الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن والصراع على بحر جنوب الصين

1 نوفمبر 2015 23:05
أدانت الصين يوم الثلاثاء الماضي ما وصفته بأنه «إجراء خطير واستفزازي» بعد أن أبحرت سفينة حربية أميركية لمسافة تمتد 12 ميلاً بحرياً من الجزيرة الصناعية التي أقامتها الصين وسط نزاع إقليمي حول الأرض والمسارات البحرية. وتعكس الواقعة التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين بشأن برنامج بكين لاستصلاح الأراضي والبناء على الصخور والشعاب المرجانية في أرخبيل «سبراتلي» في بحر جنوب الصين، الذي تطل فيتنام وتايوان والفلبين على سواحله. وذكر مسؤولون عسكريون أميركيون أن المقصود من الإجراء البحري الأميركي هو تأييد مبدأ حرية الملاحة في المياه الدولية. وأكدوا على أن واشنطن لا تقبل مطالبة الصين بالمياه الإقليمية حول الجزر الصناعية. ويقول محللون إن هذا الإجراء يهدف أيضاً إلى طمأنة الحلفاء الأميركيين أن واشنطن لن تسمح للصين بأن تلقي بثقلها في المنطقة بلا منازع. بيد أن هناك خطورة بأن يكون لهذا عواقب عسكرية. ومن جانبها، ذكرت الصين أنها تعتبر هذه الخطوة تعدياً على سيادتها وزعمت أنها ستضر بالسلام والاستقرار في المنطقة. وحذرت وزارة الخارجية من أن الصين ربما ترد عن طريق تسريع برنامج البناء. الأدهى، أن البحرية الصينية ذكرت أن مزيداً من البعثات الأميركية من هذا النوع يمكن أن «تثير احتمالات» لكنها لم تستطرد. وقالت الصين إنها تابعت «يو. إس. إس. لاسن» أثناء مرورها بالقرب من «سوبي ريف» وهي ترسل مدمرة صواريخ وقوارب دورية. غير أن مسؤولاً بوزارة الدفاع الأميركية قال، إن المهمة قد اكتملت «دون وقوع حوادث». وأضاف، دون أن يكشف عن هويته، إن مدمرة الصواريخ رافقتها طائرات مراقبة بحرية. وجاء القرار لإرسال سفينة أميركية بعد أشهر من الجدل في واشنطن حول كيفية إيجاد توازن بين مواجهة الصين وإثارة دوامة من المواجهة والعسكرة الإقليمية. وفي الشهر الماضي، حذرت الصين أنها «لن تسمح لأي دولة» بانتهاك ما تعتبره مياهها الإقليمية ومجالها الجوي حول الجزر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية «لو كانج» إن السفينة الأميركية دخلت المياه الصينية «بصورة غير شرعية»، مضيفاً أن السلطات الصينية قد تعقبتها وحذرتها أثناء مرورها. وأكد «كانج» أن «هذا التصرف من قبل السفينة الحربية الأميركية قد هدد سيادة الصين واهتماماتها الأمنية، وعرض للخطر سلامة العاملين والمنشآت على الجزر وأضر بالسلام والاستقرار الإقليميين». كما حث الولايات المتحدة على عدم القيام بمزيد من «الإجراءات الخطيرة والاستفزازية». وأوضح المتحدث في إشارة إلى الولايات المتحدة أنه «إذا استمرت أطراف بعينها في إثارة المشاكل وخلق التوتر، فإن الصين ربما تضطر إلى استنتاج أنه من الضروري حقاً تسريع وتعزيز بناء القدرات ذات الصلة» على الجزر. وبعد ساعات، استدعى نائب وزير الخارجية الصيني «تشانج يه سوي» السفير الأميركي «ماكس بوكوس» لتقديم احتجاج. وجدير بالذكر أن الصين تزعم أن كل منطقة بحر جنوب الصين تقريباً هي أراضيها، بما فيها الجزر الرئيسية والشعاب. كما أن الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان لها أيضاً مطالبات متداخلة، والعديد منها تحتل مختلف الجزر والشعب المرجانية. وقد نفذت الصين برنامجاً ضخماً لاستصلاح الأراضي والبناء على العديد من الجزر منذ 2014، ما أخل بعلاقاتها مع الولايات المتحدة والعديد من هذه الدول التي تدّعي أن لها حقوقاً في هذه الجزر. وتهدف المهمة البحرية لهذا الأسبوع جزئياً إلى اختبار التعهد الذي قطعه الرئيس «شي جين بينج» خلال زيارته إلى واشنطن الشهر الماضي بأن بكين لن تقوم بعسكرة الجزر. وتشير صور الأقمار الصناعية إلى ما يشبه برجا للمراقبة والهوائيات الفضائية المتعددة على جزيرة «سوبي ريف» القريبة من الفلبين، والتي كانت مغمورة قبل أن تبدأ الصين مشروع التجريف لتحولها إلى جزيرة، وهي الآن كبيرة بما يكفي لاستضافة مهبط طائرات. وبموجب القانون الدولي للبحار، فإن تحويل مثل هذه الشعب إلى جزر صناعية لا يدل على أي حقوق في المياه الإقليمية المحيطة بها – على الرغم من أنه بإمكان الدول المطالبة بـ «منطقة أمان» مساحتها 500 متر، أو 1500 قدم، حول الشعب التي كانت مغمورة سابقاً. وهناك مهبط للطائرات الصينية قيد الإنشاء في شعب «فيري كروس»، حيث يقول الخبراء إن مهبطاً آخر يمكن بناؤه في شِعب ميستشيف. ومن جانبها، تقول الصين إن أعمال التشييد تهدف أساساً للاستخدام المدني، ولن تؤثر على حرية الملاحة في بحر جنوب الصين. وهناك أربع دول بالفعل لديها مهابط للطائرات في سبارتلي. سيمون ديناير- واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©