الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حدائق الأسود

حدائق الأسود
6 نوفمبر 2013 19:24
لموتين تنازعا زمناً واحداً ولغيابين حضرا واختلفا في المكان أرى الزّمن طويلَ ليلٍ مذ نعى من حملتْ لي الوصايا فأشكل عليّ الدّمع في الكلام هو الكلام طوى البياض حتى جاءني خبرٌ فزعت بآمالي فيه إلى الكذبِ شرقتُ بالحرف وأفسحتُ لجسدي بالمرورِ عبر الأثير حيثُ وقعُ الكلام المُسجّى على الغَمام وجمتْ مني اليدان واستطالَ الحنين لم يتبقَ لي... سوى بضع درجات لأصلَ لك وأحتذي بك في الرّحيل ودعتُ ما كانَ مني وما سيكون لم يعد لدي من فراغاتٍ تملئينني بها فكنتِ أنتِ الامتلاء وكنتِ زمني الذي مضى ليعود وعادَ ليمضي قالت: لا تكترثْ بما كنتُ، وكن أنت الامتداد قلت: بعثرتني الخُطى في الأزرق وحمّلني الزّمن تدابيرَ أن أعتادَ الفراغ وأن أهادنَ وجعاً أو عوج الغياب خائنٌ أنا، كوني أمتشقُ الحضور وأنت افتعلتِ الرحيل المُعجّل تعالي نتفاوضُ في المؤجّل أنّى لي ـ بعدك ـ أن أمتلك فتنةَ المستحيل فيكِ؟ فاصطنعتُ ما سيؤول لي منك من عتاب أو بنفسجةٍ من شجن آه، آبُ، قد آبَ... واخترتِ أن يكون لك فيه الإياب تعالي يا سيدةَ الزّيت والزعتر أضيئي جبيني بسبع نجمات هنّ أشهر حلمي وضعي في جيبي (حلماً) لم أفتعلْ وجوده ولكنه أسقط عليّ من نافذة خوفي بضعَ وردات وفتات انتظار لم يتبق لي من دربٍ ألمحُ فيه وجهَك قُبيل الرّحيل ولا من طريقٍ أصعدُ فيه لكِ كي أتعمدَ برائحة خبزك عذرا سيدي “درويش” إذا كنتَ تخجلُ من دمعِ أمك إذا ما متَّ فإني هنا أخجلُ من كوني حيا وأخجلُ من مروري تحتَ حبل الغسيل المُعطّل قهوة أمي نضبتْ من ركوة لن تجدَ كفيها لتُحمل حمّلني رحيلُك إلى ما لا أدري، ولا أرى رحيلك مني في الغموض وقلق السؤال لك الحنين مني، ولي منك روضةُ الذكرى هي حدائق الأسود رجوعي الأخيرُ إليك وسفري فيكِ نحو ما لستُ أعلم أيسلبني هذا الأفول رائحةَ الصّباح؟ وفيه وجهُك المُثقل بقلق وكثرة العتاب كوني امتهنتُ هوايةَ التّرحال وأدمنتُ فعلَ الغياب فكلانا على قلقٍ من أول من سيطأ العُباب أتاك حرفي يسعى فمتِّ به فرحاً فيممتُ نحوَ قبرك حفرا واعديني بأن تطرقي بابي، إذا ما يممتُ شطرا وأنبئيني ما ليس لي به من تأويل وما لم أطقْ عليه صبرا إني أراني أحملُ خبزا وشوارع الصّبا تحويني وأحلمُ بأني القتيل عذراً إن نسيت وكنت سيداً في التأخير تعللتُ بأني جئت أحملُ لك ورداً مررتُ في الطّريق بوجهِ صبية جسدُها استحالَ في خيالاتي مَرمر آهٍ يا رجوعي، وجوعي تصفّحي وجهي بكفيكِ وخيطي لي ضحكتي الأخيرة زرري قميصي وامسحي عن جبيني الغُبار... واقرئي ما لا طاقة لي به بأني مودعُك في انتظار أن تؤوبي يوماً من الإياب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©