«الأبيض» يظهر في سماء آسيا

مع بزوغ فجر الاتحاد في الثاني من ديسمبر 1971 الذي شهد تحقيق الحدث الأعظم في تاريخ الإمارات، ارتفعت صروح الإنجاز في نهضة شاملة رسمت معالم دولة حضارية تنهل من ماضيها وترسم للمستقبل إطلالة مشرقة.. فكان القطاع الرياضي مواكباً للمسيرة ، ومتوجاً الجهد بالعديد من الإنجازات في المحافل العربية والقارية والدولية. بدأت مشاركات الإمارات على الصعيد الآسيوي في البطولة السابعة التي أقيمت نهائياتها في الكويت، وتحقق النجاح المطلوب منذ المحاولة الأولى في التصفيات، حيث شارك منتخب الإمارات للمرة الأولى في تاريخه في تصفيات كأس أمم آسيا 1980، وقد أقيمت التصفيات التمهيدية في أبوظبي على ستاد مدينة زايد الرياضية في أول نشاط رياضي تستضيفه المدينة مباشرة بعد افتتاحها، وأقيمت خلال الفترة من 16 إلى 25 نوفمبر 1979، وشارك فيها منتخبات البحرين وسوريا ولبنان، وأثناء التصفيات انسحب المنتخب البحريني، ليصعد منتخبنا الوطني كثاني للمجموعة، بعد سوريا على الرغم من عدم تسجيله أي هدف في التصفيات، حيث تعادل مع لبنان وسوريا في المباراتين دون أهداف، ولكنه استفاد من فوز المنتخب السوري على لبنان ليصعد للمرة الأولى في تاريخه إلى النهائيات. وفي النهائيات السابعة التي أقيمت في الكويت، وفي الافتتاح بتاريخ الـخامس عشر من شهر سبتمبر عام 1980 لعب منتخب الإمارات أول مباراة له في تاريخ مشاركاته في نهائيات كأس أمم آسيا، وكانت أمام منتخب الكويت المستضيف، وفجر منتخبنا الوطني أقوى وأولى مفاجآت البطولة حينذاك بتعادله مع منتخب الكويت المستضيف والمرشح الأول للبطولة والمتوج فيما بعد بلقبها بهدف لكل منهما، وسجل أحمد تشومبي أول هدف إماراتي آسيوياً في تاريخ كرة الإمارات، ومن باب المصادفة كان أول هدف إماراتي في شباك المنتخب الكويتي في تاريخ مواجهات الفريقين، كما تألق الحارس سعيد صلبوخ، ووقف سداً منيعاً في وجه نجوم الكرة الكويتية فيصل الدخيل وفتحي كميل وجاسم يعقوب، وبعد المباراة أعلن حشمت مهاجراني مدرب المنتخب آنذاك أن مرحلة الخسارة بنتائج ثقيلة انتهت من تاريخ الكرة الإماراتية. وكانت أول تشكيلة إماراتية في كأس أمم آسيا تتكون من سعيد صلبوخ وحسن علي ويوسف محمد وبدر صالح وعبد الكريم خماس وجاسم محمد ومحمد سالم وسالم سعيد وأحمد تشومبي وسالم خليفة وسالم حديد. وفي ثاني مباريات المنتخب وكانت ضد قطر خسر المنتخب بهدفين لمنصور مفتاح مقابل هدف سجله لاعب منتخبنا غانم الهاجري، وأنهى المنتخب البطولة محرزاً المركز الخامس والأخير في المجموعة الأولى، ولكنها كانت البداية التي فتحت الطريق لمنتخب أصبح له فيما بعد شأن عظيم في خريطة القارة الآسيوية.