحبة والتي تعكس صورة طيبة من القيم والعادات الحميدة والتقاليد التي نعتز بها جميعاً· خيار الثقافة التراثية وتعزيزها في نفوس الجمهور وخاصة قطاع الشباب من الجيل الجديد، كان وما زال هاجساً وجواباً على كل الأسئلة التي تواجه الإنسان في الإمارات، لأنه يضعنا بالفعل في سياق المعرفة الكلية والشاملة للماضي القريب بكل ما يزخر به من قيم أخلاقية وروحية وفكرية والتي تسهم بدورها في تحديد وترسيخ مفهوم الهوية الوطنية· وفي تقديري أن الثقافة إذا لم تكن مرتبطة جرياً بأصول الإنسان وهويته وعاداته وتقاليده وإنسانيته هي ثقافة ''هشة'' معرضة للذوبان في الثقافات الأخرى لا سيما في ظرفنا المعاصر حيث هيمنة العولمة بكل أشكالها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©