الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تعظيم سلام

10 نوفمبر 2011 13:28
الضارة التي قال زملاء إعلاميون وخبراء رياضيون عرب أنها ستعطل قدرة السد على تجديد العهد مع أغلى الكؤوس بقارة الحلم والإعجاز، عندما فرضت بدعة لست أدري من أين جاء بها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بإقامة نهائي عصبة أبطال آسيا من دور واحد يجري بميدان جيونبك هيونداي موتورز الكوري الجنوبي، بما لا يحفظ إطلاقا مبدأ تكافؤ الفرص. تلك الضارة قلت أنا إنها ستكون نافعة للسد القطري، فهي سترفع عنده درجة التحدي إلى مستوى قياسي يبطل مفعول كل ما يأتي به في العادة عنصر اللعب على الأرض وأمام الجمهور، كما أنها ستكرس شيئا رائعا ظل على الدوام حاضرا في المشوار الأنطولوجي لنادي السد القطري وهو يتنقل بين الأدوار الإقصائية، وهو أن نادي السد اعتاد صنع تأهله في ملاعب المنافسين، وتحمست كثيرا للجلباب التكتيكي الذي سيلبسه المدرب الأوروجوياني فوساتي لفريقه وأيضا للوثاق النفسي الذي سيشد به عضده ثم إلى مقدار الحماسة والتحفيز المعنويين الذي بلغه لاعبو السد وهم يوضعون في نهائي الأحلام أمام فريق كوري جنوبي كان عليه أن يبحث عن الحد الإيجابي في سيف اللعب بالميدان وأمام قرابة أربعين ألف حنجرة لا تهدأ عن الطنين الذي يصم الآذان. وكان من الضروري أن نقيس نبض لاعبي السد بخاصة عندما نجح نادي جيونبك هيونداي في تصيد خطأ مباشر جاء منه بالهدف الأول، فكان أنطولوجيا أن يكون فوساتي قد هيأ لاعبيه لكل السيناريوهات، فجاءت ردة الفعل متطابقة مع خصوصيات المباراة في تقلباتها ومع ما كانت تحتاجه المواجهة من لاعبي السد من رباطة جأش ومن قدرة على صنع ردة الفعل. وكان مثيراً للغاية أن يوجه لاعبو السد ومدربهم فوساتي المباراة للمنحى التكتيكي الذي يريدونه، حتى أنهم ألغوا بتدبير عاقل ومتزن وجريء كل المؤثرات الاستراتيجية التي كانت تصب في مصلحة الفريق الكوري، ولو أن الوقت بدل الضائع من المباراة سيحفر فجوة في دفاع السد منها جاء هدف التعادل والثاني لجيونبك هيونداي، ليحكم على مباراة قالت كل تفاصيلها أن السد يتحكم في هوائها وريحها ورعودها وحظها، لضربات الترجيح ليعلن السد بطلا هلاميا وفارسا مغوارا لمعركة كروية مثيرة وراقية لم تعترف لا بتضاريس الأرض ولا بجاذبية الجمهور ولا حتى بمفاضلات على الورق. ولئن كان السد القطري قد أهدانا نحن العرب قلادة مجد جديدة في يوم عيد، فإنه أرسل في الأفق بشارة ونيزكا يضيء سماء عتمها الشك في القدرات، كما أنه ألغى ما كنا نظنها تحت وطأة الغضب مع توالي الإخفاقات فوارق عملاقة بين كرة قدم غرب آسيا وشرقها. فوارق بنيناها على واقع احترافي يختلف اختلافا جوهريا وقلنا إن القياس قد يصبح معها مستحيلا ذات يوم. يهنأ نادي السد القطري بأنه حجز للعرب مقعداً أول في مونديال الأندية، ويهنأ أكثر من ذلك لأنه ذكرنا بأن العمل، والعمل وحده هو ما يقود إلى النجاح.. العمل الذي لا يبقي هامشا ولو صغيرا للصدفة. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©