الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية تدعو إلى الالتزام بالتعددية

قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية تدعو إلى الالتزام بالتعددية
28 يناير 2013 21:48
سانتياجو (د ب أ) - اختتمت قمة الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي «سيلاك» التي عقدت في العاصمة الشيلية سانتياجو، أول أمس، بالتركيز على «الالتزام بالتعددية». ونص البيان الختامي، الذي أقره قادة مجموعة الـ 60 دولة، على دعوة مخففة للأمن القانوني للاستثمارات. وقال البيان «نؤكد أهمية وجود إطار تنظيمي مستقر وشفاف يوفر اليقين للمستثمرين مع الاعتراف بالحق السيادي للدول في عملية التنظيم». وكانت هذه القضية موضع خلاف قبل القمة، خاصة بعد تأميم الأرجنتين وبوليفيا الأصول المحلية التي تملكها شركات إسبانية العام الماضي. وقال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي، إن «الاستثمارات الجيدة ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة». وتابع «المستقبل يكمن في التعاون والتكامل الإقليميين وأيضاً في التعاون بين الأقاليم». وأكدت القمة الأوروبية اللاتينية العلاقات الصلبة بين المنطقتين والقيم المشتركة ووضعهم الذي وصفه رئيس المفوضية الأوروبية خوزيه مانويل باروسو بأنهم «شركاء على قدم المساواة». وقال باروسو: «في عالم اليوم لا يهم الحجم ولكن القيم هي التي تصنع الفرق كله». ووقف الزعماء لحظة صمت حداداً على ضحايا الحريق الذي أسفر عن مقتل أكثر من 232 شخصاً يوم الأحد في جنوب البرازيل، والذي دفع الرئيسة ديلما روسيف إلى مغادرة القمة مبكراً. وعقدت القمة تحت شعار «التحالف من أجل التنمية المستدامة: تعزيز استثمارات الجودة الاجتماعية والبيئية» في مركز مؤتمرات ايسباسيو ريسكو في العاصمة الشيلية، وشارك فيها كل من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي والرئيس المكسيكي إنريكي بينا نيتو. وناقش القادة المجتمعون في محادثات مغلقة عدداً من القضايا، من بينها التجارة والسياسة الحمائية وسبل زيادة التعاون الاقتصادي والقدرة على المنافسة. ومن المقرر أن تعقد قمة «الاتحاد الأوروبي - سيلاك» التي تمثل 1,1 مليار نسمة وثلث الناتج المحلي الإجمالي للعالم قمتهم المشتركة القادمة في عام 2015 في بروكسل. المنافسة الخارجية إلى ذلك، انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأرجنتين بشكل غير مباشر بسبب سياستها الحمائية لاقتصادها الوطني في مواجهة المنافسة الخارجية. وعلى هامش القمة السابعة للاتحاد الأوروبي مع مجموعة دول أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي «سيلاك» في العاصمة الشيلية سانتياجو دي شيلي، قالت ميركل أمس السبت، إن كتلة ميركوسور التجارية لدول أميركا اللاتينية التي تعد البرازيل أهم أعضائها هي مصدر القلق في هذا الأمر. تضم ميركوسور إلى جانب البرازيل والأرجنتين كلا من باراجواي وأوروجواي وفنزويلا. وقالت ميركل أول أمس في العاصمة الشيلية عن لقائها المرتقب مع رئيسة الأرجنتين كريستينا دي كيرشنر «يساورنا قلق كبير إزاء توجهات حمائية في بعض الدول». وأضافت ميركل «بطبيعة الحال، نحن لا نشترك في تصورات سياسية بعينها لكن الأغلبية تعول على تحرير التجارة (بين أوروبا ودول أميركا اللاتينية)». وعن تجمد المفاوضات حول إبرام اتفاقية لتحرير التجارة بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة ميركوسور، قالت ميركل، إن «مصدر القلق في علاقتنا هو أننا لم نستطع المضي قدما بشكل صحيح في اتجاه إبرام اتفاقية لتحرير التجارة مع ميركوسور وذلك على الرغم من أننا نتفاوض منذ 13 عاماً». وأكدت ميركل أن أوروبا ترى أن حل هذه المشكلة له قيمة كبيرة مشيرة إلى أنها نقلت هذه الصورة إلى رئيسة البرازيل ديلما روسيف التي قالت بدورها، إن الاتفاقية «مهمة للغاية بالنسبة للمنطقتين». تجدر الإشارة إلى أن المفاوضات حول اتفاقية لتحرير التجارة مع دول تكتل ميركوسور كانت بدأت في التسعينات ثم تم استئنافها في 2010 ومن المنتظر أن تضم هذه الاتفاقية في حال تم إبرامها 750 مليون نسمة، كما ينتظر أن يصل حجم تجارتها 130 مليار دولار سنوياً. غير أن المفاوضات لم تحقق بعد تقدما بسبب خلافات أثيرت حول السياسة الحمائية من قبل البرازيل والأرجنتين في مواجهة الصناعات الخارجية. تحالف استراتيجي وكان رئيس تشيلي سيباستيان بينيرا قد دعا إلى تعزيز التحالف الاستراتيجي بين مجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي «سيلاك» والاتحاد الأوروبي في العاصمة سانتياجو، خلال افتتاح القمة السبت. وقال بينيرا «حان الوقت لبناء تحالف استراتيجي حقيقي». وأضاف «لدينا مسؤولية ضخمة ليس فقط مع بلداننا، ولكن مع العام ككل». وشاطر مسؤولو الاتحاد الأوروبي بينيرا ذلك الهدف الطموح. وقال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي «معاً نستطيع إحداث فارق لمجتمعاتنا وعلى صعيد الشؤون العالمية وينبغي لنا ذلك». وذكر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو أنه «لا توجد منطقتان في العالم أقرب لبعضهما» تاريخياً وثقافياً من أوروبا وأميركا اللاتينية والكاريبي. وجمعت القمة التي تعقد تحت شعار «تحالف من أجل تنمية مستدامة: تعزيز استثمارات الجودة الاجتماعية والبيئية» في مركز إسباسيو ريسكو للمؤتمرات، قادة أو نواب القادة في 60 دولة يبلغ عدد سكانها مجتمعة 1,1 مليار نسمة وتمثل ثلث إجمالي الناتج المحلي العالمي. وعقد قادة من بينهم ميركل ورئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي وروسيف والرئيس المكسيكي إنريكي بينا نيتو اجتماعات مغلقة، لمناقشة قضايا منها التجارة والحمائية والأمن القانوني للاستثمار وسبل زيادة التعاون الاقتصادي والقدرة التنافسية. يذكر أن هذه القمة هي السابعة بين الاتحاد الأوروبي ودول أميركا اللاتينية والكاريبي منذ عام 1999، وهي الأولى أيضاً التي سيجتمع فيها قادة أميركا اللاتينية مع شركاء أوروبيين تحت مظلة مجموعة «سيلاك» التي تأسست أواخر عام 2011. وترتبط دول أميركا اللاتينية منذ فترة طويلة بعلاقات اقتصادية وثيقة مع أوروبا، التي تستثمر في هذه المنطقة أكثر من استثماراتها في الصين وروسيا والهند مجتمعة. وكان هناك غياب واضح لبعض القادة من كلا الجانبين، حيث لم يحضر كل من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند هذا التجمع، فيما يتعافى الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز من جراحة لإزالة ورم سرطاني ويكرس الرئيس الاكوادوري رافائيل كوريا وقته حاليا لحملة من أجل إعادة انتخابه الشهر المقبل. وقدمت القمة فرصة نادرة لرؤية الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، الذي لا يحب عموما مثل هذه المناسبات. ولكنه يدعم بنشاط «سيلاك» كمنتدى للأميركتين والذي يستثني الولايات المتحدة وكندا. حرية التجارة وأثناء المناقشات، شدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة تشجيع حرية التجارة والأمن القضائي بغية زيادة الاستثمارات في أميركا اللاتينية، وهو مطلب تدعمه خصوصاً تشيلي وأعضاء آخرون في تحالف المحيط الهادي. ودعت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف التي تحادثت هذا الأسبوع مع رئيسي المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي والمفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، إلى «الإسراع» في إبرام اتفاقية حرية التبادل بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة مركوسور، السوق المشتركة لأميركا الجنوبية. لكن رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت حرص من ناحيته على الطمأنة على صحة اقتصاد الاتحاد الأوروبي، داعياً إلى «تعميق» العلاقات «المتوازنة» بين الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية والكاريبي. أما على الصعيد الاقتصادي، فتجد المنطقتان نفسيهما في أوضاع متغايرة. فالاتحاد الأوروبي يواجه إحدى أكبر الأزمات في تاريخه بينما تمر أميركا اللاتينية في مرحلة طويلة من النمو الاقتصادي مع تسجيل ارتفاع بنسبة 4,5% كمعدل وسطي لإجمالي الناتج الداخلي في 2010 و2012. إلا أنهما تؤثران بطريقة مغايرة جداً على الاقتصاد العالمي، فالاتحاد الأوروبي يشكل أكبر تكتل اقتصادي في الكوكب، ما يمثل سوقا موحدة لأكثر من خمسمئة مليون نسمة أي ربع إجمالي الناتج العالمي. وتعد أوروبا اكبر مستثمر في أميركا اللاتينية، إذ إن 43% من الاستثمار المباشر الأجنبي في دول سيلاك يأتي من الاتحاد الأوروبي «385 مليار يورو في 2010». إلى ذلك، قرأ وزير الاتصالات الفنزويلي ارنستو فيليغاس بيانا على هامش القمة حول وضع صحة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، جاء فيه أن الأخير «تغلب على الالتهاب الرئوي» الذي أصيب به في جهازه التنفسي اثر العملية الجراحية الرابعة التي خضع لها في هافانا، حيث يتعالج منذ اكثر من شهر ونصف الشهر لاستئصال ورم سرطاني، ويمكن أن يعود إلى كراكاس «بعد بضعة أسابيع». ومن المتوقع توجيه تحية له الاثنين وكذلك إلى الرئيس البرازيلي السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا والرئيس المكسيكي السابق فيليبي كالديرون. وحصل زعماء الاتحاد الأوروبي على وعد من الأرجنتين والبرازيل يوم السبت الماضي باستئناف المحادثات التجارية، بشأن إبرام اتفاق للتجارة الحرة يمثل جائزة كبرى لأوروبا مع خروجها من أزمة، ولكن الخلافات بشأن قضايا رئيسية تعني أن تحقيق انفراجة مازال أمراً بعيداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©