فاطمة عطفة (أبوظبي)
قدم «مسرح الإحياء» بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات - فرع أبوظبي مساء أول أمس عرضين مسرحيين هما «حرقص» و«نساء طروادة»، وذلك على خشبة المسرح الوطني.
مسرحية «حرقص» من تأليف صالح كرامة، وهي تطرح موضوع الشر ممثلاً بالعنف الدموي الذي يمثله تاجر الأسلحة «حرقص». ومن خلال التطور الدرامي يواصل البطل الشرير دوره الإجرامي حتى يقع أخوه ضحية العصابة التي يقودها حرقص، وهنا تدخل المسرحية في فكرة فلسفية تدور حول الشر، هل هو من طبيعة صاحبه أم أنه مكتسب من التربية والعوامل والظروف المحيطة بالشخص الشرير.
كتب كرامة هذا النص المسرحي قبل 11 سنة وقام بتنفيذه عدد من المخرجين برؤى وعروض مختلفة، ما يدل على الغنى الفكري واحتمالات تأويل المسرحية وتقديمها في أكثر من شكل إخراجي. وفي لقاء مع الكاتب كرامة أشار إلى أن المخرج الإماراتي علي النعيمي كان أول من قدم هذا العمل في الشارقة سنة 2003، وقد أثارت يومها نقاشا واسعا واهتماما كبيرا حين رأى بعضهم أنها ترمز إلى احتلال العراق. وتابع: «إن العرض المسرحي في مصر للمخرج أحمد رمزي ركز على الجانب الفلسفي في المسرحية، أما في العرض التونسي فقد تناول العرض الجانب الأسطوري، والعرض الحالي من إخراج الفنانة البريطانية ماجي حنان التي قدمته برؤية واقعية تعكس أحداث العنف التي تجري في أكثر من بلد عربي، وقد استخدمت بذكاء الكورس الصامت لتدل على ما تعانيه العائلات التي شردتها الحروب.
وشارك في تقديم هذا العرض حوالي 13 ممثلا وممثلة من الإمارات والمقيمين فيها، وكان مساعدا المخرج فيصل صلاح وفيصل الجادر من الإمارات.
أما العرض الثاني «نساء طروادة» فهو يستند إلى نص يوربيديس (415 قبل الميلاد) حين اجتاح الجيش اليوناني جزيرة ميلوس ليجبروا رجالها على المشاركة في حرب طروادة، والمسرحية تكشف أهوال الحرب التي تقتل الرجال وتحول النساء والأطفال إلى أرقاء.
والمسرحية من إعداد وإخراج ماجي حنان أيضا وساعد في الإخراج فيصل الجادر، كما أن الإعداد استأنس بالفيلم الوثائقي «ملكات سوريا» الذي عرض في مهرجان أبوظبي السينمائي. وفي هذا العرض المسرحي الذي قدمته فرقة «مسرح الإحياء» على خشبة مسرح اتحاد الكتاب، شارك في تمثيله كل من ستيلا شروير، فيليشيا كورال، جوسبي واليا شهبوري، كريستين أستوريانو.
كانت مدة عرض كل من المسرحيتين في حدود سبعين دقيقة بلا فاصل استراحة، ويستمر عرضهما لمدة ثلاثة أيام.
عدد اليوم
