دعوة "المحاكم" إلى إلقاء السلاح مقابل المصالحة

نيروبي - الاتحاد، مقديشو- وكالات الأنباء: اشترطت الحكومة الصومالية الانتقالية أن توقف فلول ميليشيا المحاكم الإسلامية هجماتها على المدن الصومالية وأن تسلّم أسلحتها من أجل أن تشارك في مؤتمر المصالحة الصومالي المقرر عقده منتصف الشهر القادم· وقال محمد عبدي حير وزير شؤون المصالحة الصومالية في تصريحات لـ ''الاتحاد'' إن حكومة الرئيس عبدالله يوسف لن تستثني تنظيما ''سياسيا'' أو ''دينيا'' أو ''قبليا'' من المشاركة في مؤتمر المصالحة في السادس عشر من شهر أبريل القادم بما فيها اتحاد المحاكم الإسلامية، ولكن لن يكون مقبولا مشاركة المحاكم في المفاوضات السلمية وهي ترفع السلاح ضد الحكومة وتهاجم قوات حفظ السلام الأفريقية التي جاءت لمساعدة الشعب الصومالي· وقال عبدي (إذا أرادت المحاكم المشاركة في الحوار فعليها وقف هجماتها على المدنيين وتسليم أسلحتها فورا)· وطالب حير المجتمع الدولي بضرورة تقديم المساعدة العاجلة لحكومة بلاده، مشيرا'' إلى أن الحكومة تقدمت بطلب إلى مؤتمر للمانحين الدوليين عقد أمس الأول في نيروبي من أجل تقديم معونة تصل إلى 42 مليون دولار لمساعدة الحكومة في فرض سيطرتها على العاصمة مقديشو، بالإضافة إلى التكاليف المتوقعة لعقد مؤتمر المصالحة· وقال عبدي إن المؤتمر سيشارك فيه نحو ثلاثة آلاف صومالي من داخل البلاد وخارجها يمثلون القبائل الصومالية والتنظيمات السياسية والدينية ورجال الأعمال والمغتربين، ومن المتوقع أن يستمر لشهرين متواصلين، وأبدى المسؤول الصومالي تفاؤله بأن يؤدي المؤتمر إلى اتفاق الصوماليين على نبذ العنف، ويسدل الستار على سنوات الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من 16عاما''· وعلى صعيد آخر قالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن نحو 40 ألف صومالي هربوا من منازلهم في العاصمة مقديشو خلال الأسابيع القليلة الماضية، فرارا من الهجمات العشوائية التي يشنها متمردون يرجّح أنهم ينتمون إلى ميليشيا المحاكم الإسلامية على مواقع تتمركز فيها القوات الأثيوبية والحكومية· وكشفت المفوضية في بيان وزعته أمس عن مخاوفها من أن استمرار الهجمات على مقديشو سيدفع بالمزيد من الصوماليين للهرب إلى خارج العاصمة، حيث يواجهون ظروفا صحية وغذائية سيئة للغاية· من ناحية أخرى أعلنت الشرطة الصومالية أن أطفالاً فجروا بدون قصد لغماً أرضياً قديماً مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة اثنين آخرين أمس قرب العاصمة الصومالية مقديشو· وقال قائد في الشرطة المحلية: إن أطفالاً من اللاجئين الفارين من العنف المتصاعد في المدينة استخرجوا اللغم· وأضاف إبراهيم ديني اسحق قائد شرطة افوجي وهي بلدة زراعية على أطراف مقديشو أن ''الانفجار وقع عندما ألقى الأطفال اللغم في النار·'' وأضاف عبر الهاتف ''دمر (اللغم) منزلين بشكل كامل· وقتل سبعة أشخاص وأصيب اثنان بإصابات خطيرة بينهما سيدة فقدت ذراعاً·'' ومضى يقول: ''لكنه لم يقع بسبب أعمال عنف أو أي هجوم إرهابي·'' وقال إن أطفالاً قتلوا في الانفجار لكنه لم يتمكن من ذكر عددهم بشكل فوري لأن الجثث مشوهة بصورة بالغة· وأضاف ''الأشلاء متناثرة في المكان· وتنتشر الأسلحة في الصومال بعد 16 عاماً من الحرب الأهلية· وتزايدت أعمال العنف في مقديشو منذ أن هزمت الحكومة الصومالية المؤقتة والجيش الاثيوبي حركة'' المحاكم الاسلامية ''في حرب استمرت أسبوعين مطلع العام الجديد· وقالت وكالات الأمم المتحدة العاملة في الصومال هذا الأسبوع: إن أكثر من 40 ألف شخص فروا من مقديشو الشهر الماضي وحده· ولم يؤد وصول أكثر من ألف جندي من قوات حفظ السلام الأفريقية هذا الشهر الى وقف الهجمات شبه اليومية التي يلقى باللائمة فيها على أنصار ''المحاكم الإسلامية''· من جهة أخرى كشفت الصحف الاثيوبية أمس عن قيام وزير الخارجية الاثيوبى سيوم ميسفن بزيارة مفاجئة أمس الأول إلى مقديشو واجرائه محادثات ووصفت بالمهمة مع الرئيس الصومالى عبدالله يوسف· وأشارت الصحف الى أن زيارة المسؤول الأثيوبي إلى مقديشو كانت ناجحة حيث تناولت مباحثاته مع المسؤولين الصوماليين العلاقات الثنائية والقضايا المحلية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك والوقوف على المستجدات الأمنية الراهنة على الساحة الصومالية وغيرها من الملفات الساخنة الأخرى· ونقلت الصحف عن ميسفن عقب عودته الى اديس ابابا تأكيده على رغبة بلاده في تعزيز وتنسيق مجمل تعاونها مع الصومال بما فيها التعاون الأمني وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم أي عمل تطلبه الحكومة الانتقالية الصومالية وحتى لو رغبة مشاركة اثيوبيا في مؤتمر المصالحة المقبل في مقديشو على حد تعبيره· من جهتها قررت وزارة الخارجية الألمانية تقديم 850 ألف يورو مساعدات إنسانية عاجلة للاجئين الصوماليين الذين فروا الى إثيوبيا ليصل المبلغ الإجمالي للمساعدات منذ وقوع الاضطرابات في الصومال الى 2 مليون و800 ألف يورو·