الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"بيئة أبوظبي" تطلق 100 رأس من الوعل الجبلي

19 نوفمبر 2014 17:14
أكملت هيئة البيئة بأبوظبي خلال الشهر الماضي عملية نقل قطيع من البدن "الوعل الجبلي" إلى منطقة وادي رم الطبيعية بالاردن حيث تم حفظ القطيع داخل المحمية في المسيجات الخاصة بالأقلمة والإطلاق على أن يتم إعادة إطلاقها إلى البرية وفق خطة وجدول زمني معد لهذا الغرض. وجاء نقل القطيع في إطار مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين هيئة البيئة بأبوظبي وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الاردنية الخاصة في النصف الأول من هذا العام ضمن مشروع سمو الشيخ محمد بن زايد لأقلمة وإطلاق البدن "الوعل الجبلي" في منطقة وادي رم الطبيعية في المملكة الاردنية الهاشمية تعزيزا للمبادرة التي تقوم بها دولة الامارات العربية المتحدة في دعم وتشجيع برنامج المحافظة على الأنواع البرية في مناطق انتشارها الطبيعي. وقد قام فريق متخصص من هيئة البيئة بأبوظبي وبالتعاون مع فريق منطقة وادي رم الطبيعية بنقل 100 رأس من البدن "الوعل الجبلي" "70 أنثى و30 ذكرا" إلى الاماكن المسيجة المخصصة للأقلمة والإطلاق الذي تم بناؤه وتشييده لهذا الغرض. وشارك السكان المحليون في منطقة وادي رم في عملية النقل حيث أثنوا على جهود الهيئة الداعمة للمحافظة على الحياة البرية والإرث الطبيعي لمنطقة وادي رم الطبيعية. وقامت سعادة رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة أبوظبي ومعالي الدكتور كامل محادين رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بالتوقيع في وقت سابق على مذكرة التفاهم وذلك في إطار جهود الطرفين لتطوير وتبني استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز نهج المشاركة للمجتمعات المحلية والجهات ذات العلاقة من أجل الحد من المخاطر التي تؤثر على استدامة وحيوية قطيع حيوان البدن "الوعل الجبلي" في منطقة وادي رم الطبيعية. وتأتي هذه المذكرة ضمن جهود دولة الامارات العربية المتحدة للحفاظ على الحياة البرية واستكمالا للنهج الذي اسسه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" في تعزيز التراث الثقافي والطبيعي في شبه الجزيرة العربية وفي اطار توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في حماية وصون البيئة والطبيعة سواء في دولة الامارات العربية المتحدة او في خارجها كما تأتي هذه المذكرة ضمن جهود ودعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة للمبادرات والمشاريع البيئية ومن ضمنها مشروع سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإعادة توطين المها العربي في منطقة وادي رم الطبيعية. وقالت سعادة رزان خليفة المبارك إن الهدف العام للمشروع يتلخص في إيجاد مجموعات طليقة حرة التجوال من حيوان البدن "الوعل الجبلي" في منطقة وادي رم عن طريق تأهيل وإطلاق مجموعات تضم "100 رأس" في مناطقها الطبيعية ليتم إدارتها بفاعلية لتعزيز أعدادها في الطبيعية والحد من تناقصها من خلال نهج تشاركي مع المجتمعات المحلية والقطاعات المختلفة في منطقة وادي رم الطبيعية. من جانبه اكد معالي الدكتور كامل محادين رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة على أن السلطة تولي اهتماما بالغا في محمية رم من اجل المحافظة على التنوع الحيوي في تلك المنطقة التي دخلت مؤخرا ضمن مناطق التراث العالمي لما تحتويه من إرث تاريخي وحضاري تمتد جذوره إلى ستة آلاف عام قبل الميلاد حيث شهدت المنطقة استيطانا بشريا واسعا دلت عليه عمليات الحفر والتنقيب التي تمت في أوقات متفرقة من قبل بعثات الآثار العالمية والمحلية. وثمن محادين الدعم الذي قدمته وما زالت تقدمه هيئة البيئة بأبوظبي من أجل المحافظة على التنوع الحيوي في محمية رم حيث تمت إعادة توطين حيوان المها العربي الذي انقرض من المنطقة مطلع القرن الماضي عبر الهيئة التي أشرفت على إطلاق المها العربي في المنطقة والذي أصبح يعيش الآن في المحمية ويتكاثر وفق النسب الطبيعية الاعتيادية له معتبرا إعادة توطين البدن في المنطقة، بعد أن أوشك على الانقراض عملا يستحق التقدير والثناء لهيئة البيئة بأبوظبي التي تمد اذرعها تعاونا ودعما للمنطقة معربا عن تقديم كافة أشكال الدعم من قبل السلطة من أجل حماية وإنجاح هذه المشاريع التي تعيد للمنطقة بهائها وحيويتها. ويعتبر حيوان البدن "الوعل الجبلي" من الأنواع المهددة بالانقراض في الأردن بشكل عام وذلك بعد أن تناقصت أعدادها بشكل حرج في العشرينيات من القرن الماضي حيث انحصرت الأعداد الباقية في مواقع قليلة تقع على الجبال المحاذية للشاطئ الشرقي للبحر الميت وقليل منها استخدم جبال وادي رم كموئل له يساعده في الاختباء من المهددات المتعددة التي كادت أن تدفع هذا الحيوان إلى حافة الانقراض، إلا أن تأسيس منطقة وادي رم وخطط التفتيش التي تم تبنيها في الموقع وما صاحبه من رفع الوعي ساعد في المحافظة على أعداد قليلة من حيوان البدن "الوعل الجبلي" في جبال رم والمناطق المحيطة بها إلا أن الأخطار ما تزال تتربص بهذا النوع وبرامج الحماية ضرورية من أجل تعزيز القطيع البري وضمان استدامته. ووفقا لمذكرة التفاهم سيتم إدارة المشروع من خلال لجنة توجيهية مشتركة تضم إدارة هيئة البيئة بأبوظبي التي تمثل الجهة الراعية والداعمة للمشروع وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ممثلة بإدارة منطقة وادي رم بالإضافة إلى الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وسيتم تحقيق المشروع من خلال تنفيذ أربعة أهداف عملية والتي تتضمن العمل لضمان استدامة قطيع حيوي من حيوان البدن "الوعل الجبلي" ضمن مناطق تواجده الطبيعية في منطقة وادي رم والعمل على ضمان تنفيذ برنامج اتصال وتواصل وتوعية للمجتمعات المحلية والجهات ذات العلاقة فيما يتعلق بالمشروع وتعزيز النهج التشاركي للمجتمعات المحلية والجهات ذات العلاقة للحد من المهددات التي تؤثر على استدامة وحيوية قطيع حيوان البدن بالإضافة إلى ترويج وتسويق برنامج تأقلم وإطلاق البدن "الوعل الجبلي" في منطقة رم للحصول على الدعم المحلي والإقليمي لنشاطاته. يذكر أن حيوان البدن "الوعل الجبلي" يعتبر من الأنواع الاجتماعية التي تعيش غالبا ضمن قطعان أقل من عشرة حيوانات وقد تزيد في بعض الأحيان حيث يزيد عدد القطيع خلال فترة التزاوج وزيادة عدد المواليد. ويعتبر البرنامج الاقتصادي والاجتماعي من الركائز التي تعتمد عليها الإدارة المتكاملة لبرامج إعادة توطين واطلاق الأنواع المهددة بالانقراض وهي الركيزة التي تعزز فهم النهج التشاركي للمجتمعات المحلية للحد من المهددات التي تؤثر على استدامة الحياة البرية مما يعزز ارتباطهم الثقافي والطبيعي بالمنطقة، وذلك من خلال انخراط المجتمعات المحلية في توفير خدمات السياحة البيئية التي تعود بالنفع على المجتمع والبيئة مما يعزز من خبرة وتجربة زوار المنطقة ويمكن المجتمع من تقديم الخدمات من طعام وإقامة ورحلات السفاري لتوفير الدخل اللازم لتعزيز ارتباطهم بالموقع وتحسين وضعهم الاقتصادي والاجتماعي وكل ذلك سيعود بالأثر الإيجابي على حماية الأنواع والموائل في المنطقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©