أمواج بارتفاع 15 قدماً تكسر سارية «عزام»

تعرض اليخت “عزّام” لحادث أسفر عن كسر ساريته، بعد أن واجه فريق “أبوظبي للمحيطات” أثناء سباق فولفو للمحيطات، قبالة الساحل الإسباني أمواجاً عاتية بارتفاع 15 قدماً ورياحاً قوية بسرعة 30 عقدة بحرية، ولم يصب أي من أعضاء الفريق بأذى، وتمت إعادة اليخت عزّام إلى مدينة أليكانتي لإصلاحه. ومن جانبه، قال إيان ووكر- ربان فريق أبوظبي للمحيطات، أول فريق عربي يشارك في سباق فولفو الذي بدأ من ميناء أليكانتي الإسباني في رحلة مسافتها 39 ألف ميل بحري- أنه ما زال يبذل قصارى جهده مع بقية أعضاء فريقه لمواصلة السباق بعد أن انكسرت سارية اليخت “عزّام” ليلة أمس. وأشار ووكر الحائز ميداليتين أولمبيتين إلى أنه يتم العمل على تنفيذ خطة إصلاح شاملة لضمان عودة الفريق المدعوم من قبل هيئة أبوظبي للسياحة إلى السباق بأسرع وقت ممكن. وأضاف: “لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عمّا نمر به حالياً، ولكن أستطيع القول إننا نعمّل من كل قلبنا على هذا المشروع بشكل يومي منذ 18 شهراً، ونحن عازمون على المضي قدماً وعدم تخييب الآمال، السباق لم ينته بعد، وأعتقد أن هذا النوع من المصاعب سيكون من شأنه تقوية عزيمة الفريق، وسبق لي أن مررت بتجربة مشابهة مع فريق “التنين الأخضر” عندما انكسرت حلقة السحب في مقدمة اليخت، إلا أن ذلك الأمر أتاح لنا إعادة شحذ همتنا كفريق بدءاً من عملية إصلاح القارب في الفلبين، ووصولاً إلى مجابهة الظروف القاسية التي واجهناها في طريقنا إلى الصين”. وقال: “يجدر بنا النظر إلى الجانب الإيجابي من الصورة أيضاً، إذ لم يتعرض أي منا للأذى، ولدينا سارية احتياطية، فضلاً عن أن رعاتنا حريصون على تقديم كل الدعم المطلوب، وقد اتصلوا بي للاطمئنان عن أوضاعنا ومعرفة نوعية المساعدة التي نحتاجها، وبعبارة أخرى، لم ينته السباق بالنسبة لفريقنا أبداً، ولو أن كل واحد منا على الصعيد الشخصي يشعر بخيبة أمل كبيرة لأسباب عديدة، منها أن هذه المرحلة هي أفضل مراحل السباق، كنت أتطلع شوقاً بشوق إلى السفر مع الرياح المواتية التي توسمت بها خيراً في إعطائنا الزخم اللازم للتفوق على الآخرين، ولكن الآن سيتوجب علينا الانتظار لمدى 3 أو أربعة أيام ربما”. وكان ووكر وبقية الأعضاء الـ11 في “فريق أبوظبي للمحيطات” قد هرعوا عندما انكسرت السارية إلى إجراء عملية سريعة لإنقاذ كافة المعدات الموجودة على متن المركب، وقام الأسترالي ويد مورجان، الذي يشارك لأول مرة في السباق، بمجازفة لتقطيع حبال الأشرعة التي تشكل عائقاً بهدف إتاحة المجال للفريق لكي يعود إلى الشاطئ من دون إلحاق أي ضرر بالمعدات. وفور وصول خبر وقوع الحادث، تم نقل سارية احتياطية كانت محفوظة في فالنسيا إلى أليكانتي ليتم تركيبها على “عزّام”، ويجري حالياً العمل على إعداد تقييم للأضرار. وأضاف: “في الواقع، لا أعتقد أننا سنكون قادرين على العودة إلى السباق خلال 3 أيام، ولكن هذا هو ما نطمح إليه في الوقت الراهن، وأعربت جهات كثيرة عن استعدادها لمساعدتنا، ومن جهتنا سنعمل دون انقطاع لنؤكد للجميع أننا قادرون على تحقيق إنجازات مذهلة في وقت قصير نسبياً بفضل إرادتنا القوية وروح العمل الجماعية التي نتحلى بها. وبغض النظر عمّا إذا كنّا سنحتاج إلى يومين أو ثلاثة أو أربعة، إلا أننا عازمون على العودة إلى المنافسة في أقرب وقت ممكن”. وقدمت هيئة أبوظبي للسياحة، التي تتولى إدارة الفريق، دعمها الكامل للفريق. وعلق مبارك المهيري، مدير عام الهيئة، في هذا الصدد قائلاً: “نحمد الله على سلامة جميع أعضاء فريقنا الذين نرى في سلوكهم الانعكاس الأصدق لاسم اليخت “عزّام” بفضل ما يبدونه من عزيمة وإصرار رائعين على تجاوز هذه الكبوة. ونحن ندرك أنه أمام الفريق طريق طويل ليقطعه، ولكننا نثق بقيادة إيان ووكر التي عرفناها عن كثب أثناء الاستعداد لهذه الحملة، وبقدرة “عزّام” وأفراد الفريق على العودة بزخم قوي إلى السباق في وقت قصير”. وكان فريق أبوظبي للمحيطات قد سجّل انطلاقة مذهلة مع إحرازه النقاط الكاملة في السباق الافتتاحي الذي أقيم ضمن ميناء مدينة أليكانتي. وسينضم الفريق مجدداً إلى منافسات المرحلة الأولى- التي سيقطع المتنافسون فيها مسافة 6500 ميل بحري حتى يصلوا إلى مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا- حالما يكتمل إصلاح اليخت والأشرعة. وتجدر الإشارة إلى أن “سباق فولفو للمحيطات” هو السباق الاحترافي الأطول مسافة في العالم، وستتنافس فيه 6 فرق على متن أسرع اليخوت أحادية البدن في رحلة تمتد من أليكانتي الإسبانية إلى جالواي في إيرلندا. وسيسجل السباق نقطة مضيئة في تاريخه مع وصوله بحلول رأس السنة إلى أبوظبي التي تعتبر أول جهة عربية تستضيفه. وتسعى هيئة أبوظبي للسياحة الجهة المسؤولة عن استضافة السباق في العاصمة الإماراتية لمدة أسبوعين، إلى جعل حدث الاستضافة واحداً من أهم محطات السباق على الإطلاق. ويعد “سباق فولفو للمحيطات” أطول سباق يخوت للمحترفين في العالم، وتنطلق الفرق الستة المشاركة، التي تبحر على متن أسرع يخوت سباق الأحادية، من نقطة البداية في أليكانتي بإسبانيا لتنهي السباق في جالواي بايرلندا الصيف المقبل. وسيتزامن وصول السباق إلى أبوظبي مع رأس السنة الجديدة في أول توقف له على الإطلاق في المنطقة العربية، مسطراً فصلاً جديداً في تاريخ استضافة المنطقة للأحداث الرياضية. وتلتزم “هيئة أبوظبي للسياحة”، التي تقف وراء استضافة العاصمة الإماراتية للسباق على مدى أسبوعين، بأن تجعل هذا التوقف المرحلة الأبرز بين جميع مراحل السباق.