الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جولة في الأسواق

19 نوفمبر 2014 00:13
كانت مشغولة في تجهيز وجبة الغداء، فاليوم هو يوم العائلة، وهي ربة المنزل التي تلم أبناءها وبناتها وأنسابها في يوم غداء عائلي حميمي حافل بترابط الأسرة الواحدة مع أبنائها، جهزت المائدة وكانت تتنقل بين مائدة النساء والرجال، وتود أن توفق في تقديم ما لذ وطاب بالتساوي بين المائدتين، وبينما كانت مشغولة في ذلك دخل عليها أحد الأنساب برفقة ابنتها التي فتحت الباب من دون أن تعلم بوجود أمها على مائدة الرجال، خافت الأم كثيراً؛ لأنه لا يوجد ما يغطي رأسها و«برقعها» الخاص في الغرفة الثانية، فما كان منها إلا الهرب من المفاجأة، ذهبت إلى الغرفة الثانية، جلست تبكي وبحرقة، سألناها ما بك؟ فقالت لقد رآني زوج ابنتي متكشفة دون حجاب؟ قلت لها في شرع الله يجوز التكشف أمام زوج البنت فلا حرج في ذلك؟ بكت وقالت: حتى وإن كان جائزاً لم أعتد ذلك، فقد تعودنا الحجاب الكامل ولم نعتد خلعه أبداً، هذا الأمر جعلني أفكر كثيراً وأطلق العنان بعض الأسئلة التي خطرت ببالي: هل جميعنا نحن الفتيات نحزن لتكشفنا بالخطأ في يوم من الأيام؟ وقبل ذلك هل يسكن الحياء قلوب الجميع من حولنا؟ اركب سيارتك وخذ جولة اليوم في أسواقنا وسترى عجباً «إلا من رحم ربي»، سترى في ردهات المراكز التجارية والمراكز العامة أشياء جديدة لم تكن موجودة من قبل، فموضة العباءة بالبنطلون اكتسحت الساحات، وموضة وضع الشيلة في منتصف الرأس لم تصبح أمراً غريباً، طبعاً ناهيكم عن البعض اللاتي يحببن تلطيخ وجوههن بألوان الطيف السبعة، كي تخفي العيوب وتظهر الجمال الفتان الجاذب للجميع، ثم الزي الذي لا تخفي العباءة منه سوى القليل، ولا ننسى من يلبسن فساتين يقال عنها موضة العباءة، ضاربات باحترام العباءة السوداء عرض الحائط. تحية احترام: لكل من تملك الحياء من قلبها فطغى على قالبها، تحية تقدير لك أيتها الأم.. أيتها الأخت.. أينما كنت، ورسالة حب إلى كل من أخذتها الدنيا فغلبها حب الدنيا ونسيت الحياء ليذهب أدراج الرياح، ازرعي نبتة الحياء في قلبك، اسقيها بحبك واستحيائك من ربك أولاً، حافظي عليها واحرصى على أن تكبر كلما كبرت لتصبح شجرة مثمرة تحصنك بالأخلاق العالية والقيم الإسلامية. ريا المحمودي - رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©