الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترجمة فورية في مسرح ويستمنستر البريطاني

ترجمة فورية في مسرح ويستمنستر البريطاني
9 نوفمبر 2011 22:40
كان مما سجّله الكاتب الايرلندي الشهير جورج برنارد شو (1856 ـ 1950) الذي ألف ما يزيد عن ستين مسرحية، قوله: “أثبتت التجارب المتعددة أنه لا شيء يسترعي أنظار رواد المسرح ويجذبهم الى عروضه وبرامجه، أكثر من إمداده بمسرحيات عظيمة مثيرة للاهتمام”، ثم استطرد شو الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1925، وجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو عن مسرحية “بيجماليون” في العام 1935، فوصف المسرح بأنه: “يجب أن يكون مصنعا للفكر الانساني، موقظا للضمير، موضّحا السلوك البشري والاجتماعي بشفافية وقوة ووضوح وطلاقة.. على المسرح أن يكون مصنع أسلحة ضد اليأس، وضد سطوة المال وقوة السياسة، يجب أن يكون بمثابة معبد يمجّد فيه صمود الانسان البسيط دائما الى العلا”. من قول برنارد شو الذي كتب للمسرح الانجليزي “بيوت الأرامل”، “الأسلحة والانسان”، “سيدتي الجميلة” نستطيع الدّخول الى فضاءات مسارح لندن العريقة، وفيها نستطيع منذ انطلقت وحتى اليوم مشاهدة روائع المسرح العالمية العظيمة، ونستطيع أيضا الظّفر بمعرفة الكثير من أسرار الملاهي الموسيقية الخفيفة التي تقدّمها، كما نستطيع تذكر تلك الأعمال المسرحية الجميلة البارعة، التي قدّمها برنارد شو لتلك المسارح التي عرفت لدى الجمهور بأنها مراكز اشعاع حقيقي لنشر الثقافة الراقية والأدب المتنوع الأغراض. كما نستطيع الوقوف على الكثير من شؤون وأسرار المسرح في جوانبه العديدة. طقوس وهيبة هنا نقلّب بعضا من أوراق المسرح الإنجليزي المعاصر، وحتى لو تحدّثنا عن المسرح في العالم كلّه، سنجد أنه ونتيجة للظروف الاقتصادية والسياسية وتطور الظاهرة الاجتماعية، يمرّ في محنة ان لم تكن أزمة حقيقية، إذ يندر أن تجد مسرحية مبتكرة خارقة للمألوف، واذا أردنا تخصيص الحديث عن المسرح في لندن، فلنستعد ما نشرته جريدة “التايمز” في عددها الصادر في 26 فبراير من عام 1965: “إنه فيما عدا فرقة شكسبير الملكية، والمسرح القومي، قد مرّ على عروض مسرحية “سيدتي الجميلة” عامان مؤلمان، وبخاصة في (الويست أند) ـ الحي الغربي ـ حيث تعرض أنجح المسرحيات الإنجليزية، لكن ما بين عامي 1963 و1964، عرضت نحو ثلاث وعشرون مسرحية جادّة، ولكن من أسف لم تستطع أكثر من خمس مسرحيات منها أن يمتد أمد تمثيلها الى فترة يمكن إدخالها في نطاق الزمن المخصص للمسرحيات الجاذبة، لم تعد المسرحيات قادرة على الصمود على خشبة المسرح الا لوقت قليل”. في الواقع حتى لو تحدثنا عن المسرح العربي، سنجد أن كثيرين من الباحثين والنّقاد في عالم المسرح، وأن الجمهور الذي يعشق المسرح، يبحثون على الدّوام عن شيء جديد، عن موضوع طريف يثير الاهتمام والوجدان والفكر، ويكون أكثر ملائمة لتقاليد الحياة، والدّراما، فأين نجد هذا الجديد الجميل المختلف المثير للانتباه؟ إين نجد المسرح بكل طقوسه وهيبته وجلاله وقوته التي تنتشر بين جنبات صالة المتفرجين مثل فراشة لا تحترق بالضوء؟ في عاصمة الضباب لندن، كان هناك مسرح عريق، مسجل كواحد من الكنوز الثقافية البريطانية، يعرف باسم “مسرح ويستمنستر”، هذا المسرح الذي ما زال العالم كله يتذكّر انجازاته وفضائله على ثقافة بريطانيا، كانت تجري منذ سنوات مفاوضات حوله لبناء مسرح جديد للسّود على أنقاضه، هذا المسرح بنى سياسته على إخراج وتقديم مسرحيات تمثل روح العصر، وتتلاءم مع الحياة الجادّة، انه في الواقع يبحث عن المسرحيات التي تتناول مسائل يضعها النّاس موضع التقدير والاهتمام، وتتولى في مضمونها تحليل هذه المسائل ومعالجتها علاجا بناء، وقد كتب أديب وناقد في جريدة “ديلي تلغراف” تحليلا لرواية عرضت على خشبة هذا المسرح فكان من جملة ما قاله: “فيما عدا هذا المسرح قد نجد الجنس، وقد نجد النّزعة المثيرة، أو نجد وليم شكسبير، بل لقد نجد الثلاثة في آن واحد، أما مسرح وستمنستر فانه يحاول دائما وبقوة أن يفعل غير ذلك”. ويضيف الناقد الإنجليزي: “لقد أصبح من أقل القليل أولئك الذين يرتضون قضاء سهرة خارج المنزل لا يسمعون خلالها الا أن اخوانهم في البشرية أنانيون وشريرون وبغيضون بفضل المال والسياسة التي تفسد ابناءها، وأن صلاح الانسانية أصبح أمرا ميئوس منه، ولا شك أن هناك موضوعات عظيمة يمكن أن تكون مجال بحث في عصرنا هذا، عصر الفضاء وثورة المعلومات والصواريخ عابرة القارات، فيما الذي نحتاج اليه في الواقع هو مؤلفين حقيقيين أذكياء للمسرح، كتّاب يستشعرون في أنفسهم قدرة على معالجة الموضوعات الانسانية الكبرى التي تتناول بطريقة ابتكارية صراع الخير والشّر، الحرية والعبودية، المساواة والتفرقة والعنصرية، الوطنية والولاء للانسانية، أعمال العظماء وأخلاقهم وانجازاتهم كنماذج نقدمها للجيل الجديد الذي يعيش أزمة فراغ حادّة في البحث عن النموذج البطولي الواقعي المتجرد من الأنانية وحب الذات”. هاورارد السياسي هذا الطراز من المسرحيات هو الذي نسمّيه في قاموس الكتابة “المسرحيات المبتكرة الملائمة”، واذا عدنا قليلا الى الوراء سنجد أن الفضل في إيجاد هذا اللون من المسرحيات يعود الى الكاتب المسرحي بيتر هاورد التي تلائم مسرحياته كل مكان تعرض فيه، سواء في لندن، أو نيويورك، أو دلهي، أو روما، أو برلين. أما أول مسرحية غنائية كبرى أظهرها هذا الكاتب للجمهور فكانت بعنوان “الجزيرة الآخذة في الاختفاء”، وقد عرضت للجمهور العربي في القاهرة على مسرح دار الأوبرا المصرية عام 1956. بعد العرض النّاجح للمسرحية، قدّم هاورد للمسرح ست عشر مسرحية وتمثيلية غنائية عرضت على خشبات أكبر مسارح العالم في القارات الخمس، بل وتحوّل أكثرها الى سيناريوهات أفلام سينمائية، وفي أربعينات القرن الماضي كان هاورد كاتبا سياسيا، يخشاه معارضوه ويحقدون عليه، أمّا أنصاره والمعجبون به فكانوا يقلّدونه وينهجون نهجه، وكان الرجل كذلك رياضيا ممتازا، أسندت اليه قيادة فريق انجلترا لكرة الرجبي، وهو متزوج من بطلة التّنس العالمية في ويمبلدون دوروس ميتكساس. وفي حياة هذا المسرحي الكثير من المعلومات المثيرة الجاذبة للانتباه، فبعد كل هذا نراه فجأة يتحوّل الى عالم الزراعة، حيث يوصف بأنه كان مزارعا نموذجيا بارعا، وفد اليه كثير من السياسيين من شتّى أنحاء العالم، حتى صار لسان حركة أخلاقية عالمية عرفت آنذاك باسم (حركة التّسلّح الخلقي)، وفي فبراير عام 1965 وجهت اليه دعوة خاصة لزيارة أميركا الجنوبية، وهناك كما تشير بعض الدراسات الفنية لقي ترحيبا حارّا من قبل رؤساء جمهوريات البرازيل وأورجواي والأرجنتين، وفي تجواله بين عواصم هذه البلدان وغيرها من بلدان أميركا الجنوبية، حطّت به قدماه الى مدينة (ليما) عاصمة البيرو، وهناك أصابه مرض لم يمهله الا أياما معدودات، ومن صدف هذا التوقيت الحرج، وأثناء لحظاته الأخيرة أملى خاتمة آخر مسرحية له. وكان رئيس جمهورية البيرو قد حدّد لاستقباله يوما تصادف أنه هو اليوم الذي مات فيه بيتر هاورد، ولتكريمه بعد موته، فقد أمر الرئيس بعرض جثته عرضا رسميا في ليما قبل نقلها الى موطنه بمقاطعة “سافلوك” البريطانية كي دفن هناك بين أحبائه وأفراد أسرته وجمهوره الذي احبه وأحب مسرحياته الثورية الهادفة الداعية لحرية الانسان. ومن انجازات وفضائل مسرح ويستمنستر أنه عرض على خشبته سلسلة من مسرحيات بيتر هاوارد، وكانت كل مسرحية منها تمثل كسبا شعبيا عظيما، ففي حين كانت أكثر المسارح تشكو قلّة الرّواد، كان مسرح ويستمنستر يستقبل كل ليلة مزيدا من الجمهور الجديد، لما ناله من اعجاب كافة الطّبقات من العمال والشباب والرجال والنساء، كما أن مسرحياته كانت تعجب طبقة المثقفين، وتذكر أوراق هذا المسرح أن من سياسته في جذب الجمهور أنه كان يمنح تخفيضا عاليا للطلبة والشباب في انجلترا وغيرها من البلدان، للتمتع بأفضل ما لديه من عروض مسرحية تهتم بحياة الناس وأحلامهم وهمومهم، ومن المسرحيات التي لفتت اليها أنظار الجمهور من كتابات هاوارد مسرحية بعنوان “غرق الطّراد” وأخرى بعنوان “الحلقة الذهبية” وكذلك “غبار الموت الأبيض”. تجديدات طريفة ومن التجديدات الطريفة التي أدخلها مسرح ويستمنستر على برنامج عمله ما تمثل في ادخال نظام الترجمة الفورية، ونعتقد أن هذا النمط في حينه كان يعدّ من الخطوات الثورية الابتكارية في تنفيذ العروض المسرحية، بخاصة بعد ظهور المسرح الدّائري، او المسرح الدّائر ذي المناظر المتعددة التي تقدم للجمهور المنظر أو الديكور تلو الآخر دون فواصل او اعتام في الاضاءة المسرحية. أما هدف الترجمة الفورية فيكمن في إتاحة الفرصة لزائري هذا المسرح من البلاد الأجنبية أن يستمتعوا بمشاهدة المسرحيات بلغتهم أو باللغة التي يجيدونها، ومن حظوظ المتفرج الأجنبي أنه كان يستطيع الحصول من شبّاك التّذاكر على “راديو ترانززستور” ينصت بواسطته الى حوار المسرحية بلغته عن طريق سمّاعات متّصلة بالراديو، وكانت تقدّم الترجمة الى أربع لغات، ثم ارتفع عددها الى اثنتي عشر لغة، احداها اللغة العربية، التي كانت تتم الترجمة اليها بانتظام في مساء كل يوم خميس من الأسبوع، ويتولى هذه الترجمة ممثلان من مصر يجيدان العربية الفصيحة والإنجليزية. كان جزء من تجديدات هذا المسرح احتذاء وتقليدا لما كان يقوم به مسرح “أولدتش الكبير”، واستطاع بذلك أن يعرض على جمهور لندن مسرحيات عالمية بلغات متعددة مثل الفرنسية والايطالية واليونانية، ومن لغات أخرى، الا أن مسرح ويستمنستر وبجهوده التطويرية هذه كان يعتّز على الدّوام أنه المؤسسة الوحيدة التي ساهمت في تأسيس جمهور أجنبي من الوافدين للمسرح البريطاني، وفي ذلك انجاز كبير بموازاة افتقار المسرح الى الجمهور ضمن أزمة ما زالت تظلل المسرح حتى وقتنا هذا. وفي السياق وبالعودة الى الكاتب المسرحي بيتر هاوارد تشير اوراق مسرح ويستمنستر أنه حدث أن الممثلة الايطالية الشهيرة “بينا رنزي” شهدت مسرحية هاوارد التي تسمى “عبر سور الحديقة” في ليلة كانت تعرض فيها الترجمة الفورية للمسرحية باللغة الايطالية، وقد سرّت أعظم سرور، وعبّرت عن إعجابها بالفكرة بأن طلبت من المخرج المسرحي الايطالي “انزو فربيري” أن يعمل على إخراج مسرحية هاوارد لمصلحة المسرح الايطالي، ويضم اليها النّخبة من الممثلين والممثلات من المحترفين، وقد نفّذ المخرج هذه الفكرة وظفرت المسرحية بنجاح لا مثيل له، ومثلت بعد عرضها الأول على كافة مسارح ايطاليا خلال عام 1964. ومن حسن الطالع أنه نظرا للدّوي الهائل والنجاح الذي حققته هذه المسرحية، فقد تمت ترجمتها الى اللغة الالمانية، واقتبست منها تمثيلية تلفزيونية، تابعها أكثر من مليوني مشاهد من البلدان الاشتراكية وأوروبا. وفي سيرة هذا العرض العالمي أن إيجون كارتر مدير مسرح الكوميدي بمدينة بازل السويسرية هو الذي أعد المسرحية للاخراج باللغة الالمانية، كما أنه علّق عليها بقوله “ان بيتر هاوارد قد أبان للعالم كيف يمكن إيجاد مسرح حقيقي من أجل ثقافة الشعب، لقد ترك جانبا تلك المسرحيات التي تقوم على عناصر الصراع النفسي، والتي جعلها هنريك ابسن وجان بول سارتر نمطا عاما للمسرحيات، وجعل خشبة المسرح منصة لا تدور فوقها تلك التعبيرات التي تدور حول خفايا النفس، ولكن لتكون مرآة يرى الإنسان نفسه فيها بوضوح، فمسرح بيتر هاوارد عبارة عن علاج لعقل الانسان وقلبه ويقوم على صدمات نفسية علاجية”. وقد تولى هنري كاس إدارة مسرح ويستمنستر لفترة طويلة، وخلال عهده تم إنتاج العديد من المسرحيات الإنسانية الخالدة، وتشير سيرة كاس، أنه عمل سنين طويلة في مسرح “أولدفيك” مخرجا لمسرحيات وليم شكسبير، وجورج برنار دشو، وهنريك ابسن، وقد أخرج لمسرحه الجديد مسرحية بعنوان “الدبلوماسيين”، وهي في الواقع ملهاة مثيرة للجدل، وتتناول في أحداثها عالم المؤتمرات الدولية التي تتسارع بفعل تطور الأحداث، ومدى أهميتها بالنسبة للناس، ثم أخرج مسرحية هاوارد التي تسمى “السيد براون يهبط من فوق التل”، وقد تكون كما وصفها النقاد من أعمق مسرحيات بيتر هاوارد من ناحية عمق الإحساس والعاطفة والجانب الانساني والموسيقى الداخلية ورسم الشخصيات والصراع والحبكة، وقد وصفها مؤلفها بأنها قصة حديثة لجريمة قتل، وموضوعها هو ما يمكن تصور حدوثه للسيد المسيح عليه السلام لو أنه عاد الى الحياة في لندن اليوم. من الإنجازات المهمة لمسرح ويستمنستر وخروجا على نهجه الكلاسيكي الجاد، أن ظهرت على خشبته مسرحية ايمائية غنائية في موسم عيد الميلاد، وكانت في موضوعها تشير الى أنها نوع من أنواع الترفيه التقليدي، الذي ينجح في إدخال البهجة على قلوب المتفرجين من العائلات والأسر في لندن، وهي مثال جيد لشعار (هوراس) الذي فحواه (الحق يجب أن يقال خلال ابتسامة). من الجميل أن نذكر أيضا أن مسرحية “السيد براون يهبط من فوق التل” قد تم اعدادها في سيناريو سينمائي، ظهر في لغات مختلفة. من المسرحيات الناجحة التي عرضت على خشبة مسرح ويستمنستر وتحولت الى أفلام سينمائية مسرحية بعنوان “صوت العاصفة” والمسرحية في مضمونها الفكري تعالج القوى المتضاربة في أفريقيا الناهضة، وقامت الممثلة والمغنية الأميركية الشهيرة ميريل ستريب بدور البطولة فيها. كذلك مسرحية “القرار في منتصف الليل” التي أعدت سينمائيا، وهي تصور إيمان بيتر هاوارد بضرورة وجود مثل أعلى ينضوي تحته العالم الاشتراكي وغير الاشتراكي، ويكون له من القوة ما يكمل تطوير هذين العالمين لما فيه خير وصالح البشرية والانسانية بعيدا عن هواجس الحرب الباردة وما شاكلها مما يشغل العالم. هاوارد في القاهرة وقد سنحت الفرصة لبيتر هاوارد بزيارة مصر، وحظي خلال تلك الزيارة بلقاء الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عام 1956، وذلك عندما حضر هاوراد على رأس الفرقة التي عرضت للجمهور المصري مسرحية “الجزيرة الآخذة في الاختفاء” على مسرح دار الأوبرا المصرية، وكان كبير الأمل في أن يعود الى مصر. وقد أبدى إعجابه دائما بالنهضة القومية السريعة التي ظفر بها المسرح العربي في مصر، حيث سادت فيها آنذاك مرحلة الابداع الحقيقي والمد القومي العربي الذي أثر كثيرا في نوعية الكتابة والثقافة الجماهيرية وحتى المحاورات النقدية بين كبار الكتاب والمفكرين والمسرحيين. وتبقى الاشارة المهمة وهي إن المسارح قد تهدم وتصبح أنقاضا وأطلالا، لكن انجازاتها تبقى في الذاكرة طويلا، كما حدث لمسرح عريق مثل ويستمنستر، والعديد من المسارح المهتمة بالثقافة والموسيقى، مثل مسرح “رويال البرت هول” الذي قدم للجمهور روائع من الأوبرات العالمية ومنها أوبرا “باستين وباستينا” لموتسارت، وكذلك مسارح “بلاديوم هول”، و”غراند هول اوليمبيا”، و”دار الأوبرا الملكية” في كوفت غاردن والذي عرض لجمهور واحدة من أعظم روائع البالية والاوبرا بعنوان “بحيرة البجع”، ومسرح “هير ماجستي ثيياتر”، المتخصص تقريبا في عروض المسرحيات الغنائية والموسيقية. بقي أن نعلم أن مسارح لندن وحدها وعددها 52 مسرحا قد حققت لميزانية الدولة مبلغ وصل الى 815 مليون دولار في العام 2010. فيما أعلنت هيئة مسارح لندن أن مسارحها سجّلت رقما قياسيا في عدد حضور الجمهور العام الماضي لمسارح منطقة “ويست اند” حي العروض في العاصمة البريطانية قد بلغ أكثر من ستة ملايين متفرج، في حين ان عدد الذين شاهدوا المسرحيات التي تعرضها مسارح العاصمة زاد عن 13 مليون متفرج من مختلف الجنسيات. كتاب «أضواء على المسرح الإنجليزي» ربما يكون أفضل كتاب عربي تابع خصوصية المسرح الانجليزي ما صدر للكاتبة والناقدة المصرية الدكتورة نهاد صليحة الاستاذة بأكاديمية الفنون بالقاهرة، بعنوان “أضواء على المسرح الانجليزي” عن منشورات الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2005، وتضمن الباب الأول من الكتاب دراسة موثقة حول الكوميديا الرومانسية قبل وليم شكسبير، مع استعراض كامل لمفهوم دخول الحب الرومانسي الى الكوميديا على يدي الكاتب جون ليلي، وتأصيل الحبكة الثانوية في الكوميديا الرومانسية عند الكاتب روبرت جرين. فيما حمل الباب الثاني من الكتاب عنوان “الواقعية في المسرح الاليزابيثي وكوميديا المدينة”، وتضمن الباب الثالث تعريفا بمفهوم الواقعية الرومانسية مع تطبيق على مسرحية “إجازة الاسكافي”. ومن الأبواب المهمة في كتاب نهاد صليحة باب اشتمل على دراسة فنية تطبيقية لمسرحية “الملك لير بين التراجيديا والعبث بالسياسة”. كما تناول الكتاب تراجيديا الانتقام في مسرحية “هاملت” لشكسبير بين الخلل وجنون العالم. وفي الكتاب دراسات حول: الدراما البطولية، مسرحية انطونيو وكليوباترا بين شكسبير والناقد درايدان، وكوميديا السلوك بين البداية والنهاية، وبايرون والمسرح الانجليزي الرومانسي في اطار عرض وتحليل موجز لمسرحيات لورد جورج نويل بايرون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©