الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التعليم العالي أولوية وطنية في استراتيجية التمكين

التعليم العالي أولوية وطنية في استراتيجية التمكين
6 نوفمبر 2013 13:23
قبل 42 عاماً لم يكن أحد يتخيل وجود عشرات الكليات والجامعات الحكومية والخاصة التي نراها اليوم في الدولة، فالتعليم العالي كان مجرد حلم راود فكر القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد "طيب الله ثراه". فقد حرص فقيد الأمة على إيفاد البعثات الدراسية للجامعات العربية والعالمية، ثم وجه بإنشاء جامعة الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر بحق "الجامعة الأم" التي رفدت الوطن بكوادر متخصصة في جميع المجالات، وتواصلت المسيرة بإنشاء كليات التقنية العليا، ثم جامعة زايد، وتضم المؤسسات الثلاث أكثر من 50 ألف طالب وطالبة في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. ويتصدر قطاع التعليم العالي أجندة الأولويات الوطنية في استراتيجية التمكين للحكومة الرشيدة التي أقرها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ويعتبر محور الإنسان والتنمية البشرية ركيزة أساسية في مسيرة بناء اتحاد الإمارات منذ تأسيسه بقيادة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، حيث حرص القائد المؤسس على تدشين نظام تعليم عال يتماشى مع متطلبات التنمية، ويواكب أرقى المعايير العالمية. وشهدت مسيرة التعليم العالي في الدولة قفزات نوعية حيث نجحت عدد من الجامعات المحلية في تصدر قوائم التميز العالمي، ومنها: جامعة الإمارات العربية المتحدة، التي جاءت وفقا لتصنيف دولي العام الماضي واحدة من أفضل 400 جامعة عالمية، كما تصدرت الجامعة الأميركية في الشارقة قائمة أفضل 500 جامعة في التصنيف ذاته، وكذلك جامعة أبوظبي التي حصلت على المركز 501 في التصنيف نفسه. ويمثل حصول هذه الجامعات على مراكز متقدمة في تصنيف الجامعات أحد الدلائل القوية على تميز مسيرة التعليم العالي في الدولة، وجودة البيئة التعليمية التي توفرها دولة الإمارات العربية المتحدة للمؤسسات الأكاديمية الحكومية والخاصة، حيث تدشنت جامعات عالمية فروعا لها في الدولة. الدولة تنجح في تدشين نموذج متميز للتعليم العالي لمواجهة تحديات العصر اعتماد أساليب علمية لتأهيل الطلبة لاقتصاد المعرفة السيد سلامة (أبوظبي)- أكد معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي لـ”الاتحاد” أهمية هذا القطاع الذي يمثل قاطرة التنمية الوطنية، ويعد أحد القطاعات التنموية الرائدة، حيث نجحت الدولة في تدشين نموذج متميز للتعليم العالي لمواجهة تحديات العصر، مؤكداً أن صاحب السمو رئيس الدولة حريص على اعتماد أساليب علمية وتعليمية متطورة في تأهيل الطلبة المواطنين، للانخراط في سوق العمل وتلبية احتياجات اقتصاد ومجتمع المعرفة الذي تسعى الدولة للوصول إليه. كما شهد القطاع نمواً متسارعاً خلال الفترة الأخيرة، حيث ارتفعت أعداد الجامعات المرخصة والمعتمدة من قبل هيئة الاعتماد الأكاديمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى 76 كلية وجامعة، تلبي معايير الاعتماد الأكاديمي فيما يتعلّق بالترخيص وضمان جودة البرامج الأكاديمية المطروحة، وكذلك جودة المخرجات التعليمية من الطلاب والطالبات. جامعة الإمارات وأكد معاليه أهمية الدور الوطني الرائد الذي تنهض به جامعة الإمارات العربية المتحدة، وهو دور يتعاظم كجامعة وطنية تحمل رسالة في التنوير الفكري والإبداع الحضاري والعلمي من خلال رسالتها كمنارة للعلم والمعرفة وبناء الإنسان، قائلاً: “إن دور جامعة الإمارات ونحن نحتفل بذكرى اليوم الوطني الثاني والأربعين، سيظل منعطفاً تاريخياً في مسيرة الوطن باعتبارها البوتقة التي صهرت أبناء الدولة في بوتقة اتحادية وعززت من تماسك نسيجهم الواحد”، ولا تزال الجامعة تؤدي هذا الدور إلى جانب مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة، فهي “الجامعة الأم” التي انطلقت مسيرتها قبل 37 عاماً، حيث أسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد طيب الله ثراه، لتكون جامعة رائدة، وبوتقة ينصهر خلالها أبناء وبنات الوطن من مختلف ربوعه في مسيرة أكاديمية ترفد المجتمع بكوادر متخصصة في مختلف العلوم والمعارف. وقد نجحت جامعة الإمارات العربية المتحدة في القيام بهذا الدور الحيوي، وقدمت أكثر من 60 ألف خريج وخريجة يتصدرون المراكز القيادية والإدارية في المجتمع اليوم، ويسهم كل منهم بعطائه في خدمة التنمية الوطنية. مجتمع المعرفة وأشاد معاليه برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الامارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، ورعاية سموه لمسيرة التعليم العالي من خلال توفير الموارد والإمكانات، التي تؤهل الجامعات الحكومية والخاصة للقيام بدورها في خدمة الوطن، ورفع المعدلات التنموية إلى آفاق تعزز من الانتقال نحو مجتمع المعرفة بما يشهده من تحديات تقنية وتعليمية متسارعة. تأسست جامعة زايد في العام 1998، وحصلت مؤخرا على الاعتماد الأكاديمي العالمي من المفوضية الوسطى بالولايات المتحدة الأميركية، كما حصلت كلية تقنية المعلومات في جامعة زايد على الاعتماد الأكاديمي العالمي، وحصلت 9 برامج أكاديمية متخصصة في كليات التقنية العليا على الاعتماد الأكاديمي العالمي. بالإضافة إلى حصول عدد من الكليات والبرامج الأكاديمية بالدولة على إعتمادات أكاديمية عالمية، وهو ما يعني أن بيئة التعلم في تلك المؤسسات تواكب المعايير العالمية من حيث ضمان الجودة وتميز المخرجات التعليمية. ويشهد قطاع التعليم العالي في الدولة تطوراً فيما يتعلق بالنمو العددي للطلبة، الذين يصل عددهم في كل من جامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة زايد وكليات التقنية العليا إلى 50 ألف طالب وطالبة، موزعين على برامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. الإرشاء الأكاديمي ويعتبر الإرشاد المهني والأكاديمي أحد الكائز الأساسية في رسالة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حيث تولي الوزارة اهتماماً فائقاً للإرشاد الأكاديمي لطلبة الثاني عشر في المدارس الحكومية والخاصة في الدولة، وتعريفهم بالتخصصات العلمية المطروحة في مؤسسات التعليم العالي ومستقبل الوظائف المرتبطة بتلك التخصصات في سوق العمل مستقبلاً، وطبيعة كل وظيفة منها ومدى الحاجة للكوادر الوطنية المؤهلة. وقد شهدت مسيرة التعليم العالي في الدولة تدشين منظومة متميزة من المنشآت التعليمية، تضاف إلى الرصيد الحضاري لمؤسسات التعليم العالي منذ انطلاق الاتحاد، وشملت هذه المنظومة إنشاء الحرم الجامعي الجديد لجامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين، وكذلك إنشاء حرم جامعي جديد لجامعة زايد في أبوظبي، وإنشاء مبان متطورة لكليات التقنية العليا، التي ارتفع عددها ليصل إلى 17 كلية متخصصة على مستوى الدولة. جامعات عالمية وتولي القيادة الرشيدة اهتماماً كبيراً لاستقطاب الجامعات العالمية المرموقة لافتتاح فروع لها في الدولة، وفي مقدمتها جامعة باريس السوربون - أبوظبي، وجامعة نيويورك- أبوظبي، وفروع أخرى لجامعات عالمية وكليات مرموقة اختارت دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون مركزاً لها في الشرق الأوسط والمنطقة بصورة عامة، وقد وجدت هذه الجامعات مناخاً أكاديمياً وتعليمياً يعزز من قدرتها على أداء رسالتها في التعليم والتواصل الحضاري بين مختلف الثقافات والقيم. “أبوظبي للتعليم” ودشن مجلس أبوظبي للتعليم استراتيجية شاملة لتعزيز النهضة التي يشهدها قطاع التعليم العالي في الإمارة، خلال الفترة من 2013 إلى 2017، تهدف إلى ربط التخصصات باحتياجات سوق العمل في الإمارة، وتتضمن طرح منظومة من البرامج والتخصصات العلمية التي تواكب متطلبات اقتصاد المعرفة، وإنشاء هيئة مستقلة لتمويل البحث العلمي في أبوظبي. وأكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم أن هذه الإستراتيجية تمثل نقلة نوعية لمسيرة التعليم في الدولة والمنطقة، وتستهدف رفد سوق العمل بكوادر وطنية مؤهلة لتلبية إحتياجات سوق العمل من الوظائف، التي تواكب اقتصاد المعرفة. وتشتمل الاستراتيجية على إنشاء مراكز للتميز البحثي والتطبيقي في مختلف مؤسسات التعليم العالي في الإمارة، وتقييم جودة الأداء والمخرجات التعليمية في جميع مؤسسات التعليم العالي من جهات عالمية متخصصة، وطرح خطط لزيادة أعداد المواطنين في برامج الدراسات العليا، وتشجيع إنشاء برامج للبحث العلمي والتطوير في الجامعات. وأوضح د. الخييلي أن الاستراتيجية تستهدف إحداث نقلة نوعية شاملة في مسيرة التعليم العالي في الإمارة استناداً إلى توجيهات قيادتنا الرشيدة، ورؤية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، التي تهدف إلى جعل «التعليم أولاً»، ويرتكز هذا المفهوم على تلبية احتياجات أجندة السياسة العامة لحكومة إمارة أبوظبي ورؤيتها الاقتصادية 2030 الهادفة إلى تحويل اقتصاد أبوظبي إلى اقتصاد منتج وقائم على المعرفة. الابتكار والاكتشاف كما تتضمن الاستراتيجية عدداً من المبادرات التي تهدف إلى الارتقاء بجودة التعليم العالي مع ضمان وضع معايير مرتفعة لترخيص مؤسسات التعليم العالي، وتوفير المحفزات التي تكفل التطوير المستمر، وتشجيع وتحفيز أنشطة البحث العلمي والابتكار وبرامج المنح الدراسية والاستكشاف باعتباره من الأسس الرئيسية لإعداد كوادر بشرية مواطنة مؤهلة . تعلم ذكي وبعثات دراسية لآلاف الطلبة أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مؤخراً مبادرة «التعلم الذكي» في مؤسسات التعليم العالي الثلاث «جامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة زايد وكليات التقنية العليا»، من خلال توزيع 14 ألف جهاز آي باد على الطلبة المستجدين في تلك المؤسسات العام الجامعي الماضي، وتواصلت هذه المبادرة من خلال التوسع في أعداد الطلبة المستفيدين من نموذج التعلم الذكي في تلك المؤسسات، وتعتبر هذه المبادرة الأولى من نوعها على مستوى مؤسسات التعليم العالي في العالم، وشهدت اهتماماً من الأوساط الأكاديمية في مختلف أنحاء العالم باعتبارها واحدة من المبادرات، التي تستهدف تعزيز تنمية الإنسان في الألفية الثالثة. ومن جهة أخرى تمثل البعثات الدراسية في التعليم العالي إحدى الركائز الأساسية في تعزيز استراتيجية الدولة نحو بناء الإنسان وإكسابه العلوم والمعارف التي تواكب العصر، ومن هُنا فقد ارتفعت أعداد الطلبة المبتعثين من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للدراسة في عدد من الجامعات العالمية المرموقة إلى أكثر من 2500 طالب وطالبة، في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، ويتم اختيار هؤلاء الطلبة وفقاً لمعايير أكاديمية دقيقة، كما يتم توجيه عدد من هؤلاء الطلبة لدراسة تخصصات بعينها تتوافق واحتياجات سوق العمل في الدولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©