أعلنت قوات الأمن النيجيرية أمس الأول أنها تلاحق متشددين يقفون وراء هجوم منسق في مدينة داما تورو، أسفر عن مقتل 65 شخصا على الأقل، في الوقت الذي طالب فيه سكان محليون الحكومة بتقديم المزيد من الحماية لهم. وكان الهجوم الذي أعلنت جماعة بوكو حرام المتشددة مسؤوليتها عنه مساء الجمعة قد خلف عشرات الجثث في الشوارع وتحولت أقسام للشرطة وكنائس ومساجد إلى حطام.
وقال مفوض الشرطة في ولاية يوبي التي عاصمتها داماتورو “نحن مستعدون لهم. سنمشط كل شبر في الولاية حتى نجدهم ونتعامل معهم. رجالنا مستعدون”. وأضاف أن عدد القتلى 53 قتيلا وهو أقل من الرقم الذي أعلنته خدمة إغاثة الطوارئ التي عدت الجثث في المشرحة وقالت إن العدد 65 قتيلاً، من بينهم 63 في هجوم داماتورو واثنان في قرية بوتيسكوم المجاورة.
وتساءل السكان المحليون الذين يشعرون بالصدمة عن كيفية تمكن المسلحين من السيطرة على المدينة وإثارة هذا الخراب بهذه السهولة الظاهرة. وقال عبد الغفار بيلو (48 عاما) البائع في سوق “أنا مسلم لكن ما يحدث في نيجيريا الآن غير مقبول، الرئيس جوناثان وقادة الأمن يجب أن يسيطروا على الموقف. لقد تعبنا من هذه الأعمال الإرهابية”. وتضمنت أعمال العنف التي وقعت يوم الجمعة سلسلة من الهجمات التفجيرية في مدينة ميدوجوري، حيث القاعدة الرئيسية لجماعة بوكو حرام التي يعني اسمها “التعليم الغربي حرام” بلغة الهوسا المنتشرة في الشمال.
وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي وقعت في داماتورو وبوتيسكوم”. ودعا إلى اتخاذ إجراءات عالمية للتصدي للإرهاب. ومن جهتها أعلنت منظمة التعاون الإسلامي أمس أنها “تدين بشدة” الهجمات “الإرهابية” التي استهدفت كنائس ومراكز للشرطة والجيش في شمال نيجيريا الجمعة الماضي. وقال الأمين العام للمنظمة أكمل الدين أوغلو إن “الهجمات عمل إجرامي مناف لكل القيم الإنسانية”. ودعا الجميع إلى “احترام المعاني الدينية والروحية لعيد الأضحى”. وأعاد التذكير بـ”الموقف الراسخ للمنظمة المناهض لكل أشكال العنف والإرهاب”.
كما أعرب وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو عن إدانة مصر الشديدة للعمليات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها مدينة “داما تورو، التي استهدفت عددا من المنشآت والمباني الحكومية في المدينة وأسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. وقال المستشار عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في بيان إن وزير الخارجية محمد عمرو قدم تعازي الحكومة المصرية والشعب المصري لأسر وذوى ضحايا هذه الهجمات، وللحكومة النيجيرية والشعب النيجيري. وأعرب الوزير عن تمنياته بالشفاء للجرحى والمصابين.
وقتل 53 شخصا وأصيب المئات في سلسلة هجمات بالأسلحة الرشاشة والقنابل في شمال نيجيريا، استهدفت الهجمات كنائس ومراكز للشرطة وقاعدة للجيش في مدينتي داماتورو ومايدوجوري في شمال شرق البلاد. وحذرت الجماعة من المزيد من الهجمات إلى أن تتوقف “قوات الأمن عن اضطهادنا واضطهاد المدنيين الضعفاء”.
على الصعيد نفسه، حذرت السفارة الأميركية في نيجيريا من أن بوكو حرام قد تستهدف لاحقا فنادق وغيرها من المناطق في العاصمة أبوجا. وقال بيان للسفارة الأميركية “في أعقاب الهجمات الأخيرة لجماعة بوكو حرام التي تعرف أيضا بطالبان نيجيريا، في ولايتي بورنو ويوبي، تلقت السفارة الأميركية معلومات تشير إلى احتمال اعتزام بوكو حرام مهاجمة مواقع وفنادق عدة في أبوجا”.
وأوردت السفارة أسماء 3 فنادق فخمة في العاصمة هي الأكثر ارتيادا من قبل رجال السياسة والأعمال والدبلوماسيين والأجانب عموما، وهي نيكون لاكشوري وشيراتون وترانسكوب هيلتون. وأوضحت أن التهديد يتعلق بفترة الاحتفال بعيد الأضحى، وأضافت السفارة أن “الحكومة الأميركية لا تملك معلومات إضافية تتعلق بموعد وقوع هذه الهجمات المحتملة”.
وقال مسؤول في الشرطة إنه قد تم تعزيز الإجراءات الأمنية في أبوجا وتم نشر 13 ألف شرطي فضلا عن قوات خاصة لمكافحة الإرهاب حول المساجد والكنائس والمواقع الاستراتيجية الأخرى في المدينة. وتم تفتيش الداخلين إلى بعض الكنائس عبر أجهزة الكشف عن المعادن لرصد مهاجمين محتملين. ومن جانبه وصف الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان موجة التفجيرات والهجمات بالرشاشات في داماتورو عاصمة ولاية يوبي بـ”الشنيعة”، ودعا المسلمين للدعاء من أجل السلام في البلاد. وقال جوناثان “في هذا الوقت يتوقع أن نحيا جميعا في سلام، لكننا نواجه تحديات كأمة، خاصة في هذه الفترة المباركة تقع أحداث هنا وهناك”.
عدد اليوم
