الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الروس ينعشون سوق العقارات بضواحي موسكو

الروس ينعشون سوق العقارات بضواحي موسكو
16 مارس 2007 00:32
إذا كان الشاعر العربي في قصيدته المشهورة يبحث عن ''الماء والخضرة والوجه الحسن''، فقد دفعت زيادة حجم الطبقة المتوسطة في العاصمة الروسية موسكو وحاجتها الماسة لبيئة مثالية سواء من الناحية الصحية أو المادية دفعها لترك العاصمة والتوجه للضواحي ذات الطبيعة الخلابة والمنازل الأنيقة بأسعارها المعتدلة· تشير صحيفة ''وول ستريت جورنال'' أن ما تعانيه العاصمة الروسية من سوء الأحوال الصحية والتعليمية وحتى العمرانية يثير استياء عدد كبير من سكانها الذين أصبحوا يفضلون القرى عن العاصمة مثل إيكاترينا كوروبتسوفا، التي تبلغ من العمر 39 عاماً وتعمل في مركز مرموق في إحدى شركات الاتصالات عندما انتقلت في شهر ديسمبر الماضي هي وزوجها وابنها ذو الأعوام الثلاثة إلى إحدى القرى الجميلة التي تبعد بضعة كيلومترات عن موسكو في منزل لا يقارن بشقتهم السابقة في موسكو التي تبلغ مساحتها 250 متراً مربعاً· وقالت: ''عندما كنت حاملاً اكتشفت أن موسكو تفتقر إلى الهواء النقي على عكس هذه الضاحية الرائعة حيث الطبيعة الخلابة والعصافير التي نستمتع بغنائها ونستمتع برؤية ورائحة الأزهار غير مضطرين لأن نشم رائحة طعام الجيران! وتعد أسرة كوروبتسوفا إحدى الأسر التي انتقلت مع موجة النزوح الكبير إلى القرى التي تقع في ضواحي العاصمة الروسية موسكو·· تلك القرى المنسية التي تشهد اليوم إقبالا منقطع النظير من قبل كافة أفراد المجتمع حيث تحولت ملامحها الريفية من طرق بسيطة ومنازل متواضعة إلى طرق معبدة غاية في الأناقة ومنازل فخمة مجهزة بأفضل الوسائل الحديثة· وكان الأغنياء أول من هاجر إلى ضواحي موسكو ثم بعد فترة وجيزة محدودو الدخل بحثاً عن بيئة نظيفة ملائمة للعيش المريح· وجاء هذا التوجه بسبب الازدهار الاقتصادي الذي شهده قطاع العقارات في روسيا والذي أدى خلال عام واحد إلى ارتفاع أسعار العقارات في موسكو إلى 30 في المائة حيث يبدأ سعر الشقة الحديثة الراقية التي بالكاد أن تم الانتهاء من عمليات التشطيب فيها نحو 2,700 دولار أميركي للمتر المربع في حين أن سعر شقة مماثلة لها في إحدى ضواحي العاصمة يبدأ بحوالي 1,080 دولاراً أميركياً· وقال أندري ترفيش، الأستاذ في معهد الجغرافيا في العاصمة: ''موسكو غالية جداً لدرجة لا يمكن تصورها ولا يأتي الإقبال الذي تشهده ضواحي المدينة من سكان العاصمة فقط وإنما من مختلف مناطق روسيا الذين يتطلعون لموطئ قدم بالقرب من العاصمة''· وتشير الإحصائيات الحكومية إلى أنه في عام 2004 ولأول مرة تجاوز عدد الوحدات السكنية والتجارية والإدارية المنشأة في القرى الريفية عن تلك المنشأة في العاصمة نفسها، ويكلف بناء منزل مستقل خارج موسكو في إحدى الضواحي الراقية الثرية من 500,000 إلى عشرات الملايين من الدولارات حيث يرى المرء طرقات هذه الضواحي التي تزينت بأرقى المحال التجارية لأشهر الماركات العالمية وصالات عرض أفخم السيارات·· إن السكن في إحدى تلك القرى مثل قرية فيشكي هو من أنسب الأماكن للباحثين عن الهدوء والجمال· وقال فلاديمير كيرد''- 39 عاماً - الذي يدير مشروعاً لألعاب الكمبيوتر ويملك منزلاً بمساحة 603 أمتار مربعة يقطن فيه مع زوجته وأبنائه الثلاثة: ''إنها منطقة مثالية للعائلات حيث المنازل المصممة بأناقة والمجهزة بأحدث الوسائل فضلاً على ما تحيط بها من طبيعة خلابة كهضاب وسهول وبحيرات وغابات تسمح بممارسة العديد من الأنشطة الرياضية في هواء نقي طالما كنا نبحث عنه عندما كنا نقطن العاصمة موسكو''· ويتزايد هذا النوع من أسلوب الحياة بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة بين الطبقة المتوسطة نظراً لحجم التسهيلات التي تقدم لهم في سبيل الحصول على منازل جميلة أنيقة في مناطق نظيفة راقية وذلك يكون على هيئة قرض مضمون برهن وتشير المصادر الرسمية إلى أن حجم القروض ارتفعت إلى 6 مليارات دولار أميركي سنوياً وهو أعلى من نحو مليار دولار أميركي عندما بدأت البنوك الروسية لأول مرة بتقديم عروض الرهن العقاري منذ ثلاثة أعوام مضت· ودفعت الحكومة الروسية البنوك لخفض سعر فائدة قرض الرهن حتى توقفت حالياً عند 11 في المائة· وقال أحد خبراء الاقتصاد: ''خلال خمس أو عشر سنوات ستصبح موسكو كالمناطق الغربية الحضرية''· كما أن هذا النمو متوقع أن يتطور على كافة المستويات العمرانية والصحية والتعليمية· وأشار إلى أن التوجه نحو القرى لا يزال يخطو أولى خطواته لكنه في الواقع قفزة واسعة سريعة تتضح من حركة بناء الوحدات المكتبية حيث إن نصف حركة هذا العمران في موسكو تقع في هذه القرى إلى جانب سعي المحال الكبرى لأن تحتل مساحة فيها· وبالنسبة لمحدودي الدخل فقد شرعت الشركات في السنتين الأخيرتين من إنشاء وحدات سكنية بأسعار معقولة تبدأ بحوالي 300,000 دولار أميركي· وقام البعض مثل أليكسي فريموف - 52 عاماً - المدير الإداري في إحدى الشركات، ببيع شققهم في موسكو والانتقال إلى هذه الضواحي، وقال فريموف: ''لم نعد نسمع وقع أقدام من الطابق العلوي كما اختفت القمامة من عند عتبة الأبواب·· والثلج أبيض ناصع البياض في هذه القرية الرائعة''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©