الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات حققت إنجازات مبهرة في زمن قياسي وستصل إلى غاياتها

20 نوفمبر 2014 00:45
قيادات واعية ذات بصيرة مستنيرة أثارت إعجابي وتقديري تقديم برنامجي من أبوظبي أفضل قرار اتخذته في حياتي جاءت بيكي اندرسون مذيعة قناة «سي إن إن» اللامعة إلى أبوظبي لتبدأ بث برنامجها الشهير «بيكي اندرسون عالم متصل» في مارس الماضي ولم تكن المرة الأول لأندرسون في الشرق الأوسط، فقد زارت الإمارات من قبل ولكن هذه المرة مختلفة فأندرسون لديها الكثير لتقوله حول تجربتها هنا في أبوظبي. وتقول أندرسون: «بدأت العمل الصحفي منذ أعوام طويلة، فيمكن أن تطلقوا علي لقب واحدة من قدامى الصحفيين فقد عملت في «سي إن إن» 15 عاماً وعملت في الصحافة الاقتصادية المطبوعة والمرئية 20 عاماً، وكان برنامجي «عالم متصل مع بيكي اندرسون» يبث من لندن طيلة 15 عاماً وأتيت إلى هنا في مارس الماضي لبث برنامجي من أبوظبي». قالت أندرسون الحاصلة على ماجستير الإعلام من جامعة «أريزونا الأميركية» لدينا مقر إعلامي كبير بدبي يساعدنا كثيراً في عملنا وأنا سعيدة للغاية بقدومي إلى هنا، لم أكن لأتخذ قراراً أفضل من هذا، وكنت أتردد على المنطقة منذ عدة أعوام، وشاهدت بدايات النهضة الاقتصادية لدولة الإمارات، وراقبت التطور والنمو الاقتصادي السريع غير المسبوق لأبوظبي ودبي. وأضافت: «كان أحد المسؤولين في إمارة دبي يتحدث معي عن خططهم الطموحة لتتحول الإمارات لمركز اقتصادي وسياحي كبير بحلول عام 2020، كان ذلك حديثاً منذ عقدين من الزمان ولكنه كان مليئاً بالطموح والخطط الكبيرة لبناء ناطحات سحاب ومراكز تجارية بمستوى عالمي. كنت أتساءل بيني وبين نفسي كيف يمكن أن يحدث هذا في هذه الفترة الوجيزة، اليوم أستطيع أن أقول إنهم فعلوها، استطاع أبناء الإمارات أن يحققوا بالفعل ما خططوا له. أرى هنا طموحاً لا حد له، وأرى العديد من التحديات في طريقهم، ولكنني أثق بقدراتهم على قهر هذه التحديات والوصول إلى مساعيهم، أرى استراتيجيةً طموحة وعقولاً ناضجة تتابع هذه الخطط، إنني أشعر بالإعجاب الشديد والالتزام، وأنا أنظر إلى الطريقة التي يُدار بها هذا البلد، هنا أسلوب حكم رائع وقادر على اجتياز الصعاب بسلاسة مفرطة. ولفتت أندرسون إلى أن الإمارات أصبحت مثالاً يحتذى به بين الدول الأخرى، فهي دولة محورية لديها اتصال رائع بكل العالم. وقالت «إنني لأتطلع بشوق كبير إلى الوصول لاكسبو2020 بعد المجهودات الكبيرة التي بذلتها الإمارات للحصول عليها». وعن استراتيجية دولة الإمارات في التنمية المستدامة، قالت أندرسون: أعتقد أن هناك تنمية مستدامة تدار بشكل جيد ولذا علينا أن نتفاءل. أنا من أشد المعجبين بقيادات الإمارات ورؤيتهم لمستقبل هـذه البلد، والتغيير مستمر هنا بشكل سريع. أنا معجبة بما تقوم به الإمارات فقد وضعت نفسها في مركز متقدم عالمياً، كما أنها تمتلك روابط وثيقة مع العالم. وإذا تحدثنا عن برنامجي عالم متصل، فلم أكن أستطع أن آتي لمكان أفضل من الإمارات لأبث منه برنامجي. وبصفة شخصية بعيداً عن العمل أو عن «سي إن إن» فأنا سعيدة بوجودي في الإمارات. كرم الإمارات وعن الاختلاف في الثقافة الحياتية بين لندن والشرق الأوسط قالت أندرسون: «أنا بريطانية عشت وعملت سنوات في لندن وسافرت منها إلى دول عديدة، وبريطانيا هي وطني ولكنني لا أتوق الآن إلى العودة، سأعود يوماً ما بالتأكيد لكني الآن أشعر أن لدي الكثير والكثير لتحقيقه هنا في الإمارات». لقد نشأت في لندن وهي كما تعلمين مدينة متعددة الجنسيات والثقافات، ولذا أنا غير متحيزة لثقافة بعينها، ولكن الإماراتيين لم يتوقفوا يوماً عن إبهاري بكرمهم فلدي العديد من الأصدقاء الإماراتيين الذين زرتهم، وتأثرت كثيراً بما قدموه لي، بالفعل أنا أعيش تجربة رائعة وأحاول بقدر الإمكان التعمق في اللغة العربية والعادات الشرقية فأنا أؤمن بأن أهم ما في الحياة هي التجارب التي نتعلم منها الجديد كل يوم. وقالت: الإمارات قادرة على تحقيق كل أحلامها فلا أحد كان يتنبأ بأن نيويورك سوف تصبح مركزاً للمال والأعمال في العالم قبل إنشائها، فغالباً ما تبدو الأحلام صعبة قبل تحقيقها، ولكن تم تشييد نيويورك وأصبحت مركز اقتصاد العالم، وليس لدي أي شك في قدرة الإمارات أيضاً على الوصول إلى كل ما تطمح إليه. وقد أتيت إلى الإمارات منذ 15 عاماً وأتابع بدقة المسيرة الاقتصادية لها وأعتقد أن قيادات الدولة تضع العديد من القضايا نصب أعينها، فهم على دراية جيدة بها، فعلى سبيل المثال كان عام 2008 بمثابة تحول كبير في الأداء الاقتصادي للإمارات، فقد تعاملت مع الأزمة الاقتصادية بحكمة ونضج وأداء نموذجي يعتمد على الاستدامة، كما أنها تحرز تقدماً كبيراً في خططها لأن تكون صديقة للبيئة، واستخدام الطاقة النظيفة. وأضافت أندرسون: «على الإمارات أن تفخر بنفسها، فالاقتصاد الإماراتي قوي ولو راقبنا ما حدث في أوروبا الأعوام الخمسة الماضية، والأزمة الاقتصادية التي لم تقتصر على الولايات المتحدة الأميركية فحسب، بل أصابت الهند والبرازيل والصين وغيرها من الدول، لأدركنا قوة الاقتصاد الإماراتي». وقالت: تشرفت بإجراء حوار منذ أيام مع شخصية أعتز بها، واحترمها كثيراً، هي الملكة رانيا ملكة الأردن وتناولنا في حديثنا أهمية وقف أعمال العنف المفرط في منطقة الشرق الأوسط والذي تهتم به حكومة الإمارات اهتماماً بالغاً بالطبع، وللأسف محاربة «داعش» ليست هي القضية الوحيدة المقلقة في المنطقة، فهناك العديد من القضايا مبعث القلق، خاصة لدول الخليج العربي. وسأقتبس جزءاً من حديثها إذا لم يكن لديها مانع «مبعث قلقي أن تخلط الأوراق بين الإسلام والمسلمين فالإسلام مثل أي دين آخر، وهناك متطرفون وأصوليون في كل دين يمكن أن يسيئوا إليه». وكان هذا جزءاً من أسباب قدومنا إلى الإمارات لبث البرنامج من أبوظبي، أردنا الحديث عن المنطقة من داخلها ومن منظورها وليس من منظور غربي من خلال برنامج يأتي إلى العالم العربي من لندن أو واشنطن. ودعت أندرسون جميع الجهات المنوطة بصورة المسلمين في الغرب لبذل المزيد من الجهد لتقديم رسائل إيجابية مقابلة لتلك الرسائل الخاطئة التي تصل للعالم عن الإسلام من تنظيمات متطرفة مثل «داعش». وأكدت أنها تحترم وتحيي قيادة الإمارات على الجهود الكبيرة التي تقدمها لمكافحة الإرهاب ومحاربة الرسائل السلبية التي يرسلها هذا التنظيم المتطرف للعالم. وأضافت أندرسون أن الإمارات تبذل مجهوداً كبيراً في زيادة وعي الشعب الإماراتي بمحاربة التطرف عن طريق إشراك جميع الفئات في المناقشات المستمرة، وهو بلد يعيش فيه نحو 200 جنسية مختلفة، وهم جميعا يعيشون في سلام وكل منهم يقوم بدوره في منظومة متكاملة. وأرى مشاركة الإمارات في التحالف الدولي للقضاء على داعش خطوة شجاعة جداً، وتدل على قوة بصيرة قادتها الذين أعطوا اهتمامهم لهذه القضية وتدل على وعي كبير منهم. وأعلم أن سي إن إن دشنت حملة «أنا مسلم» لإعطاء مساحة لكل من لديه قصة جيدة عن الإسلام أن يكتبها في محاولة لإعطاء صورة مغايرة لكل ما تبثه «داعش» من صورة سلبية عن الإسلام؟ ولدي أصدقاء كثيرون في الشرق الأوسط ولندن وأميركا وهم متنوعون للغاية وليس عندي سوى رد واحد، لن أتسامح مع أي صديق غير معتدل الرأي أو ليس لديه تسامح فكري ووسطي الاتجاه في آرائه، لأن برنامجي هو عبارة عن دعوة على العشاء، أدعو فيها أصدقائي من كل الاتجاهات وأناقش أهم أخبار اليوم مع جمهوري، وأود أن يسعد كل منهم ويستفيد مما أقدمه، لذا أنا أتحدث في برنامجي عن مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي وأحاور المقاتلة البارعة التي استمتعت كثيراً بلقائها مريم المنصوري، وأحاور الشاب الإماراتي الرائع المخرج المبدع علي مصطفى عن أول فيلم إماراتي. وأعربت أندرسون عن سعادتها بإجراء مقابلات عديدة مع مبدعين من كل المجالات كل يوم، فهي ترحب بهم جميعاً وتريد إسعاد الجمهور بتلك اللقاءات. وقالت «أنا شغوفة جداً بالعدل والتسامح والوسطية والاعتدال في التفكير، وكذلك شغوفة بمحبي الفن والأدب والمسرح». وأضافت «نشأت في كينزنجتون بلندن بين أحضان المتاحف والمسرح والفن والسينما، ولم أكن لأجد مكاناً يمتلئ بعبق الثقافة والتراث مثل الإمارات، إنه أمر مدهش عندما تبدأ البحث عن كنوز الإمارات، فيمكنك أن تجدها بسهولة، في متحف اللوفر بأبوظبي ومتاحف دبي، في ليوا فلقد ذهبت إلى ليوا واستمتعت كثيراً هناك، وهذا أكثر ما يناسب برنامج «عالم متصل» أن يكون هنا في قلب الإمارات. وقالت: لدي فريق عمل كبير وأنا محظوظة بانهم في فريقي فهم يبذلون مجهوداً كبيراً لإيجاد الفقرات التي ستجذب الجمهور كل يوم، فهم يتابعون كل الأخبار ومن ثم نختار الفقرات المناسبة سوياً، لقد وصلنا إلى أبوظبي في مارس وذهبنا إلى الهند لتغطية الانتخابات هناك، ثم توجهنا بعد ذلك إلى القاهرة لتغطية الانتخابات المصرية ثم توجهنا إلى بيروت ثم اسطنبول، كانت رحلة طويلة ولكنني قابلت عدداً كبيراً من المثقفين والأدباء والشباب. تمكين المرأة وأضافت «أتعرفين ما الذي بهرني حقاً؟ هي زيارتي الأخيرة لجامعة خليفة حيث قابلت مجموعة من الطالبات وهن حقاً مبدعات، يبحثن بشغف ويبذلن مجهوداً كبيراً لإحداث تغيير في مستقبلهن. يعطينك أملاً في المستقبل، هؤلاء الطالبات يمتلكن ذكاءً واضحاً، ويدركن ما يفعلن وما يردن جيداً، لقد بدأ بعضهن بالفعل التدريب معنا هنا وهن يقدمن عوناً كبيراً وإسهاماً واضحاً. وقالت أندرسون: «أتحدى أي شخص يقول إنه ليس هناك مجهود ضخم في الإمارات للمساواة بين الجنسين، وهناك اتجاه حكومي لتمكين المرأة، لديهم سيدات يعملن في مناصب رفيعة، لديهم المنصوري، لديهم سيدات يقدن السيارات أفضل من الرجال. ولذا أنا معجبة جدا بالنجاح الذي تحرزه الإمارات خاصة في مجال الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة. أرى مجهوداً كبيراً يبذل في الشرق الأوسط لتصل المرأة إلى مكانتها التي تستحقها، فهناك العديد من نماذج سيدات إماراتيات ملهمات يعملن بكد ويكافحن ليصلن إلى أهدافهن. وأجريت مقابلات مع طالبات جامعة زايد، أثرن إعجابي بأفكارهن الواعدة والمتقدمة عن أعمارهن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©