السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كتاب الطفل.. بين مطرقة «المعرفي» وسندان «التجاري»

كتاب الطفل.. بين مطرقة «المعرفي» وسندان «التجاري»
20 نوفمبر 2014 00:56
«موضة».. كلمة تثير الجدل، أينما حطت أقدامها، وذلك لقدرتها المتناهية على صناعة الجمهور، بل وفي أحيان كثيرة تكون هي نفسها نتاج توجهات «الجمهرة»، مشكلةً بذلك انطباعاً لوجستياً، لدى المراقب لحركة الموضة السائدة، بأن الشق التجاري في نماء نوعي، فهل يُعد الانجراف البارز، في السنتين الأخيرتين على ساحة النشر في المنطقة المحلية والعربية، إلى أدب الطفل، موضة أو صرعة، تقودها معادلة العرض والطلب في سوق الكتاب؟ وهل يمكن توصيف هذا (النشاط النشري) بـ (موضة) رغم كمّ التحديات التي تواجه هذا الأدب، وتحديداً في مجال توافر الفنيين على مستوى التصميم والرسم، وغياب شكل التسويق التفاعلي في مكاتب دور النشر المحلية، سواء المكتبة الثابتة في منافذ البيع بالمحال التجارية، أو المتحركة في معارض الكتب؟ خصوصاً، إذا أخذنا في الاعتبار أن «أدب الطفل» يتصدر قائمة متطلبات القراء في الإمارات ومعارض الكتب في دول الخليج بحسب تأكيد الناشرين الإماراتيين؟ نوف الموسى ابتكار الحلول الإبداعية، عبر طرح الخيارات الميدانية في مجال أدب الطفل واليافعين، ومناقشة التناقضات بين الاهتمام التجاري، وبلورة المضمون في المنتج، وتضارب المصالح بين دور النشر وتوجهات الجمهور، إلى جانب المؤسسات المعنية واستراتيجيتها المتجددة في خلق البيئة الاستثمارية في المجال، جميعها محاور طرحها «الاتحاد الثقافي»، بغية إثارة السؤال حول هذه القضية المهمة، وضمن جهود فاعليات أخرى لإحداث نقلة في موقع كتاب الطفل في البيئة المحلية من جهة، وغربلة فعل صناعة النشر في حقل كتب الأطفال، من خلال إيضاح الأطر الثقافية الهادفة للغاية الأسمى وهي تعزيز الروح المعرفية للطفل، وبيان المدخول التجاري، وتوجهاته التي يعتبر بعض الناشرين، أنها تحمل صبغة مخيفة، إذا ما غلبت على المضمون الموجه للطفل من عمر شهر إلى الـ 15 سنة، إذ يخضع أدب الطفل وفقاً لقواعد النشر إلى كثير من التصنيفات المعتمدة بشكل خاص على الفئة العمرية، والمرحلة الدراسية، والطبيعة الثقافية، واللغة.   حداثة التجربة الحديث مع أصحاب دور النشر في الإمارات، يحمل ميزة خاصة في شكل عرض الآراء، وذلك بسبب حداثة التجربة التي يصل أقدمها إلى 8 سنوات من العمل في إنتاج كتب الطفل، مؤمنين بأهمية استثمار بيئة التنامي في المنطقة المحلية، وزيادة العرض على مستوى تنويع العناوين، واستقبال النصوص المستوحاة من المنطقة العربية، وذات الطابع الأصيل على مستوى الفكرة، طارحين أسباب رفض بعض النصوص، ومنها افتقاد ميزة الكتابة القصصية للطفل، موجهين دعوة للكتاب الجدد، بخوض التجربة، ومعربين عن استعداد الناشرين لاحتضان من يرون فيه مشروع كاتب للطفل.. بل وأعلن بعضهم تخصيصه السنة المقبلة لعناوين تهتم بفئة اليافعين، مبررين ذلك بقلة الإنتاجات المحلية في الإمارات، وانحسارها في الترجمة أو الإنتاجات العربية. في المقابل هم يطالبون بأهمية التعريف الإعلامي بمحتوى الدور المحلية، وإعادة النظر في زيادة أسعار الرخص التجارية، وإلغاء رسوم الرقم الدولي لكل عنوان كتاب، والذي يضطر بسببه مجموعة كبيرة من الناشرين في الإمارات، لاعتماده مجاناً من خارج الدولة، ما يضعف إحصائيات المطبوعات الصادرة في داخل الدولة.      وعي الجمهور هو الفيصلدار (العالم) للنشر والتوزيع، من أوائل دور النشر المتخصصة في أدب الطفل في الإمارات، ومن الرواد في المنطقة المحلية. وجاء انكشاف فكرة (الموضة) في نشوء دور نشر لكتب الأطفال، وقيام بعض دور النشر العريقة المهتمة بالروايات والكتب الفكرية بفتح قسم جديد معنيّ بأدب الطفل، على إثر إبداء مديرة الدار الدكتورة لطيفة النجار تخوفها من هذا التسارع المستمر والمستغرب، بحسب تعبيرها، من مختلف دور النشر التي ولدت من فراغ، مؤكدة أن هذا التسارع انطباعٌ لحجم المردود المالي، الذي يثريه سوق كتاب الطفل، ومضيفة: «بكل تأكيد هناك طلب وإلحاح مستمر، على أدب الطفل، وإلا لما تنبهت كثير من الدور لذلك، وأنشأت أقساما خاصة بها، لتلبي الرغبة المتزايدة لدى جمهور الكتاب». وباستثناء الرواية، فإن كتاب الطفل، لدى الدكتورة لطيفة هو الأكثر حضوراً أمام الكتب الفكرية والبحوث. فالسوق الخليجية مفتوحة على مصراعيها لاستقبال كتب الأطفال، كما أوضحت لطيفة، مضيفة أنها من خلال زياراتها لمعارض الكتب في منطقة الخليج، لاحظت أسئلة الجمهور المباشرة حول توجهات كتب الأطفال ولأعمار معينة، إلى جانب الطلب المتزايد من قبل المؤسسات والوزارات. وما يستوقف لطيفة في التجربة، هو ما يمكن أن يشكله حجم ومضمون تلك الإنتاجات على المدى البعيد، للفئة المستهدفة وهي الطفل، مصرة على تبني مفهوم وعي الجمهور، الذي سيخوض عدة تجارب فاشلة مع دور نشر مختلفة، ويتوصل في النهاية إلى علاقة ناجحة مع دور نوعية في المجال، حيث ترى أن للمعرفة مصدرين هما: الفكر بالدرجة الأولى، والتجربة ثانياً، وعملياً فإن التراكم في الإنتاج الفكري عموماً، يخضع لغربلة تضمن استمرار المعرفة الجيدة.  ولا تنفي الدكتورة لطيفة أنه لاستمرار العملية، يلزم حضور الشق التجاري في الموضوع، ولكن في سبيل هذا الأمر، يستحيل أن تضحي بأصالة النص، وهدف إيصاله إلى كل طفل عربي، وميدانياً توضح لطيفة أن إنتاج كتاب الطفل، يتحرك باتساع على مستوى حجم الإنتاج، وعمق المضمون، وقد أنتجت دار (العالم) في السنة الماضية ما يقارب 50 عنواناً، بينما هذا العام، قلت نسبة العناوين، والسبب هو الموازنة بين المصاريف الإنتاجية وحجمها. وتشجع الدكتورة لطيفة، التي تمتلك تجربة خاصة مع النشر تستثمر فيها مجال تدريسها في قسم اللغة العربية بجامعة الإمارات، طلبتها على الخوض في مجال الكتابة للطفل، وذلك بعمل ورش كتابة إبداعية، مبينةً أن الاختيارات عموماً للمنظمين لتلك الورش، ليست محصورة على الطالبات، بل تشمل الكتاب الجدد، ممن تراسلوا مع الدار، وتم تقييم نصوصهم كمعيار في إمكانية صناعة كاتب. وبعد ورش إبداعية وتدريبية، يتم الانتقال إلى مرحلة المهنية والاحترافية، وأهم ما يجب أن يعيه الكاتب الجديد - كما أشارت - أن رحلة الكتابة طويلة وصعبة وتحتاج إلى صبر ونفس طويلين.  مشكلة اسمها الرسامونبالرجوع إلى مخرجات التعليم العالي، في مجال الرسم الرقمي، على سبيل المثال، فإن هناك إقبالا نوعيا يوازيه أقسام جديدة يتم إدراجها في كليات الفنون عموماً، ولكن بالنظر إلى التوجهات الميدانية من قبل الخريجين، فهم يفضلون العمل في الميدان المتعلق بالبنية التسويقية للشركات، بعيداً عن الاهتمام بخوض غمار رسم كتب الأطفال، وربما هذا ما يفسر جزءاً بسيطاً من تحدي يواجه منتجي أدب الطفل، وهو صعوبة توفر رسامين يتماهون مع روح النص، ويستطيعون تجسيده للطفل، والذي يندرج في مجمله في منظومة إنتاج الكتاب وتصميمه، بهذا الخصوص، ترى الدكتورة لطيفة النجار، أنه مقارنةً بالعالم الغربي، فإن المفارقة كبيرة، وسدّ هذه الفجوة، يتطلب حيزاً ومجهوداً كبيراً من إدارة النشر المعنية بكتب الأطفال. وحول سؤال النصوص المرفوضة، من قبل الدار، لفتت إلى أن الكتابة للطفل تختلف عنها للكبار، إذ تصلهم نصوص عديدة تلحظ فيها طغيان الفكرة على النص، أو غياب الحبكة القصصية والبناء الفني وعناصر التشويق، وجميعها تمثل روح الكتابة للطفل، وحضورها شرط أساسي لقبول النص، مبينة أن رفض النصوص في بعض دور النشر يعتمد على مسوغات انفتاح الجمهور، ومدى تقبله، مؤمنه أن دور الأدب اليوم هو فتح النوافذ، والسماح للعديد من الأفكار والمفاهيم بالعبور، ما ينتج عنه تنوع ثقافي وحضاري للمنطقة.    انتبهوا لليافعينعُرف جمال الشحي بالناشر الأكثر جدلاً في المحيط الثقافي، وذلك بعد انتشار صيت الروايات الشابة، التي تبناها في أوج ظهور دار (كُتّاب) للنشر والتوزيع، والتي تمثل محلياً، إحدى أبرز الدور في مستوى الإنتاج والتوزيع في منطقة الخليج العربي، ودخولها أخيراً إلى مصر ولبنان، وهو يؤكد أن استراتيجية الدار للعام المقبل ستركز على أدب الناشئة، ويعود السبب لمسألة العرض والطلب في السوق المحلية والخليجية، والذي يعتمد باعتقاده على مستوى العرض، قائلاً: «في الحقيقة، أصدرنا في دار كُتّاب 10 إصدارات معنية بأدب الناشئة، ولازلنا نلاحظ قلة الإنتاجات في المجال. هذه الفئة تائهة، وأغلبها يقرأ روايات للكبار، فلماذا لا يتم إنتاج كتب مختصة بفئة اليافعين، عن طريق تحريك دفة كتاب الطفل والكبار باتجاه أدب الفتيان»، مضيفاً أن الميدالية الذهبية الآن «تذهب تجارياً لهذا الأدب وبامتياز، إلا أن المادة المحلية المستوحاة من المنطقة لليافعين تعتبر نادرة»، مؤكداً أنه «أمام طلب القائمين على قطاعات التعليم في الدول، والذي يصل إلى 100 إصدار، لا يمكن أن توفره الدور المحلية، التي تنتج ما بين 3 إلى 5 عناوين».  ويتحدث الشحي، بصفته رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، عن أن «استثمار الموارد البشرية كمحاور منتجة في مجال كتب اليافعين، من خلال تأسيس كُتاب ورفد المحتوى العربي بعناصر صناعة النشر لليافعين، يُعمل به في الإمارات بشكل واعي ومنظم، ويتجسد في المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، والذي يمثل دفعة إيجابية، في إعداد قاعدة بيانات من شبكات التواصل بين الناشر واكتشاف الموهوبين». وحول الشرح المفصل لسيرورة عمل إنتاج الكتاب، يوضح الشحي أنهم في دار (كُتّاب) للنشر، يعمدون لإخبار المؤلفين، ممن ارتحلت نصوصهم إلى الموافقة النهائية، بأن الأمر قد يستغرق 6 أشهر لظهور المنتج في السوق، بينما قد يستغرق الرد المبدئي شهرين كحد أقصى، موضحاً أنهم يعمدون لتشجيع الكاتب، ونادراً ما يتم رفض نص في الدار، ويقول: «نحن كإدارة لا نتدخل عادة في ما ترتأيه لجنة القراءة العامة أو اللجنة الخاصة بكتب الطفل، أو فيما سيتم اختياره في الفترة القادمة، من تناول للعوالم الخاصة بأدب الفتيان، ولكننا سنركز على روح الفنتازيا والمغامرة في تسويق القصة المحكية أو الرواية الجادة». وينوّه الشحي إلى أن «تحول الكاتب لعلامة تجارية، والحضور الإعلامي، وخلق شبكة من التواصل الاجتماعي، جميعها مفاتيح تهتم بها دار (كتّاب)«، لافتاً إلى أن »الكاتب الخجول لا يواصل شراكته مع الدار في كثير من الأحيان«.   أما عن الاستسهال في مفهوم الثقافة واعتبارها ترفاً، وتحولها إلى الحلقة الأضعف في محاور التنمية في منطقتنا المحلية، فهي نقاط جوهرية، يسعى الشحي إلى إذابتها مع الوقت، وإنعاش السوق كون الكتاب (صنعة) تتجاوز ربحية الإنتاج في الوقت الحالي، إلى صناعة التصدير وإعادة التصدير، موضحاً أن النظر إلى دار النشر كونها قطاعاً خاصاً، يوحي بحضور الاحترافية ومهنية العمل، وعدم تصغير فعل (البيع) في الثقافة، وفي سياق التدقيق اللغوي، في المرحلة القادمة من إنتاجاتهم في كتب اليافعين، وكيفية تجنب الأخطاء اللغوية التي لوحظت في إصداراته السابقة للكبار، بيّن الشحي أن العملية مختلفة الآن، ففي بداية عمل الدار، سقطت بعض الإشكاليات سهواً من مضامين انتاج الكتاب، ولكنهم يعملون حالياً بنسق مختلف، وتحسينات عديدة في كيفية التحرير واختيار المهنيين بشكل دقيق.      سطوة «المؤنث»!برز علي الشعالي، مدير دار (الهدهد) للنشر والتوزيع كشاعر، في الوسط الثقافي المحلي، ولم يُلحظ إعلامياً إلا في السنتين الأخيرتين من عمر الدار الذي يقارب الـ 4 سنوات، بعد قراره ترك وظيفته والتفرغ الكامل لإدارة الدار، يقول: «أول ما تعلمته من تجربة النشر، هو أهمية الحضور الشخصي، والمتابعة المباشرة، لضمان جودة المنتج، والتفاعل معه، وإعادة إنتاجه». تكمن جمالية عمل الشعالي، في اهتمامه المباشر بأدب اليافعين على وجه الخصوص، إذ يبحث دائماً عن إجابات حول سبب انزواء الرجال عن ممارسة التفاعل مع أدب الفتيان، متسائلاً: «من قال إن أدب الطفل لربات المنازل، ومن قال أيضاً إن الكتابة للطفل، تتقنها الإناث أكثر من الذكور؟»، معتبراً أنها «مشكلة في ثقافة التفاعل مع كتاب الطفل، وأن القدرة على إثراء المحتوى بتنويع الكتاب والقراء في المجتمعات الخليجية على وجه الخصوص، سيساهم في ازدياد التفاعل مع إنتاجات الأطفال».  «من يعلم أننا موجودون؟«، سؤال طرحه الشعالي، مؤكداً أن الإعلام مُقلّ في التعريف بجهود الدور المحلية، وإنتاجاتها، مبيناً أن كتب دار (الهدهد) هذا العام، من حيث المحتوى والرسم والتصميم جميعها من الإمارات، ومنها كتاب »أنسج مربعاً«، وهو كتاب طفل مصاب بالتوحد، وكتاب »رحلة ورقة« لتقريب الورق والكتاب للأطفال، وكتاب »مغامرات في مدينة الموتى«، إضافة إلى كتاب »علاء صائد المكافآت«، وهو منتج مدعوم بإشراف من مؤسسة (توفور 54 منطقة صانعي الأفلام في أبوظبي) وكتاب »الدرهم الذي كان يغني« وسلسلة الناشئة الفرنسية. ويظل العمل التنسيقي بين دار (الهدهد) والمدارس بمثابة تحدٍ أمام تطور التواصل المجتمعي، رغم ترحيب وزارة التربية والتعليم، ويعود ذلك، بحسب الشعالي، إلى طبيعة الجدول الدراسي المليء بالأنشطة طوال العام، مبيناً أنه لا يلقي اللوم على أحد، وسيسعى جاهداً للتواصل مع المدارس الجادة. كما يعمل الشعالي مع شراكات عديدة منها دار (حكايا) للنشر والتوزيع العاملة ضمن 3 فروع تنتشر في بيروت ودبي والجزائر، إضافة إلى التعاون المثمر لدار (الهدهد) مع الفنان الإماراتي ناصر نصر الله في دار (المرسم الصغير)، والعمل على إنتاج كتب ذات طابع فني.  مفترق طرقبالولوج إلى تجارب إمارة الشارقة، في عالم نشر كتاب الطفل واليافعين، تبرز تجربة دار (كلمات) للنشر والتوزيع، خاصة بعد قرار تحول دار النشر إلى مكتبة ثابته في محل تجاري، أو استمرار شكلها كمكتبة متنقلة في معارض الكتب العربية. وبالنسبة إلى الدار، فإن مسألة تقييم كتاب الطفل أو اليافعين، هي مفترق الطرق بين التفاعل مع الكاتب وبين رفض المضمون، كما لفت تامر سعيد مدير عام الدار، حيث ينتقل المحتوى للمحرر المعني بتقديم نقاط القوة والضعف في تقرير خاص بكل نص يقدم للدار، مبيناً أنه في آخر 9 أشهر، تم الاهتمام بشكل جدي برسالة الرد، المهتمة بإعلام الكاتب بأسباب الرفض، موضحاً أن عملية توقف نشر كتاب ما، بعد إتمام الموافقة عليه، قد تكون أحياناً لأسباب أخرى غير متعلقة بالمضمون بشكل مباشر، كعدم الاتفاق على شروط العقد مع المؤلف، أو رفض الكاتب تغيير شيء ما في النص، أو الاختلاف على موعد النشر. وتعمل دار (كلمات) على انضواء الكاتب في ورش متخصصة، تذهب بالكِتاب لمرحلة متقدمة تتيح فرصة وصوله ليد الطفل، بهدف تحقيق الاستمتاع من القراءة، مشيراً إلى أن (التابو) في مجال كتب الطفل، منصب على كيفية عرض القصة للطفل، حيث ليس هنالك رفض للأفكار الإبداعية بشكل مباشر، ولكن الإيقاع الأسمى يتحقق عبر الكيفية الذكية في عرض الحكاية. رؤية مستقبليةدور جمعيات النفع العام في مجال الاهتمام بأدب اليافعين، يتمحور في معدلات ارتفاع عدد المقبلين على الكتابة والرسم للطفل، وهذا السؤال المحوري يمكن التحري عن إجابته من خلال القائمين على مجلس الإمارات لكتب اليافعين، الذي يعتبر جزءاً من منظمة دولية مهتمة بكتب اليافعين عبر (77) فرعا حول العالم، وأكدت مروة العقروبي رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، في هذا الصدد، أن »رؤية المجلس المنطلقة من مفهوم رفد الساحة المحلية بالكوادر الإماراتية، وتأهيل جيل من الكتاب والرسامين والمصممين لكتب الطفل، إنما هي رغبة فعلية في تشكيل قاعدة بيانات متناهية في الاحترافية والتخصصية، وبالنظر إلى منجز «صنع في الإمارات» في دورته الأولى، والذي تمخض عن 7 كاتبات للطفل من الإمارات، فإن معدل التفاعل السنوي مع الكتّاب المنضمين إلى زمرة المجلس في ازدياد»، مبينةً أنهم يطمحون للوصول إلى إعداد (10) كُتّاب من كل إمارة، وتخريج ما يقارب الـ (70) كاتبا سنوياً، للساحة الثقافية. سؤال محوريأخيراً... إن إعادة النظر في الشكل التسويقي للكتاب، ملف مطروح وبقوة، في ظل ضعف الموجة التسويقية للطفل. والمقارنة بين ما تبثه مراكز التعليم من أجهزة ومحتوى تعليمي تفاعلي، وبين إنتاجات الدور المحلية من شكل تسويقي ثري لمحتواها، تظهر أن الأخير يعاني ضعفاً في تشجيع الإقبال على المحتوى، وميدانياً عند زيارة دار (كُتّاب) للنشر والتوزيع في مقرهم بدبي نموذجاً فإن شكل الدار ينقسم إلى فضاء يهتم بالجانب المعني بهدف الدار وهو حضور الكتاب وقاعات الاجتماعات والورش والندوات، أما الفضاء الآخر فهو توفير مقهى مناسب كجزء تفاعلي مع رواد المكتبة للجلوس وخلق علاقة نوعية مع المكان. وبالنسبة لكتب الأطفال في الدار، ومنها إنتاجات صاحب الدار نفسه، فقد تم وضعها في زاوية مخصصة لإصدارات الطفل، ولكن دون إشارة تسويقية، أو شكل لافت يوحي بخصوصية تلك المنتوجات، وربما يعود ذلك كون الدار نفسها لها اهتمامات بإنتاجات كتب الكبار، ويظل مفهوم المقهى أو (الكافيه) ملتقى يحتفي بفئة عمرية تعدت الـ 15 سنة، فهل دار (كُتّاب) مستعدة للانطلاق نوعياً في هذا المجال، وهل سيتغير نمط الشكل الترويحي لتلك الكتب؟. ? ... وثمة تجربة ناجحة نشأت، في مدينة دبي، لم نتوصل إلى مدى تواصل نجاحاتها في الفترة الأخيرة، ولكنها مثلت تنوعاً بانورامياً في استثمار الكتب المحلية للأطفال، إلى جانب استيرادها لمجموعة كبيرة من الإنتاجات العربية المختلفة من المغرب العربي، وهي مكتبة (كان يا مكان) لـ شماء سعيد لوتاه، التي بدأت من مقر ثابت في مول تجاري، وفي لقاءات صحفية سابقة، توصلنا إلى نجاحات المكتبة في كونها مساحة جاذبة للطفل، على مستوى الشكل البانورامي للمكان، رغم صغر سنه، واهتمامه بالألوان وشكل استقبال الزوار من مرتادي المكتبة. واعتمدت المكتبة في إعداد ورش أسبوعية، وقراءات قصص، تشجيعاً لخلق علاقات مع الأسر والأطفال، مشكلةً بذلك سابقة نوعية، تستحق التوثيق والمتابعة. ودائماً، كان هناك سؤال مطروح حول مدى استمرار تلك التجارب، وانتشارها، بعد موجة أصابت إقفال مكتبات تجارية كبرى مثل مكتبة (المجرودي) في مواقع مهمة، أبرزها مركز (دبي فيستيفال سيتي). ومن جهة أخرى، وبالنظر إلى المكتبات المتنقلة لدور النشر المحلية، في معارض الكتب، فإن منها من يهتم فقط بصف الكتب ككتب الكبار، ومنها من يستثمر صناعة شكل جاذب لجناح الدار والذي قد يتكرر بشكل سنوي أو يكون متقارباً، والأخير تجسد عبر دار (كلمات) للنشر والتوزيع، التي رغم سرعة وتيرة نجاحاتها التسويقية، إلا أن ابتكارها للشكل التسويقي لعرض الكتاب، يظل مطلباً متجدداً، ورهاناً مع الدور المحلية الأخرى لإحداث نقلة نوعية.   «اليافعون» في جائزة الإمارات يتم الإعلان في ديسمبر القادم عن إضافة قسم أدب اليافعين إلى فروع جائزة الإمارات للرواية، التي تُنظم برعاية كريمة من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وتقام تحت مظلة هيئة أبوظبي الإعلامية، كمبادرة ثقافية لرفد الساحة الأدبية بكتب وأدباء جدد، ما يساهم في إحداث التراكم النوعي. ويأتي ذلك، حسب ما صرح لـ «الاتحاد الثقافي» جمال الشحي الأمين العام للجائزة، تشجيعاً للكُتاب الإماراتيين للانخراط في مجال الكتابة للناشئة. إلغاء رسوم الرقم الدولي طرحت جمعية الناشرين الإماراتيين عبر تغريداتها في موقع «توتير»، أهمية مناقشة إلغاء رسوم الرقم الدولي للكتاب، الذي يكلف نحو 200 درهم للتعريف بكل كتاب، ما أدى للجوء الكثير من الناشرين في الإمارات إلى دول خارج الدولة، لمجانية الخدمة، ما يؤثر على الإحصائيات وقاعدة البيانات المختصة في إنتاج الكتب داخل الدولة. الإلكتروني.. حلاً تقدمت كاتبة رواية «أجوان» التي صنفت إعلامياً بأول رواية خيال علمي، للحصول على رخصة لدار نشر، رغبةً منها في التركيز على أدب اليافعين، وتحديداً الخيال العلمي والفنتازيا من خلال البدء بالترجمات، إلا أنها في حديثها لـ «الاتحاد الثقافي»، كشفت عن رغبتها في العمل على النشر الإلكتروني، وقالت: «يقرأ اليافعون اليوم الهواتف الذكية»، مبينةً أن الحل الإلكتروني سيقلل من نفقات التوزيع، وتكلفة الإنتاج الورقي ككتاب، متسائلة عن سبب زيادة تكاليف رخصة دار النشر بمعدل تجاوز الضعف؟! وعي جاد تنازل الناشر علي الشعالي عن حصته في بيع كتبه في معرض الكتاب، بتقديم تخفيضات جادة، مؤمناً بأهمية إيصال كتبه إلى أكبر قدر ممكن من الفتيان، مبيناً أن الهدف الأسمى يكمن في الوعي بأدب اليافعين الذي شكل ولايزال في فرنسا وعياً متكاملاً، حيث لا تقتصر قراءته على اليافعين فقط، بل فئة الكبار أيضاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©