السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«التغرودة» في فيلم إماراتي جديد يحكي تاريخها وجذورها

«التغرودة» في فيلم إماراتي جديد يحكي تاريخها وجذورها
9 نوفمبر 2011 00:04
بعد فوزه بالجائزة الثانية عن أفضل فيلم روائي قصير بمسابقة أفلام الإمارات ضمن مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الخامسة والتي استمرت من 13 حتى 22 اكتوبر الماضي، وجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه «أحلام بالأرز» الذي اشترك في اخراجه مع هنا الشاطري، يستعد المخرج الشاب ياسر النيادي إلى إنجاز مشروع روائي سينمائي جديد، في إطار الإعداد لعمل وثائقي. وفي لقاء مع «الاتحاد» قال النيادي «إنني في طور الإعداد والبحث لاستكمال فكرة مشروع فيلمي الوثائقي الجديد الذي يعنى بفن إماراتي تقليدي يسمى «التغرودة» وهو ما تعمل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على تسجيله في منظمة اليونسكو العالمية كونه جزءاً من التراث غير المادي (المعنوي) الإماراتي». وأكد النيادي أنه يحاول أن يتتبع قصة هذا الفن وجذوره والشخوص الذين برعوا في أدائه منذ زمن بعيد، وهو جيل لم يتبق منه إلا القلائل. ويقول «أجد أن هناك قلة من الناس والمهتمين بهذا الفن من تبحروا به وعرفوا أسراره كونه فناً بدوياً أصيلاً هو نتاج الثقافية الجمعية ورؤى اجتماعية تتصل بثقافة القوافل التي ترحل متنقلة في طرق الصحراء على ظهور الجمال». وعن مفاصل العمل قال «أولاً أحاول أن أبحث في نشأة هذا الفن، وثانياً تتبع الأماكن التي يتواجد فيها بشكل واضح ومؤثر وأنواع التغرودة والمواضيع التي جسَّدتها، هذا بالإضافة إلى شهادات الشخوص الذين عاشوا هذا الفن». المتعة الدرامية وعن تقنية الفيلم التسجيلي الذي سيكون مشروع ياسر النيادي الجديد قال «سيكون الفيلم في إطار وثائقي ولكني أحاول أن أوفر عناصر المتعة الدرامية والروح الاستكشافية لمن لا يعرف شيئاً عن هذا الفن كونه فناً أصيلاً ضارباً في جذور تاريخية بعيدة، بالإضافة إلى أن مهمتي هي محاولة إحياء الفن الشعبي القديم وتقديمه كوثيقة، إذ لا نمتلك مستندات توثق هذا الفن بشكل كافٍ، كوننا نتتبع هذا الفن نقلاً عن وعنْ وهكذا إلى أن نصل إلى أي معلومة بجهد كبير». ويقترح ياسر النيادي عنواناً لفيلمه الجديد وهو «التغرودة» ويرى أنه اسم فني تغلب عليه الروح الرومانسية والغرابة في التسمية وهو الإسم الواقعي والفني لهذا الأداء. وقال النيادي «إنني أواجه صعوبات كبيرة في الحصول على مستندات ومعلومات تفتح لي آفاق التعامل مع هذا الموضوع وعليه من الضروري أن يدعم عملي معلوماتياً ومادياً أيضاً لتوفير ما هو سمعي ويصري لإغناء هذا الموضوع الحيوي». وناشد النيادي المؤسسات الثقافية المعنية بالتراث والثقافة والدراسات والبحوث لتغطية مستلزمات الإعداد لفيلمه الوثائقي الذي يُعنى بما هو تراثي خلاق، ويجد النيادي أن هناك اهتماماً كبيراً من قبل الكثيرين في هذا الموضوع والذي سيثير اهتمامهم أن ينجز نص سينمائي عن «التغرودة». رحلة بصرية وقال النيادي حول طبيعة هذا الفن الشعبي «إن فن التغرودة يمتلك من الخصائص ما يتناول أبعاداً إنسانية ومنها السرد الرومانسي للقصص والركوب على الجمال وتفاصيل الحياة لبدوية والعشق وما هو ملموس وغير ملموس «شعوري» في حياة الإنسان البدوي». وأضاف «أجد أن تقديم رحلة بصرية عبر فيلمي الجديد «التغرودة» كونه فناً سماعياً سوف يفيد الباحثين مستقبلاً». ويرى النيادي أن تعدد أنواع التغرودة تستدعي منه التعرف على طرائق القبائل في تأديتها له، وعليه فإن ذلك سوف يدخل إلى الفيلم كوثيقة، وهذا ما يدعم الملف المقدم إلى اليونسكو. والتغرودة فن غنائي بدوي شعبي يؤدى دون آلات ويعتمد على الصوت الفردي واستكمال الموضوع من خلال أصوات الآخرين التي تشارك في سرد القصة غنائياً على شكل ترداد يمتلك نغمات خاصة للتغرودة نفسها، تعرف بأنها عبارة عن قصيدة قصيرة تتناول موضوعاً واحداً فقط تبدأ مع بدايته وتنتهي مع انتهائه من خلال أبيات قصيرة وجميلة كل شطر فيها مستقل كأنه بيت ينتهي بروي واحد يلتزمه الشاعر في كل بيت. فن إنشادي وقال ياسر النيادي «سوف أدخل إلى موضوع التغرودة من خلال رحلة قافلة بدو في الصحراء، حيث ستكون هناك درامية في التصوير كمقدمة للفيلم، ثم محاولتي للإلمام بجميع عناصر البيئة المحيطة بهذا الفن ثم الانتقال إلى التفاصيل وهي «شهادات الناس» و»المواد العلمية» وما رآه مبارك بن لندن من هذا الفن بين البدو، وكذلك البعثات الأوروبية كالدنماركية والإنجليزية وحديثهم عن هذا الفن». ويواصل النيادي قوله «من الصعب جداً تمثل فن التغرودة في فيلم سينمائي، لأنها فن إنشادي يزخر بقصائد تتناول موضوع الفخر والحماسة، وهذا يتطلب خلق معادل موضوعي بالصورة لما تريد قصيدة أن تؤدي إلى معناه، وعليه فإنني لابد أن أخلق معادلاً درامياً لصور الشجاعة والشهامة تعادل ما جاء من معنى في الشعر». ويقول النيادي «ربما أختار التغرودة المؤداة على الخيول أو الجمال أو الاثنين معاً، حيث يغني الرجال فتتجاوب معهم الجماعات في استئناس واضح من الخيول والجمال التي تطرب لهذه الأصوات». وسوف ينفذ النيادي هذا الفيلم على كاميرا عالية الجودة في محاولة لتقديم الأفضل. وسبق لياسر النيادي أن أخرج «أحلام بالأرز» و»لال» و»رسائل إلى السماء».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©