الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علم الإمارات ..هوية وطن وملحمة ولاء وانتماء

علم الإمارات ..هوية وطن وملحمة ولاء وانتماء
5 نوفمبر 2013 11:06
أبوظبي (وام) ـ تحتفل الإمارات حكومة وشعبا غداً برفع علم الدولة في كل مؤسسة ومنزل عاليا وليبقى شامخا كتعبير عن الانتماء إلى الإمارات وتقديرا لرمزية ومكانة العلم في قلوب أبناء الدولة. وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اعتمد “يوم العلم” كمناسبة وطنية سنوية، اعتبارا من هذا العام يحتفل فيها المواطنون والمقيمون على أرض الدولة بالتزامن مع الاحتفال بيوم تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله مقاليد الحكم. وللعلم الإماراتي مواصفات فنية خاصة، فهو مستطيل الشكل طوله ضعف عرضه وينقسم إلى أربعة أقسام مستطيلة، اللون الأحمر بعرض العلم ويأخذ ربع مساحة العلم، وهو يجاور السارية، ثم اللون الأخضر في الأعلى والأبيض في الوسط والأسود في الأسفل. وتجدر الإشارة هنا إلى النصب التذكاري أو السارية التي ترتفع حتى 120 مترا في مبنى دار الاتحاد “قصر الضيافة” في دبي، والتي كانت من تخطيط المهندس الإماراتي عبدالرضا أبو الحسن ليرتفع علم الدولة عليها شاهدا على ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة قبل قرابة اثنين وأربعين عاما، حيث اجتمعت الإمارات تحت راية واحدة. ولكن ماهي قصة العلم، وكيف تم اختيار ألوانه، ومتى ارتفع عاليا وظل شامخا في سماء الدولة وعلى كل المؤسسات كالوزارات والمدارس وغيرها وفي المناسبات الوطنية وفي سفارات الدولة في الخارج وفي المحافل الدولية؟. وقال الدكتور عبدالله الريس مدير عام المركز الوطني للوثائق والبحوث بوزارة شؤون الرئاسة إن المركز بصفته الأرشيف الوطني للدولة يوثق بين مقتنياته سر ظهور هذا العلم وتفاصيل مواصفاته الفنية. وأشار إلى أن علم الدولة ارتفع في سماء الدولة لأول مرة صبيحة يوم الثاني من ديسمبر 1971، معلنا قيام دولة اتحادية وليدة وتساءل الكثيرون عن معنى ألوان العلم وأبعاده وقصة تصميمه. وأكد الدكتور الريس أنه بالنظر إلى الوثائق المتوفرة في المركز فإنه في يوم الثاني من ديسمبر1971م رفع المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان العلم ذي الألوان الأربعة معلنا ميلاد دولة مستقلة ذات سيادة ليبقى رمزا خالدا للوطن وقوته ورفعته وهويته. وأضاف مدير عام المركز أنه لما كان العلم رمزا وطنيا يجسد طموحات وآمال الشعب فإن مسابقة أعلنت في صحيفة “الاتحاد” لتصميم علم الاتحاد انتهت باختيار النموذج الذي قدمه عبدالله المعينة من بين مئات التصاميم المتقدمة للمسابقة، مشيراً الى أن الوثائق تشير إلى ما يقوله المعينة مصمم العلم من أنه بدأ اهتمامه بتصميم العلم بعدما قرأ إعلانا في جريدة الاتحاد قبل نحو شهرين من إعلان قيام دولة الإمارات، وكان الإعلان من الديوان الأميري بالتعاون مع دائرة الإعلام في حكومة أبوظبي عن طرح مسابقة لتصميم علم الاتحاد . وحينذاك قرر المعينة المشاركة في المسابقة وقام بتصميم ستة نماذج لعلم الإمارات كما تخيله ووضعها في ألبوم أرسله على العنوان الوارد في الإعلان الذي تلقى تصاميم أخرى مشاركة في المسابقة بلغت حينذاك 1030 تصميما. وأضاف: “يصف المعينة ما آلت إليه حاله وهو ينتظر نتيجة المسابقة منذ لحظة إرسال التصاميم، حيث عاش حالة من القلق واللهفة والانتظار إلى اللحظة التي سيتم فيها إعلان اتحاد الإمارات وإلى معرفة مصير التصاميم التي قدمها للمسابقة”، لافتاً إلى أنه وبعد أيام قليلة أخبره عضو في لجنة تحكيم المسابقة بأنه تم اختيار أحد التصاميم التي قدمها في التصفية النهائية التي اختارتها اللجنة المعنية واقتصرت على بضعة تصاميم فقط. وأضاف المعينة أن حالة التلهف تطورت لديه فصار ينتظر بشغف وقلق عرض التصاميم المختارة من قبل اللجنة على المجلس الأعلى للاتحاد لاختيار أحدها وبقي الأمر معلقا دون الإعلان عن التصميم الفائز انتظارا لإعلان اتحاد الإمارات . وأشار إلى أنه في ليلة الإعلان لم ينم وكان ينتظر نتيجة المسابقة وعندما لم تعلن ذهب في الصباح الباكر حتى يرى رفع علم الاتحاد أول مرة وعندما رآه لم يصدق نفسه وظل واقفا أكثر من ساعة ينظر إليه مدققا في ألوانه ولم يهدأ له بال إلا في اليوم الثاني عندما نشرت جريدة الاتحاد صورة العلم. وأكد عبدالله المعينة أنه اختار ألوان علم الدولة على ضوء بيت الشعر الذي قاله الشاعر صفي الدين الحلي: بيض صنائعنا خضر مرابعنا .. سود وقائعنا حمر مواضينا. والمعنى أن الصنائع هي الأعمال التي تميل للبر والمعروف والخير ويرمز لها اللون الأبيض، أما الوقائع فهي المعارك والحروب ويرمز لها اللون الأسود، والمرابع هي الأراضي الواسعة المعطاء ويرمز لها اللون الأخضر، والمواضي هي السيوف التي خضبتها دماء الأعداء بعد الانتصار عليهم ويرمز لها اللون الأحمر. ويتذكر جائزة المسابقة التي تسلمها حينذاك وكانت أربعة آلاف ريال وتعتبر مبلغا كبيرا في تلك الفترة إلا أنها لم تكن تعني له الكثير بالمقارنة مع سعادته باختيار العلم الذي صممه وهو يرمز إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الوطن المستقل والعزيز على الجميع ويرمز لسيادة البلاد ورفعتها. ويبقى علم الإمارات العربية المتحدة عنوان وطن وشعب وقصة ولاء وانتماء لدولة الاتحاد ورمزا للهوية الوطنية يروي حكاية وطن وانتماء شعب ولذلك استحق من المركز الوطني للوثائق والبحوث الذي يمثل الأرشيف الوطني للدولة أن يوثق تاريخه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©