مصطفى عبدالعظيم (دبي)
أكد معالي سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، أن دولة الإمارات العربية المتحدة حققت إنجازات كبيرة في مجال تمكين المرأة، مما أهلها لتبوؤ مراتب الصدارة الإقليمية والعالمية في العديد من المؤشرات والتقارير الدولية.
وقال معاليه إن المكانة التي تحظى بها المرأة في الإمارات لم تقتصر على القطاع الاقتصادي وقطاع الأعمال فحسب بل امتدت إلى القطاعات كافة، مشددا إلى ضرورة زيادة التعاون بين القطاعين العام والخاص خصوصاً فيما يتعلق بتعزيز المساواة بين الجنسين في مختلف القطاعات.
وأضاف معاليه خلال افتتاحه أمس أعمال النسخة 16 من منتدى الرائدات وسيدات الأعمال في دبي، والتي تركز هذا العام على تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في قطاع الأعمال، أن دور المرأة في الإمارات لا يقتصر فقط على الوظائف التقليدية بل يتجاوزه ليتضمن دورها المؤثر في ريادة الأعمال حيث يوجد في الإمارات أكثر من 12 ألف سيدة أعمال يدرن أكثر من 11 ألف مشروع تجاري بقيمة استثمارية تقدر بنحو 18,3 مليار درهم (5 مليارات دولار)، لافتاً إلى أن سيدات الأعمال المواطنات يشكلن نحو 15% من عدد أعضاء الغرف التجارة والصناعية في الدولة.
وأكد المنصوري أن الدولة تتيح جميع الفرص أمام السيدات للمشاركة في عملية التنمية والاستفادة الكفاءات النسائية في جميع القطاعات والمجالات سواء على صعيد القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، بما يؤكد الدور المحوري للمرأة في صنع التغيير.
وقال معاليه، إن المرأة الإماراتية تشكل 66% من مجمل القوى العاملة في القطاع الحكومي، علماً بأن 30% من تلك النسبة تمثل القيادات النسائية التي تتبوأ مواقع صناعة القرار، حيث يضم مجلس الوزراء أربع سيدات، كما تحظى 7 سيدات بعضوية المجلس الوطني الاتحادي من أصل 40 عضواً، بما يعني أن المرأة تمثل قرابة 17.5% من مجمل مقاعد المجلس الوطني وهي من أعلى النسب على المستوى الإقليمي والدولي، الأمر الذي يؤكد تقدم دولتنا على مستوى تمكين المرأة كما هو الحال في العديد من بلدان العالم المتقدمة».
وتقام الدورة الحالية من المنتدى في فندق ميدان تحت رعاية وزارة الاقتصاد الإماراتية، وهي من تنظيم شركة «نسيبا»، الشركة الفرنسية المتخصصة في تسهيل عقد صفقات الأعمال والتي تتواجد في مدن رئيسية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
ويجمع المنتدى نخبة من أهم قادة الفكر حول العالم لمناقشة سبل تمكين المرأة، مع التركيز على النساء اللواتي يساهمن في رسم معالم مستقبل الاستثمار ودورهن الفاعل في الحوكمة المؤسسية، فضلاً عن تسليط الضوء على التحديات التي تواجههن في مختلف القطاعات.
وأشاد معاليه في كلمته الافتتاحية، بالتقدم الذي حققته دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تمكين المرأة، مؤكدا أن دولة الإمارات العربية المتحدة قطعت شوطاً كبيراً في مجال تمكين المرأة، حيث تم تصنيف دولة الإمارات على قمة الدول التي تحترم المرأة بحسب تقرير مجلس الأجندة العالمي الخاص بالمرأة والتابع للمنتدى الاقتصاد العالمي، كما حصلت الإمارات على المرتبة الأولى بين الدول العربية بحسب مركز دراسات المرأة في مؤسسة المرأة العربية في باريس، فضلا عن تصدر دولة الإمارات دول منطقة الشرق الأوسط في تقرير المساواة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في أكتوبر 2013، والذي نوه بالإنجازات الملموسة التي حققتها الإمارات في معدلات المساواة في المشاركة السياسية والتعليم والرعاية الصحية.
وأشار المنصوري إلى أن الشركات المملوكة لسيدات الأعمال في الإمارات تحقق نسب نجاح أعلى مقارنة الشركات المملوكة للسيدات في الولايات المتحدة، بحسب مسح أجرته شركة الماسة كابيتال، مشيرا إلى أن سيدات الأعمال في الإمارات يشكلن نحو 20% من قائمة أقوى 100 سيدة أعمال على المستوى العربي.
من جانبها، أكدت شيري بلير، مؤسِّسة «مؤسسة شيري بلير للمرأة»، على أهمية تعزيز دور النساء في الاقتصاد وقالت»التمكين الاقتصادي للمرأة ليس خياراً، بل بالعكس هو ضرورة من أجل تكوين مجتمعات ناجحة ومتطورة. فالنساء في هذه المنطقة يدركن أهمية الريادة في الأعمال، واليوم هناك عدد متزايد من قصص نجاح النساء اللاتي يدرن أعمالهن الخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن خبرتي الشخصية، فإن المرأة إذا ما أُعطيت الأدوات الصحيحة، فإنها سوف تقوم بأداء المهمة بنجاح تام».
وضمن كلمتها الافتتاحية الرسمية، قالت مارجيري كراوس، رئيسة المنتدى والمؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لشركة آبكو العالمية: «إن دولة الإمارات قد ارتقت بسرعة فائقة بوضع المرأة وفي غضون أربعة عقود فقط وهذا دليل على الرؤية الرشيدة لقيادتها.
وقالت صوفي لو راي، مؤسسة منتدى الرائدات وسيدات الأعمال والرئيس التنفيذي لشركة ناسيبا، الشركة المنظمة للحدث، حول الدورة الحالية: «إن التركيز في منتدى الرائدات وسيدات الأعمال هذا العام سينصب على تغيير الصور النمطية للمرأة ومناقشتها، وطرح القضايا ذات الأهمية من واقع حياة النساء اللاتي يواجهن صعوبات في مهنهن.
وشهد اليوم الأول من الحدث عدداً من جلسات النقاش وورش العمل التي تركز على دور المرأة في تحول الاقتصادات من خلال النظر عن كثب في تطبيق مفهوم المساواة بين الجنسين والتنوع في بيئة العمل. كذلك، عرضت الجلسات أفكاراً عن الأثر الذي يمكن لإدماج المرأة أن يتركه على مستقبل الاقتصادات.
وتركزت حوارات اليوم الأول من المنتدى على النساء اللواتي يلعبن دوراً بارزاً في المشهد الاقتصادي ومفهوم ريادة الأعمال والابتكار. كما تم تنظيم حفل لتوزيع الجوائز على هامش المنتدى لتكريم المساهمات المميزة للقيادات النسائية ضمن عدة فئات.
من جانبه، قال موريتز هارتمان، المدير العام لشركة روش للتشخيص في الشرق الأوسط: «سيدرك الرجال أهمية دور المرأة وقيمته حينما يرون الفائدة التي يعود بها التنوع على الأعمال حينما يكون هناك توازن صحي بين القيادات واعتماد التنوع بين الجنسين باعتباره عنصراً أساسياً في نموذج أعمالها».
وأكدت ناتالي امييل فيروت، نائب الرئيس لشركة فيديكس، لرعاية العملاء في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، والتسويق والاتصال في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، على أهمية الرؤى والأفكار التي يمكن اكتسابها من أحداث كهذه، وقالت: «على النساء في جميع أنحاء العالم أن يحاولوا لعب دور رئيسي في الصناعات غير التقليدية.
عدد اليوم
