الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

منى العلي: أسعى إلى هدنة إبداعية بين الواقع والرمز!

منى العلي: أسعى إلى هدنة إبداعية بين الواقع والرمز!
19 نوفمبر 2014 00:40
إبراهيم الملا (الشارقة) تعمل الفنانة والقاصة الإماراتية الشابة منى عبدالقادر العلي بدأب وهدوء على اقتناص الوهج الغامض والمتواري في عدة حقول إبداعية، لا يتصارع فيها الشكل، بقدر ما يتصالح فيها المعنى، ولا يتشظى فيها المظهر، بقدر ما يتآلف فيها الجوهر، ومن هنا فإن اقترابها من النص لا يمنعها من ترويض الصورة المجنّحة والمنفلتة في مسالك هذا النص، وفي حفرياته الذهنية العميقة والمتشعبة. ومن هنا أيضاً نراها وهي تجمع في مخيلتها المنسابة وحدسها المتدفق بين القلم والفرشاة والكاميرا، وفي أقانيم ثلاث تتعالق وسط فضاء بصري وسردي رحب، يبدأ من كتابة القصة القصيرة، ويتشكل في سماء اللوحة، ولا يلبث أن يفيض صوراً وشخوصاً وحكايات على شاشة السينما. وقّعت منى العلي مؤخراً مجموعتها القصصية الثانية «من النافذة» في معرض الشارقة الثالث والثلاثين للكتاب، بعد مجموعتها الأولى «المرآة» التي صدرت في عام 2009، وبجانب مشاركتها في عدة معارض تشكيلية داخل الدولة وخارجها، قدمت العلي أيضاً عدة أفلام روائية قصيرة، حاز بعضها جوائز وتنويهات نقدية في المهرجانات السينمائية المحلية. وحول مناخات ومعالم مجموعتها القصصية الجديدة، مقارنة بمجموعتها الأولى أوضحت منى العلي لـ«الاتحاد» أن المجموعة الأولى غلب عليها الإبهام والذي رأى فيه البعض إبهاماً مفرطاً، ولذلك سعت في مجموعتها الجديدة أن تمزج بين الواقعية والرمزية، من خلال شخوص يبدون شبيهين بنا في واقع الحياة، ولكن عند سبر دواخلهم المزدحمة بالشكوك والهواجس والعذابات فإن صيغة السرد تنحاز هنا لمسارات رمزية ومتشابكة تترجم هذه الهواجس السرية المختبئة في أعماقهم. وعن قصص المجموعة التي استفادت منها في أفلامها الروائية القصيرة، أشارت العلي إلى أنها حولت قصتين هما «دوربين» و«الصرخة» في مجموعتها الجديدة، إلى فيلمين قصيرين استطاعا حصد جائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل مخرجة إماراتية أثناء مشاركتها في الدورتين التاسعة والعاشرة من مهرجان دبي السينمائي. وفي سؤال عن مدى الانفصال والتشتت الذي يمكن أن يعيشهما المبدع عند انشغاله بعدة حقول فنية وأدبية في ذات الوقت، قالت العلي: «قد يكون هذا السؤال وارداً بالنسبة لي في بداياتي عندما كان الفن التشكيلي هو محور انشغالي واهتمامي، ولكنني بعد أن قطعت شوطاً أراه جيداً ومعقولاً في مجال كتاب القصة والإخراج السينمائي، وجدت أن الانفصالات الذهنية التي وضعتها مسبقاً لم تعد تشكل اليوم عائقاً صلباً وقاطعاً، لأن المجال الذي يجمع بين هذه الحقول الفنية الثلاثة، هو مجال مرن وديناميكي ومتواصل في العمق». وأضافت: «إن تداخل الأساليب والتقنيات والشفرات البصرية في لوحاتي وكتاباتي وأفلامي هو تداخل جلي وواضح، ودائماً ما تكون قصصي أقرب إلى المشاهد السينمائية المتلاحقة، كما أن لوحاتي تتضمن ملامح لقصص ومرويات بصرية، مع فوارق شكلية تناسب كل حقل، اعتماداً على التكوين الخاص والطبيعة المكثفة للأشكال الفنية المستقلة والمتمايزة». وعن الكتاب والروائيين الذين تأثرت بهم وأحبت أعمالهم، أوضحت العلي أنها معجبة كثيراً بأعمال القاص والروائي صادق هدايت، وكذلك بأعمال محمد شكري وأمين معلوف والكاتب البحريني أمين صالح، وقالت إن العناصر السردية المعتمة والجو المريب والمشبع بالرعب الخفي والحيوات الغامضة والسرية للشخوص في قصص صادق هدايت مثلا جعلتها تفكر في كتابة قصص تتعاطى مع هذه المناخات المرعبة ومن دون توصيف ظاهري ومباشر، ولكن من خلال النوازع النفسية الدفينة، والخبرات العاطفية المشوشة والمشوهة للشخوص المتأزمين وسط مواقف وحالات تبدو أكبر وأشرس من قدرتهم على تفسيرها بدقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©