الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خذ راحتك بلا حياء

1 نوفمبر 2015 23:07
«إذا لم تستحِ فافعل ما شئت» وهذا القول يختصر مشقة التعبير عن الكثير من المواقف التي أصطدم بها بشكل شبه يومي، ولكي تتضح لكم القصة أضيف بعض البهارات على القول السالف، وإن كان ما سأضيفه لن يغير من المعنى شيئاً، ولكنها فضفضة أكثر من أن تكون إضافة: (إن لم تبال بمن حولك فافعل ما شئت وما يحلو لك» وخذ راحتك يا الحبيب (وإن كان على حساب غيرك، فأنت عبارة عن شخص بارد أقرب ما يكون إلى الجليد). في حادثة وقعت لي أكثر من مرة في محطات البترول، كنت أنتظر خلف سيارة كانت تملأ خزّان وقودها، طال انتظاري لما يقارب نصف ساعة، ولأنني أحب أن أسرح بخيالي الواسع، خاصةً في الأماكن التي يجب عليّ الانتظار فيها رغماً عن أنفي، مثل إشارات المرور وبعض الدوائر الحكومية وانتظار أم العيال وغيرها من الانتظارات الإجبارية، فإني غالباً ما أُفاجأ بمرور الوقت كلمح البصر، وهذا يُشعرني بالتوتر، خاصةً عندما أكتشف أني ما زلت أقبع في المكان نفسه، عندئذٍ يبدأ العد التنازلي لنفاد الصبر، فيتشتت فكري ويتقلّص خيالي الذي قلت عنه يوماً أنه واسع، وتسري في أنحاء جسدي حرارة من نوع غريب وعجيب.. لا أخفي عليكم، فقد قلت في كتابي الصادر مؤخراً «زوبعة نسائية» إن الانتظار يقتلني، بل ويقتلني جداً جداً. أعذروني، أنا آسف، أردت أن أخبركم بفداحة الانتظار بالنسبة لي فقط.. لنعود إلى صلب الحديث: وبعد انتظار طال نصف ساعة اكتشفت أن السيارة التي تقف أمامي قد انتهت من تعبئة خزّان وقودها منذ فترة ليست بقصيرة، وأنّ قائدها المغوار ليس خلف مقودها، وبعد ربع ساعة تقريباً من اكتشافي للكارثة، جاء ذلك الشاب وهو يمشي بخطا متثاقلة يحمل في يده كيساً بلاستيكياً مليئاً بما لذ وطاب، غير مكترث بطابور السيارات الطويل الذي خلف سيّارته بسبب تأخره في «السوبر ماركت» وبكل برود ولا مبالاة ركب سيارته وانطلق كالريح. حقاً، إذا لم تستحِ فخذ راحتك ع الآخر. أحمد سالم الغافري - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©