الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"قطار الحياة" يكمل الرحلة إلى محطات جديدة في "ربيع العمر"

9 نوفمبر 2011 16:06
الخروج على التقاعد قد يكون صادماً للكثيرين؛ حيث يعتبرونه إخراج قصري من الحياة، لكن الحقائق تشير إلى قدرة من بلغوا الستين إلى الاستمتاع بحياتهم بطريقة جديدة بعيداً عن ضغوط العمل، حتى أن المتخصصين يطلقون عليها مرحلة "ربيع العمر".. فكيف يواجه كبار السن خبر الخروج على التقاعد وكانه أتى فجأة وماذا عن حياتهم الجديدة؟. تروى فاطمة اسماعيل،63 عاماً، قصتها مع الشعور بالوحدة بعد بلوغها سن التقاعد منذ 3 سنوات. وتقول إنها في بداية الأمر شعرت بالإهمال من كل المحيطين بها حتى من قبل أبنائها الثلاثة المتزوجون، لكنها وبعد تفكير شديد قررت ألا تستلم لشعور الوحدة القاتل، خاصة وأنها بصحة جيدة وتقدر على ممارسة جميع هواياتها القديمة. وتضيف أنها قررت الاشتراك بكورال موسيقي يضم منهم في مثل سنها في دار الأوبرا بالقاهرة، وبدأت إحياء هوايتها القديمة في الغناء والموسيقى. وتقول فاطمة إنها شعرت بتغير كامل في حياتها وتأكدت من أنها لم تفقد قدرتها على العطاء. وتضيف "سن الستين قد يبدو مؤلماً لكثيرين، لكنه يحمل فرصة جيدة لإحياء ما فاتنا في زحمة الحياة". أما محجوب خليفة، 72 عاماً، فيقول إن سن التقاعد هو اعتراف رسمي من المؤسسات الحكومية بأن من بلغ هذه السن فقد قدرته على العمل والعطاء، لكنه يشير إلى أن آلاف الشباب ينتظرون بلوغ الكثيرين سن التقاعد، حتى يفسحون لهم المجال للعمل. ويقول إن أغلب وقته يقضيه مع أحفاده الصغار الذين يستمتع بالجلوس معهم كثيراً، فضلاً عن التقاء من هم في مثل عمره من الجيران وزملاء العمل السابقين مرة أو مرتين كل أسبوع على أحد المقاهي لتجاذب أطراف الحديث. ويشير خليفة إلى فقدان من يصل سن التقاعد للكثير من بهجة الحياة، فما اعتاد على فعله طول أكثر من 35 عاماً، تغير الآن لكن "التغير هو سنة من سنن الحياة"، على حد قوله. وترى فاتن عبد العظيم، 69 عاماً، أن تحديد سن التقاعد عند 60 عاماً قد يكون ظالماً للكثيرين، فما المشكلة إذا كان الانسان قادر على العطاء في عمله وبصحة جيدة خاصة وإذا كان باستطاعته نقل خبراته إلى الجيل الجديد من الشباب؟. وتقول فاتن إنها كثيراً ما شعرت بالوحدة، خاصة وأن أبنيها يقيمان في دولة أخرى ولا تراهم سوى مرة في العام على الأكثر. وتضيف أنها قررت وزوجها، الذي يبلغ من العمر 70 عاما،ً الاشتراك فى أحد المؤسسات الخيرية للايتام، مشيرة إلى أن هذا الأمر فضلاً عن كونه عمل للخير وفي ميزان حسناتهما، فإنه اشعرهما بأنه لازال في العمر بقية وأنهما لم يتحولا إلى كم مهمل بعد التقاعد. وتقول د. فاطمة البري، أخصائي علم الاجتماع، إن سن التقاعد الذي تحدده المؤسسات بستين عاماً قد يمثل انقضاء مرحلة في عمر الإنسان وليس نهاية لحياته كما يفكر كثيرون فيصابون بأمراض الضغط والاكتئاب مع شعورهم بعدم جدوى حياتهم. وترى د. البري، أن الشعور بالشيخوخة قد لايرتبط بسن معينة، فهناك كثيرن في الأربعين من عمرهم، ويعانون من شيخوخة الجسد والروح، لذا فالأمر متوقف على اقبال الانسان على الحياة ومشاركته الفعالة فيها أياً كان عمره الحقيقي. وتضيف أن المسنين في الغرب يبدأون حياتهم الجديدة بعد الستين، فرؤيتهم للحياة مختلفة معتبرين التقاعد فرصة للحياة بهدوء وتجديد الهوايات والمشاركة في المحافل الاجتماعية أو ممارسة الرياضة التي تناسب عمرهم، خاصة وأن هذا السن يتسم بقلة المسؤولية، حيث يكون الأبناء قد كبروا واعتمدوا على انفسهم ومن ثم ففرص الاستمتاع تكون أكثر. وتشير د. البري، إلى أننا لازلنا نفتقد في الكثير من البلدان العربية فكرة الاستفادة بخبرات وطاقات كبار السن، حيث يتعامل المجتمع معهم بإهمال شديد وهو ما يؤدي إلى عزوفهم عن المشاركة فى الحياة، رغم أن المشاركة الفعالة فى شؤون الحياة لاترتبط بسن معينة. وتنصح د. البري من هم مقبلون على التقاعد بالنظر إلى الحياة من منظور جديد وتوظيف طاقاتهم في أشياء محببة إليهم تبعاً لظروفهم الاجتماعية والصحية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©