نيويورك، طرابلس (وكالات)
في تطور عسكري وجغرافي واستراتيجي يحمل دلالات خطيرة بالنسبة الى الأمن الإقليمي والدولي معاً ، تمكن تنظيم «داعش» الإرهابي من السيطرة على مدينة درنة الساحلية شرق ليبيا القريبة من الحدود المصرية،والبعيدة نحو 200 ميل فقط من الشواطئ الجنوبية لأوروبا. وترفرف الرايات للتنظيم فوق الأبنية الحكومية في درنة، وسيارات الشرطة تحمل شعار التنظيم، في الوقت الذي يستخدم فيه ملعب كرة القدم في المدينة كساحة لتنفيذ الإعدامات. ونقلت قناة (سي ان ان) الإخبارية الأميركية عن مصدر فضل عدم ذكر اسمه قوله، إن عدد مقاتلي داعش في درنة يبلغ 800 عنصر ويديرون نحو ستة مخيمات بأطراف المدينة وفي الجبال القريبة، حيث يتم تدريب عناصر من مختلف دول شمال أفريقيا. وبحسب مصادر ليبية، فإن التنظيم استغل ولا يزال الفوضى السياسية في البلاد، ويقوم بالتوسع غرباً على امتداد الشواطئ الشمالية بليبيا. ويشار إلى أن التعداد السكاني في درنة يصل إلى 100 ألف نسمة.
من جانب آخر، قال بيرناردينو ليون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، إن الوقت بدأ بالنفاد من الليبيين، وأن أعداد الموالين لتنظيم داعش في شرق ليبيا سيشكل مشكلة أكبر في المستقبل. وقال بيرناردينو في مقابلة مع قناة سي ان ان: «بالفعل هناك مجموعات في درنة أعلنت ولاءها لتنظيم داعش، لا نعتقد أن عدد هؤلاء كبير، ولكن الأمر المهم هو أن داعش بدأت تصل إلى ليبيا. وعندما نصر على أن الوقت ينفد من الليبيين وكم نحن بحاجة للتوصل إلى اتفاق سياسي، حيث إنه ومع مرور الوقت سيصبح حل المشكلة أصعب». وتابع قائلاً: «اعتقد أن المجتمع الدولي بحاجة للعمل مع الليبيين لمواجهة مشاكل هؤلاء الإرهابيين، أنا لست مختصاً في موضوع الإرهابيين، ومهمة الأمم المتحدة الأساسية لا تعنى بالإرهابيين، ولكن من خلال فهمي فإن أعدادهم بليبيا ليست كبيرة مقارنة بالعراق وسوريا».
من جانب آخر، أعلنت قيادة الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقف إطلاق النار أمس لمدة 12 ساعة. وقال بيان لرئاسة أركان الجيش الليبي نشرته «بوابة الوسط»، إنه تم اتخاذ القرار «نظراً للظروف الإنسانية التي تمر بها بعض المناطق جراء العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الوطني ضد الجماعات الإرهابية المتطرفة، وبعد التشاور مع مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا ومبعوث المملكة المتحدة والهلال الأحمر الليبي الذي بدوره أبدى استعداده لإجلاء المدنيين من مناطق القتال وانتشار الجثث وإسعاف الجرحى وتمكين القائمين على الخدمات العامة من القيام بواجبهم». وأضاف: «تعلن قيادة الأركان للجيش الوطني الليبي من جانبها وقف إطلاق النار برياً وجوياً وبحرياً لمدة 12 ساعة، تبدأ من السابعة صباحاً (بالتوقيت المحلي)».
إلى ذلك، أغلق فريق عمل قناة فرانس 24 في العاصمة الليبية طرابلس مكتب القناة في المدينة التي تسيطر عليها مليشيات مسلحة بعد تهديدات وصلت إلى طاقم القناة هناك.
وقال أحد أفراد الطاقم: «لقد أوقفنا العمل بعد تهديدات مباشرة وجهتها مليشيات مسلحة إلى الطاقم تريد من خلالها التدخل في السياسة الإخبارية للقناة». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه أن «جمال زوبية رئيس هيئة الإعلام الخارجي في ما يعرف بحكومة الإنقاذ الوطني المسيطرة على العاصمة، طلب من مراسلة القناة سيرين العماري عدم وصف القوات التابعة لهذه الحكومة غير المعترف بها من المجتمع الدولي بالمليشيات الإسلامية المتطرفة على عكس الواقع».
وأوضح أن «زوبية وجه رسالة إلى العماري يطلب فيها من خلالها تمرير أجندة معينة توالي هذه الحكومة والمؤتمر الوطني العام، وهو البرلمان المنتهية ولايته». وأشار إلى أن العماري «تلقت تهديداً صريحاً بالاعتقال عقب استدعائها من زوبية المنحدر من مدينة مصراتة (200 كلم شرق) التي تشكل الغالبية العظمى من مليشيات فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة منذ أغسطس الماضي». ولفت المصدر إلى أن فريق العمل قرر التوقف عن العمل خشية وقوعه في أي أعمال من شأنها أن تعرض سلامة الطاقم للخطر.
عدد اليوم
