الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تعليق الحوار الوطني في تونس لأجل غير مسمى

تعليق الحوار الوطني في تونس لأجل غير مسمى
6 نوفمبر 2013 14:05
تونس (وكالات) - شهدت الأزمة السياسية في تونس امس طريقا مسدودا مع تعليق الحوار الوطني الى اجل غير مسمى في ضوء الفشل بالتوصل الى توافق على شخصية مستقلة تتولى تشكيل حكومة انتقالية، حيث تمسك حزب “النهضة” وحزب التكتل العضو في الائتلاف الثلاثي الحاكم بأحمد بالمستيري (88 عاما) مرشحا وحيدا لقيادة المرحلة، بينما قالت المعارضة المؤيدة إجمالا لترشيح محمد الناصر (79 عاما) انها اقترحت أسماء اخرى بينها عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع السابق، لكن بلا جدوى. في وقت اكد الرئيس محمد المنصف المرزوقي وقوفه على الحياد في مسالة اختيار رئيس الوزراء الجديد. وساد الغموض في تونس حول إمكانية الخروج من الأزمة التي تتخبط فيها منذ يوليو وسط تبادل “النهضة” والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عن انتهاء مهلة مباحثات تعيين رئيس وزراء جديد الى الفشل. ولم يتمكن حتى الوسطاء في المفاوضات (الاتحاد العام التونسي للشغل، وجمعية رجال الأعمال “اوتيكا” والرابطة التونسية لحقوق الإنسان ونقابة المحامين) من توفير عناصر اجابة بعد تعليق الحوار لأجل غير مسمى اثر عشرة ايام من التباحث. وقال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي “لقد قررنا إيقاف هذا الحوار حتى نوجد له أرضية صلبة لنجاحه”، وأضاف “لم نتوصل الى توافق على الشخصية التي سترأس الحكومة، حاولنا تذليل الصعوبات لكن لم يحصل توافق”، وتابع قائلا “اذا لم تتوصل الأحزاب الى توافق فإننا سنتحمل المسؤولية وسنقدم أسماء أشخاص نعتبرهم قادرين على تولي منصب رئيس الوزراء”. واعتبر حزب النهضة “أن المعارضة هي التي تسببت في فشل الحوار برفضها المرشح الوحيد الذي تعتبره كفؤا (اي المستيري الذي تولى عدة مناصب وزارية في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، لكن منتقدوه يعتبرونه طاعنا في السن وعاجزا على أداء المهمة)، وقال رئيس الحزب راشد الغنوشي “نحن مرشحنا المستيري لأنه اكفأ الموجودين لقيادة هذه المرحلة وليس هناك من سبب معقول لرفضه، ومن واجب الائتلاف الحاكم ان يسلم الحكم لشخصية معروفة باستقلاليتها”. لكنه قلل من خطورة فشل الحوار رغم ان الحياة السياسية والمؤسساتية مشلولة منذ اكثر من ثلاثة اشهر بعد اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو، وقال “الحوار الوطني معلق..سيستأنف في وقت ما، لان البلاد في حاجة ماسة اليه”. وفي المقابل، أكدت المعارضة التي أيدت ترشيح محمد الناصر انها اقترحت أسماء اخرى لكن بلا جدوى. ومن ابرز الأسماء التي رفضت وزير الدفاع الأسبق عبد الكريم الزبيدي الذي عارض تكليفه الرئيس منصف المرزوقي. وحمل حزب نداء تونس مسؤولية فشل الحوار للمرزوقي، وقال الطيب البكوش المسؤول الثاني في الحزب “الرئاسة أفسدت الحوار الوطني”. وقال حمة الهمامي احد ممثلي المعارضة المنضوية في ائتلاف جبهة الإنقاذ الوطني “ان النهضة رفضت التفاوض على اي اسم مرشح بديل عن المستيري”، وأضاف “النهضة تقول عندنا مقترح واحد، احمد المستيري فقط”، وأضاف “ان الترويكا (الائتلاف الحاكم)، لا سيما النهضة أفشلت الحوار..هم يريدون بكل الوسائل البقاء في السلطة”. وقال باجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس “إنها مسؤولية الذين في السلطة.. لا يريدون الانضمام الى توافق والخروج من الأزمة”، وأضاف “ان تعليق الحوار لا يمكن إلا ان يغرقنا في أزمة هي أصلا خطيرة”. ويرمي الحوار الوطني الذي كان بدأ في 25 أكتوبر الى تعيين رئيس حكومة مستقل يشكل بحلول منتصف نوفمبر حكومة مستقلين لتحل محل حكومة علي العريض الذي كان وافق على إفساح المجال امام حكومة غير مسيسة شرط احترام مجمل الجدول الزمني للحوار الذي ينص ايضا على سن قانون انتخابي وجدول للانتخابات وإطلاق عملية تبني الدستور الجديد الذي تجري صياغته منذ عامين. من جهته، قال بيان لرئاسة الجمهورية التونسية غداة تعليق المباحثات بين الائتلاف الحاكم والمعارضة “ان المرزوقي لا يدعم مرشحا بعينه لرئاسة الحكومة”، وأضاف “ان الرئيس سيقبل في اطار احترام التنظيم المؤقت للسلطة العمومية بالمرشح الذي يحظى بإجماع الأحزاب في اطار من التوافق الوطني”. وأشاد المرزوقي بجهود رباعي الوساطة في الأزمة، ودعا كل الأطراف الى مواصلة البحث عن حلول للخلافات التي أعاقت التوافق على مرشح لتشكيل الحكومة القادمة والى التحلي بروح المسؤولية لوقاية البلاد من أي هزات وتمكين الشعب التونسي من التوجه في اقرب وقت لانتخاب مجلس نيابي في اطار الدستور الجديد. وقال المرزوقي إن تونس قادرة على إرساء دولة ديموقراطية شفافة وغير فاسدة، مؤكدا بذلك ثقته في قدرة بلاده على تجاوز الأزمة الحالية. وأضاف اثر اجتماعه بنظيره الفرنسي فرنسوا اولاند في باريس “نحن مقرون العزم في تونس على النهوض بالعملية الديموقراطية مهما كانت الصعوبات الحالية..تونس ستعبر هذه المرحلة الصعبة واعتقد أنها ستقيم دولة ديموقراطية شفافة غير فاسدة تمثل ايضا في جانب منها ردا على الإرهاب”، وأضاف “ان العملية تتقدم مع فترات توقف لكننا مقرون العزم على المضي قدما”. المستيري مستعد لرئاسة الحكومة بمساعدة الناصر تونس (د ب أ) - قال السياسي التونسي البارز أحمد المستيري مرشح حزب “النهضة” والائتلاف الحاكم في تونس امس انه مستعد لرئاسة حكومة جديدة رغم صعوبة المرحلة . وأوضح المستيري (88 عاما) الملقب بـ”أب الديمقراطية” ردا على الشكوك التي تحوم حول أهليته الصحية “لا يمكنني تحمل كل التفاصيل التي يتوجب على رئيس الحكومة تحملها، لكن سأستعين بوزراء مساعدين وبمساعدين مباشرين الى جانبي”. وأضاف “أعبر عن رغبتي بأن يكون محمد الناصر الى جانبي..أنا أثق به وأعرف ما يملك من رصيد وخبرة، لكن ستكون لدي الحرية الكاملة في اختيار باقي الفريق الحكومي من الذين يمكنني التعامل معهم”. وأضاف “تصوري ليس في أن أعمل 12 ساعة.. قد أعمل هذه المدة أو حتى 24 ساعة لكن هذا العمل المضني والدقيق يفترض أن يتحمله آخرون معي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©