الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روسيف والبرازيليون.. الحكم للشارع!

14 مارس 2016 22:32
تجمهر مئات الآلاف من البرازيليين في أنحاء دولتهم أول من أمس احتجاجاً على الفساد السياسي والضعف الاقتصادي والمطالبة بسحب الثقة من الرئيسة «ديلما روسيف»، في يوم من الممكن أن يعزز زخم الجهود الرامية إلى إقصائها. وردد متظاهرون يرتدون قمصاناً بلوني علم البرازيل الأخضر والأصفر، ويحملون لافتات: «ارحلي يا ديلما»، في مواقع من بينها شاطئ «كوباكابانا» في ريو دي جانيرو وأمام المتحف القومي في برازيليا. وكان من المتوقع أن تتجاوز أعداد المشاركين في التظاهرات أعداد من شاركوا في تظاهرات ديسمبر الماضي، عندما تحرك نحو مائة ألف شخص في مائة مدينة بأنحاء الدولة. ووقع زهاء 400 ألف شخص على صفحة في موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، متعهدين بالمشاركة في المسيرات المعارضة يوم الأحد الماضي في 14 ولاية على الأقل من ولايات الدولة البالغ عددها 26. ويقول كثير من البرازيليين: «إنهم ضاقوا ذرعاً بعد تحمل أسوأ حالة كساد اقتصادي منذ عقود، وفضيحة فساد تورط فيها سياسيون ومسؤولون تنفيذيون في عملية عرفت باسم (غسل السيارة)»، وسيكون نفاد صبر الجماهير حاسماً بالنسبة للمشرعين الذين يناقشون ما إذا كان يتعين عليهم الإبقاء على ولائهم للرئيسة أو الانضمام إلى صفوف المعارضة المتزايدة التي تسعى إلى سحب الثقة منها، حسبما أفاد «باولو سوتيرو»، مدير معهد البرازيل لدى مركز «وودرو ويلسون إنترناشيونال» للأبحاث. وأضاف «سوتيرو»: «إذا كانت المظاهرات حاشدة، فإنها ستزيد الضغوط على الحكومة وتجعل عملية سحب الثقة أكثر ترجيحاً». وبدأت الضغوط على روسيف تتزايد في شهر فبراير الماضي بعد إلقاء القبض على مدير حملتها الانتخابية ونشر مزاعم حول محاولتها التدخل في تحقيقات الفساد. وبلغت الأزمة السياسية قمة جديدة مع احتجاز الرئيس السابق «لويس إيناسيو لولا دا سيلفا» لفترة قصيرة من أجل التحقيق في الرابع من مارس، ودأب كل من «روسيف» و«لولا» على إنكار اقتراف أية أخطاء. بيد أن «باتريشيا أراخو»، المحامية البالغة من العمر 34 عاماً التي كانت تشارك في مسيرة «برازيليا» لم تكن مقتنعة، وقالت: «حتى إذا لم تسرق من أموال الدولة لوضع الأموال في حسابها البنكي، فإنها رغم ذلك استفادت من الفساد». وقدر المنظمون أعداد المشاركين بنحو مائتي ألف شخص تجمهروا في العاصمة، بينما أذاعت شاحنات تحمل مكبرات صوت النشيد الوطني وأغاني سياسية. وقالت «أراخو»: «من المستحيل أنها لا تعلم ما يدور»، مضيفة: «لابد أن يحدث نوع من التغيير، فلا يمكن أن تمضي الأمور في طريقها على ما هي عليه». وفي «ساو باولو»، جهز منظمو الاحتجاجات على الطريق الرئيسي في المدينة شاحنات بها أنظمة صوتية عالية تم استخدامها أثناء مهرجانات كرنفالية قبل أسابيع. وكتب على إحدى اللافتات عبارة: «نحن جميعاً سيرخيو مورو»، في إشارة إلى القاضي الذي يترأس أكبر تحقيق فساد في البرازيل على الإطلاق. وتجمع مئات من عناصر الشرطة أمام متحف الفن الشهير في ساو باولو. ولا يقتصر الأمر على معارضي الحكومة، وإنما يخطط أنصار حزب «العمال» الذي تنتمي إليه «روسيف» الخروج إلى الشوارع أيضاً خلال الشهر الجاري اعتراضاً على سحب الثقة من الرئيسة. وسيظهرون أيضاً الدعم لـ«لولا»، الذي أسس الحزب مع «روسيف»، والذي تم اتهامه خلال الأسبوع الجاري بغسل أموال وتقديم شهادة زور. وأفضت المشكلات القانونية التي يواجهها «لولا» إلى زيادة الاستقطاب في البرازيل، مع وقوع مناوشات بين مناوئيه ومؤيديه خارج منزله في ساو باولو. وعقب صور متلفزة للجانبين الذين خاضوا عراكاً بالأيدي، غيَّر حزب العمال موعد مظاهراته لكي لا تتزامن مع مسيرات مناهضة للحكومة. وتحقق محكمة الانتخابات العليا فيما إذا كانت «روسيف» مولت حملة إعادة انتخابها في عام 2014 بصورة غير شرعية، وما يفاقم الأزمات التي تواجهها، المزاعم التي نشرتها مجلة «إيستو ئي»، بأنها حاولت التدخل في تحقيقات عملية «غسل السيارة». وأكد «ديفيد فليشر»، أستاذ السياسة المتقاعد في جامعة «برازيليا»، أن مزيداً من السياسيين والمسؤولين التنفيذيين في شركات إنشاء لهم علاقات مع «لولا» و«روسيف» سيوقعون على الأرجح صفقات إقرار بالذنب خلال الأسابيع المقبلة، في إطار عملية «غسل السيارة»، وهو ما يزيد من احتمال الكشف عن أمور تضعف موقف «روسيف». وأضاف: «الأسوأ قادم!». *يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©