«قلب حديد» سر تفوق نجوم «الفورمولا - 1»

لا يكاد السائق يجد فسحة من الوقت لتأمل السباقات 19 التي خاضها على مدار السنة الماضية، بل سرعان ما يتجه انتباهه مباشرة إلى برنامج التدريبات الرياضية المكثف الذي يميز السنة الموالية والتركيز على التداريب الخاصة بتقوية عضلات القلب باعتبارها من التمارين الأساسية لإعداد متسابق “الفورمولا - 1” وجعله أكثر قدرة على تحمل الضغوط والمتطلبات الجسدية الصارمة التي تستدعيها قيادة سيارة سباق الجائزة الكبرى. والحقيقة أن كل سائق محترف يعتمد مقاربة خاصة به لإعداد نفسه جسمانياً وتحسين لياقته البدنية لخوض المنافسة. وعلى سبيل المثال يشمل برنامج لويس هاملتون الركض وركوب الدراجة الهوائية بالإضافة إلى المشي لمسافات طويلة في موطنه سويسرا، وهنا يأتي دور “كلايتون جرين” المشرف على نظام التمارين الرياضية، التي كان لها الفضل في إيصال متسابق عام 2008 إلى بطولة العالم في “الفورمولا - 1”. ومع أن “كلايتون” يبدو للوهلة الأولى مغنياً للموسيقى الشعبية الأميركية، إلا أنه ينحدر من مقاطعة “سوراي” الإنجليزية، حيث تدرب في أحد المراكز الرياضية الرائدة في بريطانيا. ولم يتولَ جرين منصب المدرب الشخصي للمتسابق هاملتون، إلا مع بداية السنة الجارية، بحيث سيكون فصل الخريف الجاري، الذي عادة ما يصادف فترة التمارين المكثفة، أول برنامج يشرف عليه قبل موسم السباق القادم، وعن هذه المهمة الصعبة التي تنتظر المدرب يقول جرين: “نمتلك مركز للتمارين الرياضية عالي المستوى في مركز ماكلارين للتكنولوجيا الذي كنت أديره في بريطانيا، كما كنت أشرف على برنامج التداريب لفريق المركز المشارك في رياضات عديدة”، مضيفاً “لكن عندما جاءتني فرصة السفر مع لويس هاملتون في جميع أنحاء العالم كمدربه الخاص كان ذلك بمثابة حلم تحقق”. ويتعين على سائق “الفورمولا -1” أن يكون مهيئاً جسمانياً ولائقاً بدنياً حتى يؤدي مهامه على نحو جيد، وعلى سبيل المثال، ترتفع نبضات القلب إلى مستوى عال خلال السباق لتصل نسبة ارتفاع النبض إلى 85 في المئة عما يكون عليه في الظروف العادية، وهو ما يجعل قلب المتسابق على قدم المساواة مع قلب عداء الماراثون. وفي حال كان السائق متعباً، فإنه يفقد قوة التركيز كما سيضيع الوقت؛ لذا يقول “جرين “إن مفتاح النجاح بالنسبة للسائق في سباق السيارات أن تكون عضلات القلب لديه قوية، وهو ما سيحتاج إليه لويس في السباق ليكون قادراً على اتخاذ القرارات الصحيحة في أسرع وقت ممكن. وإذا لم يستطع السائق اتخاذ قرارات سريعة، فإن ذلك قد يكون له نتائج كارثية على سلامته”.