الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مركز زايد للتراث يستحضر صورة العرب في مقدمة ابن خلدون

14 مارس 2007 02:12
العين ـ الاتحاد: في إطار الموسم الثقافي الذي ينظمه مركز زايد للتراث والتاريخ، ألقى الدكتور شفيق محمد الرقب، أستاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة الإمارات محاضرة بمقر المركز بمدينة العين مساء أمس، خصصها لاستظهار صورة العرب في مقدمة مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون، بدأها بالإشارة إلى أن ابن خلدون قد أبدى في مقدمته اهتماماً ملحوظاً بالعرب، وجعلهم محور تفكيره، فتحدّث عن أجيالهم وسماتهم وخصائص العمران البشري لديهم، ونوّه بدورهم في مسيرة الحضارة الإنسانية، والجهود التي بذلوها في حمل راية الإسلام، كما تحدّث عن التفاعل بين البداوة والحضارة· وأوضح الدكتور الرقب أن ابن خلدون قد استخدم كلمة العرب في سياقات متعددة، دلت في غالبها على البدو والقبائل الرحّل الذي كان مجال حركتها شبه الجزيرة العربية، كما تحدّث عن السمات والخصائص التي جعلت العرب أمّة متميزة عن غيرها، ومنها النسب واللغة والسّمات وأساليب الحياة وطرق العيش والعادات والتقاليد أو ما يمكن تسميته ''الروابط الثقافية المشتركة'' وجعل اللغة العربية قاعدة لهذه الروابط· وأضاف المحاضر قائلاً: إن ابن خلدون قد نقل صوراً متعددة للدور الحضاري لعرب الجنوب ''اليمن والخليج'' قبل الإسلام، ولم يكتف بذلك بل ذكر مواطن هذه الحضارة وشدد على رسوخها مبيّناً أنّ العرب في هذه المنطقة بلغوا الغاية من الحضارة والترف، ورسخت فيهم الصّنائع، غير أنَّ البداوة كانت هي الغالبة على العرب عامّة ولا سيما على عرب الشّمال منهم، لأنهم لم يكونوا أهل علم ولا كتاب، وصار الفقر وشظف العيش إلفاً لهم وعادة، وانعكس ذلك سلباً على مظاهر الحياة لديهم، فكانت بلادهم قليلة الصنائع بالجملة، كما كانوا من أبعد الأمم عن سياسة الملك فلم تستقم لهم سياسة ولا عمران، لقيام حياتهم على العصبيّات القبليّة الضيقة· ثم بين الرقب أن ابن خلدون ذكر في مقدمته أن الإسلام جاء برابطة جديدة شاملة هي رابطة الدين، فوحَّد العرب وألّف بينهم وأطلق الطاقات في الفتوح، وكان يرى أن رابطة الإسلام هي العصبيّة الوحيدة الشاملة لدى العرب، ، فالإسلام أساس وحدة العرب وقوتهم، وهو عامل التحضّر الأساسي لديهم، فهم لم يصيروا إلى سياسة الملك إلا بعد أن قلب الإسلام طباعهم، وجعل الوازع لهم من أنفسهم، وعندما تكوّنت دولتهم في الإسلام أخذوا بأسباب الحضارة، وتشوقوا إلى الاطلاع إلى العلوم، ونقلوها إلى اللسان العربي، وأفرغوها في قالب أنظارهم، كما بلغوا درجة عالية من الترف المادي، وساهم أبناء الأمم الأخرى في بناء هذه الحضارة وصهرتهم الوحدة الثقافية الجامعة في بوتقة واحدة هي بوتقة العروبة المستندة إلى الإسلام، ومن ثمّ صبّ إنتاج العلماء المسلمين مهما اختلفت مناهجهم وأصولهم في نهر واحد هو العربية· وتوصل المحاضر عن طريق ابن خلدون إلى أنه عندما ضعفت الرابطة الدينية عند العرب والمسلمين، وتحوَّلت الخلافة إلى ملك انقلبت عصبية وزال الملك عن العرب وتبدَّدت وحدتهم، ورجعوا إلى فقرهم كما كانوا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©