شعراء يتغنون بالأمل والذكريات

محمد عبد السميع (الشارقة) ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر الشعبي في دورته الـ 14، شهدت قاعة قصر الثقافة بالشارقة فعاليات الجلسة الشعرية الثالثة بمشاركة باقة من الأشعار قدّمها مبدعون عرب: فارس الثابتي (اليمن)، ونزار الحاج (السودان)، ومسعود شومان (مصر)، ومحمد بن مصوي (السعودية). ورسم الشاعر الثابتي، في الأمسية التي حضرها مدير المهرجان الشاعر راشد شرار، وعمر حسن شينكو مستشار القنصلية السودانية بدبي، وقدمها الإعلامي السعودي ضيف الله الغنامي، لوحاته بثقة الشاعر الذي عالج مواضيع الأمل والزمن والشهب ومراقصة الطيور. وبما عُرف عن الشعر السوداني من حماسة ودفقات عاطفية حارّة، تمكّن الحاج من أن يحوز قلوب الجمهور، وأن ينطلق بافتخاره واعتزازه بعاداته وبلده، منوّعاً في ألوان «الدوبيت» والنبطي، والعامي، واستطاع الحاج أن يجعل من اللهجة السودانيّة قريبة جداً من الحضور الذي تفاعل مع إلقائه وهو يلوّن قصائده في أغراض غزلية ووصفية ومدائح وذكريات. الشاعر شومان أجاد في رسم صور ومفارقات نهايات الأبيات، وتنافذت قصائده على نقد أحوال معيّنة وتبدل المصائر، مثلما برزت عنده صورة «الحمام» في أكثر من اتجاه، وهو ما ترك بصمةً له في أشعاره الإنسانية الواثقة، خصوصاً وهو الحاصل على دبلوم الدراسات العليا في فلسفة الفنون الشعبية وله إسهامات كبيرة في مجال حفظ التراث، فضلاً عن دراساته في الخطاب الشعري في الموال، وغير ذلك من المواضيع. واستطاع الشاعر بن مصوي أن يؤكّد حضوره لتنويعه في قصائده بين العاطفي والديني، عدا حواراته وأحزانه التي أسقطها في قصائد برز فيها التصوير متوفقاً ومتلازماً مع المعنى العذب في قالب من السهل الممتنع، وأبدع بن مصوي في قصيدة عدّها الجمهور ملحمة شعرية رائعة في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث عدد خصاله وسجاياه الحميدة في دروس وعبر بين الأمس واليوم. وفي نهاية الأمسية التي كرّم فيها مدير المهرجان راشد شرار، الشعراء المشاركين، تمّ أيضاً تكريم عدد من الشعراء الذين طبعت لهم رابطة الشارقة للشعر الشعبي دواوينهم ضمن فعاليات المهرجان.