الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عزام» جهاز لتدريب الصقور من اختراع شاب إماراتي

«عزام» جهاز لتدريب الصقور من اختراع شاب إماراتي
7 نوفمبر 2011 22:24
عاد المخترع الإماراتي الشاب أحمد سعيد المزروعي من جديد ليفاجئنا باختراع آخر يضمه إلى حصيلة اختراعاته السابقة، التي بدأ مشواره معها منذ 10 سنوات مضت، حيث أثبت في كل منها صدق توجهه ورؤيته في أنه يسعى إلى تجنيد طاقاته الإبداعية وصياغتها في ابتكارات هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، يبتغي منها أن يخدم وطنه الإمارات في المقام الأول ومن ثم العالم ككل. قدم المزروعي لأبناء وطنه 5 ابتكارات، وهي سيارة جمعت بين 3 سيارات في واحدة كونها «باجي» وكلاسيكية ورياضية في آن واحد، وأسماها اس بي سي، وأتبعها بركبي إلكتروني أو روبوت للهجن، ومن ثم دراجات هوائية تعمل بطاقات مختلفة كالبترول والكهرباء والطاقة الشمسية، تلاه بابتكار جهاز لصيد الطيور عن بعد، أما ابتكاره الخامس الذي سيدور حديثنا حوله اليوم فهو جهاز تدريب الجير.. والجير هو نوع من الصقور يعد من أكبر وأندر وأسرع أنواع الصقور في العالم، ما يعني أن هذا الجهاز قادر على تدريب جميع أنواع الصقور مهما كانت مواصفاتها وبجدارة.. ولنتعرف عليه أكثر التقينا مخترعه أحمد المزروعي. إشارات لاسلكية يتحدث أحمد المزروعي عن ماهية جهاز تدريب الجير الذي أسماه بـ«عزام» ويقول:«الجهاز مكون من 3 أجزاء رئيسية تؤدي وظيفتها بصورة تكاملية، ويكمن الجزء الأول والأهم والأصعب من حيث التصنيع في الروبوت الذي يتخذ شكل سيارة بأربع عجلات مثبته على سكة حديدية لتمثل تلك السكة الجزء الثاني من الجهاز، ويتم التحكم بهذا الجهاز أو الروبوت عن بعد عبر الريموت كنترول والذي يعتبر الجزء الثالث من جهاز تدريب الصقور، أما الروبوت فهو بمثابة جهاز إلكتروني يشحن ببطارية قوتها 36 فولت ويحتوي على ريسيفر أو مستقبل يستقبل الأوامر الموجهة إليه من الريموت كنترول على شكل إشارات لاسلكية، حتى يسير في ضوئها ضمن السرعة المطلوبة من قبل الشخص المتحكم أو الصقار، علما أن سرعة هذا الجهاز تصل إلى 140 كم/ ساعة». ويستطرد، دون الخوض بعمق في أجزاء الروبوت الداخلية باعتبارها سر المهنة أو سر الابتكار قائلاً: «كما يوجد داخل الروبوت موتور وسبيد كونترولر أي موزع للسرعة، والذي يمكن التحكم به عن بعد 5 كم ويتصل هذا الروبوت من منتصفه بحمالة تتعلق بها الفريسة «تلواح بالمحلية» عبر تدليتها بخيط من طرفها، وتتكون هذه الحمالة التي هي في الأساس مستقيمة لكن تتقوس مع تعليق الفريسة بها من مادة الكاربون فايبر ويغطيها الإسفنج لتكون أكثر أماناً على حياة الطير، بالإضافة إلى أن صناعتها من هاتين المادتين يجعلها تفي بالغرض من حيث ليونتها وإمكانية تقوسها دون أن تنكسر وتحملها لأي عدد أو وزن من الفرائس التي تعلق بها، ويمكن إفلات الفريسة منها بكل سهولة ليأكلها الطائر بعد إنهاء تدريبه عبر الضغط على أحد أزرار التحكم في الريموت كنترول ليتم على الفور الإفلات بالفريسة المعلقة بالخيط». مهارة الصيد واللياقة ويوضح المزروعي طبيعة السكة المعدنية التي يسير عليها الروبوت بأنها مكونة من قضبان متصلة بعوارض مصنوعة من الستانلس ستيل المقاوم للصدأ والعوامل الجوية المختلفة، ويبدأ طول هذه السكة من 6 م ويمكن أن يصل إلى أضعاف ذلك حسب طلب الصقار، ويتم تثبيتها على الأرض دون حاجة لحفر وغيره، إذ تمتاز بسهولة تركيبها ونقلها وذلك عبر التصاقها مباشرة بالأرض الصلبة، كما يمكن بحسب المبتكر أحمد أن تصنع من هذه السكة أشكال عدة ذات ارتفاعات وزوايا مختلفة، كأن تكون السكة مرتفعة في جزء منها كالجبل ومن ثم تنحدر لأسفل ونحو ذلك. ويشدد المزروعي على أن جميع أجزاء جهازه قام بصناعتها قطعة قطعة عبر تجميعها ولحمها وتوصيلها بيديه وتجربتها لاختبار فعاليتها، باستثناء الريموت كنترول الذي اشتراه جاهزا من السوق لكنه قام ببرمجته ليعطي 9 أوامر أو حركات للروبوت عبر الضغط على أزراره، بإرسال إشارات لاسلكية عن بعد يتجاوب معها الروبوت بالحركة السريعة أو البطيئة على السكة نفسها ليقوم بالتالي الصقر باللحاق بالفريسة المعلقة على الروبوت، مكتسبا بذلك مهارة الصيد واللياقة والسرعة المراد تدريب جسمه عليها فيتحقق بذلك الهدف الأساسي من الجهاز. صديق للبيئة ليست هذه الفائدة الوحيدة لجهاز تدريب الجير الذي ابتكره وصنعه أحمد المزروعي فهناك فوائد أخرى يذكرها بقوله: «يوفر هذا الجهاز الجهد والوقت والمال خلال تدريب الصقور، كما أنه صديق للبيئة وذلك عبر مساهمته في الحفاظ على الطيور التي تستخدم في تدريب الصقور وحمايتها من الانقراض ومساعدتها على التكاثر وبالتحديد طائر الحبارى المهدد بالانقراض، بحيث يمكن للصقار أن يدرب الصقر دون أن يقضـي على الطيور الأخرى، وذلك باعتماده على نفس الفريسة لتدريب مئات الصقور واحداً تلو الآخر في نفس المكان وبشكل منظم ومريح فلا يضطر لركوب سيارته للحاق بالصقر أثناء تدريبه بينما يحاول اللحاق بالفريسة!!» ويلفت ضيفنا المبدع إلى أن تدريب عدد كبير من الصقور في نفس المكان وعلى نفس الجهاز يعين كل من لديه عدد كبير من الصقور على تدريبها، وبالأخص أصحاب النوادي فيما لو اشتروا هذا المنتج الإماراتي الذي لم يعد مجرد فكرة بل صار حقيقة وواقعا ملموسا، كما يمكن استخدامه في المسابقات الدولية الخاصة بصيد الصقور والمهرجانات والمعارض الخاصة بذلك أيضا، وهذا فعلا ما حصل بعد أن قامت دولة قطر الشقيقة بتوقيع عقد مع المزروعي ممثلة بجمعية الصقارين فيها بعد أن حضر بعض أفرادها إلى معرض الصيد والفروسية الذي أقيم في أبوظبي سبتمبر الماضي، حيث كان المزروعي أحد المشاركين هناك، وعمل سكة صغيرة مثل عليها فكرة الجهاز، فكانت مدهشة وطالبت الجمعية على الفور بشراء نسخ منه، وها هو حاليا قد انتهى من عملية تصنيع ما طلبوه ضمن المواصفات التي حددوها له من حيث زيادة طول السكة، وسيقوم بتسليمهم إياه بعد أسبوع من نوفمبر الجاري. المعرض الرابع للاختراعات ترشح المزروعي مؤخرا للمشاركة في المعرض الرابع للاختراعات والذي سيقام في 21 نوفمبر الجاري، وسيمثل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة أمام أكثر من 30 دولة مشاركة بمخترعيها من جميع أنحاء العالم، ونحن بدورنا نتمنى لابن الإمارات أحمد المزروعي الفوز في هذا المعرض، خصوصاً أنه سبق أن شارك في نفس المعرض بابتكاره لروبوت الهجن وفاز بالمركز الثالث على مستوى الشرق الأوسط. ويشير المزروعي إلى الصعوبات التي واجهته في صناعة منتجه المعروف باسم «عزام»، نسبة لاسم صقر معروف في الدولة، مبيناً أنه لم يواجه صعوبات كبيرة في تصنيع الروبوت «قلب الجهاز»، وذلك بسبب ما لديه من خبرات سابقة في صناعة الروبوت ولا سيما روبوت الهجن الذي ابتكره سابقا، إذ استخدم تلك المهارات الموجودة لديه والخبرات المتعاقبة على مدى 10 سنوات في مشواره مع الابتكارات، وصبها في بوتقة ابتكاره أو روبوته الجديد، لكنه يعترف بأن الصعوبة الكبرى كانت في كيفية تثبيت الروبوت على السكة وتمكينه من إعطاء سرعة عالية تصل إلى 140 كم / الساعة، لكنه تغلب على ذلك كله بالتفكير والتجربة والمحاولة وانتصر عليها بروح التحدي الكبيرة التي يمتلكها دون أن يلجأ إلى الاستعانة بأي مختص أو مصدر معلومة كالإنترنت وغيره. ويذكر أن اختراع المزروعي هو الأول من نوعه على مستوى العالم، وفق ما أفاد، ولكي يحفظ حقه في ملكيته قام بتسجيله في وزارة الاقتصاد، قسم حماية الملكية الفكرية بمصنف رقم (2011 / P1103).
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©