الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تساؤلات في عيون المؤتمرين

8 نوفمبر 2011 22:43
المؤتمر الرياضي العام “الأول” الذي أقامته الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، قدم أوراق العمل التي لامست الواقع وطرحت الحلول قريبة وبعيدة المدى، وطرح العديد من التساؤلات من قبل المؤتمرين والمشاركين حول آلية تنفيذ تلك الحلول. وما إن اعتلى ممثل «طيران الإمارات» مدير التسويق بطرس بطرس منصة المتحدثين، واستعرض تجارب الشركة في رعاية الأحداث الرياضية محلياً وخارجياً وفق دراسات وجدوى اقتصادية، حتى تكالبت التساؤلات من كل حدب وصوب نحو المتحدث، وانصبت كل التساؤلات حول عدم قيام الناقلة الوطنية برعاية أنشطة اتحاداتهم، على غرار رعايتها للأندية الأوروبية والبطولات العالمية، متناسين أن لهذه الرعايات أبعاداً اقتصادية لا تتوافر في الكثير من أنشطتنا المحلية. وتناسى معظم الحضور الدور الأساسي في عملية التسويق لاتحاداتهم وأنديتهم في مفهوم الرعاية والتسويق، وأن العملية تكاملية، ولكل منهما دور في العملية، فهناك حقوق وواجبات على كلا الطرفين، لأن التسويق والرعاية المعتمدة على العلاقات الشخصية والتوجيه الآني لا يضمنان استمرارية العملية إلى ما لانهاية، لأن كلا الطرفين يبحث عن مصلحته، فالنادي أو الاتحاد عليه إيجاد منتج يقتنع به الرعاة أو الشركات الراعية لترويجه، وكذلك الشركات الراعية تبحث عن المنتج الذي يقبل عليه المشاهد عبر الوسائل المختلفة، لذلك فالعملية متصلة ومترابطة ولا غنى لطرف فيها عن الآخر. فإن كانت هناك حقوق حصرية في النقل التلفزيوني، وهناك مبالغ كبيرة تدفع مقابل نقل بعض الأحداث حصرياً، فإنه بالمقابل هناك كم كبير من المشاهدين والمتابعين عبر وسائل الإعلام المختلفة، والمعلن واثق بأن منتجه يصل إلى شريحة كبيرة من المجتمع، وأن المبلغ الذي يدفع مقابل ذلك سوف يعود عليه أضعافاً مضاعفة نتيجة التسويق الناجح لمنتج يحرص الجميع على اقتنائه. لذلك فالرياضة خير وسيلة للترويج من خلالها خاصة إذا كانت مع اللعبة الشعبية الأولى والجماهيرية ومتابعة الملايين في العالم على متابعتها، وأعتقد أن اللجنة الأولمبية الدولية و”الفيفا” والاتحادات الدولية الأخرى أدركت حقيقة ذلك منذ أمد بعيد، وأصبحت هذه الأحداث منجماً لها تدر عليها البلايين وعلى الآخرين الملايين نتيجة تسويقها من خلال الحقوق الحصرية. فهل أدرك القائمون على اتحاداتنا في الرياضات الأخرى حقيقة التسويق باعتباره مصدر انتشارها وتعزيز شراكتها مع المؤسسات المختلفة، وأنه يشكل لها مورداً يعينها على تنفيذ خططها وبرامجها ويحقق لها تطورها ورقيها، في ظل محدودية الموازنات واتساع رقعة الصرف على مجالاتها العديدة التي تزداد يوما بعد يوم، ولم تعد الموازنات المقررة تكفي لتحقيق الطموح ذي السقف العالي ومطالبات الجماهير بتحقيق المعادلة التي تكاد تكون صعبة في بداية المشوار ويسيرة بعد أن تمضي مسيرة التسويق بالقناعة المتبادلة. ولو اتسع وقت المؤتمر لبادر جميع الحضور بطرح مليون سؤال مفاده لماذا؟ ولماذا؟ هذا ما قرأته في عيون المؤتمرين. Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©