تحقيق - فريد يوسف:
استعدادا لبدء الموسم الإنتاجي الجديد، اكتملت الترتيبات بمركز أبحاث الأحياء البحرية التابع لوزارة البيئة والمياه·
وتتم هذه الترتيبات سنويا في مثل هذا الوقت، وذلك توطئة لإنتاج يرقات وأصبعيات الأسماك البحرية الذي يعد واحدا من الأنشطة الرئيسية بالمركز·
وتتم عمليات الإنتاج سنويا بعد وضع خطة شاملة يقوم بها قسم تنمية الثروة السمكية مباشرة عقب الانتهاء من الموسم السابق تحدد فيها الأعداد المطلوبة من كل نوع من أصبعيات الأسماك البحرية ليتم طرحها في محميات ومناطق الخيران في الدولة، تمشيا مع سياسة الوزارة التي تهدف لتعزيز وحماية المخزون السمكي بمياه الدولة·
تحديد الكمية المطلوبة
وقال المهندس عبدالرزاق عبدالله أحمد مدير إدارة الأحياء البحرية بأن هذه الترتيبات تبدأ بتحديد الكميات المطلوبة من أغذية يرقات وأصبعيات الأسماك التي يتم استيرادها من دول مختلفة ليتم وصولها قبل وقت كاف من بدء الموسم، وتليها صيانة أحواض تربية يرقات الأسماك التي يتم إنتاجها بالمركز، مضيفا أنه تم إضافة بعض التحسينات للأحواض كصبغ الأحواض بطلاء خاص وتنظيف الجدران و الأرضيات، بالإضافة إلى زيادة أعداد الأنابيب الخاصة بتزويد وصرف المياه وتركيبها عند وسط وجانبي الحوض ليتم من خلالها صرف المياه الزائدة والتخلص من العوالق كالطحالب البحرية التي يتجمع بكميات كبيرة عند ارتفاع درجة الحرارة، مما يتسبب في نقص كمية الأكسجين عند سطح الماء وتراكم الأوساخ عليها فتسبب بعض المعوقات لنمو الأسماك، وشملت التحسينات تصميم وبناء نوافذ يصرف الزائد من مياه الأحواض ولجمع بيض أمهات الأسماك·
وأوضح المهندس عبدالرزاق أن هذه التغييرات سوف تؤدي إلى تغيير بيئة الأحواض نحو الأفضل، وتوفير وسط ملائم لنمو الأسماك، وبالتالي الحصول على كميات أفضل من البيض الذي سيتم جمعه من النوافذ الجديدة لصرف الماء الزائد والتي صممت لأول مرة، الشيء الذي سيدفع بالإنتاجية لهذا العام·
تجهيز المختبرات
المهندس مصطفى عبدالقادر الشاعر رئيس قسم تنمية الثروة السمكية، أكد من جانبه اكتمال الترتيبات في المختبرات لإكثار الهائمات النباتية مثل التتراسلمس والكلوريلا، حيث ستستغل إلى الأحواض الخارجية لإنتاج الأغذية الحية بكميات كبيرة التي تستخدم في تغذية الهائمات الحيوانية مثل الروتيفيرا التي سيتم إنتاجها هذا العام والتي تغذى بها يرقات الأسماك البحرية حديثة الفقس·
وأوضح أن المركز ينطلق من عدة محاور تشتمل على برامج البحوث والدراسات الفنية البحرية وبرامج الدورات التدريبية والإرشادية للصيادين والعاملين في مجالات الثروة السمكية وتوعية أفراد المجتمع بأهمية المحافظة على الثروة السمكية والبيئية البحرية، بالإضافة لبرنامج الإنتاج وإطلاق الأصبعيات السمكية للأنواع الهامة تجارياً كأسماك الصافي والبياح والسبيطي وغيرها في كافة مناطق الدولة لأجل تعزيز المخزون السمكي ولأجل الحفاظ على ثروة الدولة السمكية وتنميتها ومتابعة نموها وتكاثرها في مياه الدولة ومناطق الخيران والمناطق المحمية، حيث سيبدأ العمل ببرنامج الطرح اعتبارا من شهر يونيو القادم للأصبعيات السمكية المنتجة بمركز أبحاث الأحياء البحرية خلال موسم 2007 الحالي·
وأشار إلى أن الوزارة تتبع هذا النهج منذ فترة طويلة للحفاظ على المخزون السمكي ودعمه وتنميته بصورة مستدامة، وخلق التوازن بين الإنتاج والاستهلاك نتيجة التقدم السريع الذي حدث في غضون السنوات القليلة الماضية، حيث إن هذا النظام يعتبر من الأنظمة الحديثة التي تطبق في العديد من بلدان العالم المتقدمة، إلا أنه يعتبر جديدا على المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط حتى الآن·
تضافر الجهود
أوضح المهندس أحمد محمد الزعابي رئيس قسم أبحاث الأحياء البحرية والإرشاد السمكي بالمركز أهمية تضافر الجهود من قبل جميع الجهات المختصة التي تقوم على رعاية الثروة السمكية، والتي تعتبر من أهم المصادر الطبيعية داعيا الصيادين إلى عدم صيد الأسماك الصغيرة القابلة للزيادة والنمو وعدم استعمال الشباك غير المطابقة للمواصفات لضمان المحافظة على المخزون السمكي والحفاظ على البيئة البحرية·
تعاون الصيادين
حول تعاون الصيادين في برنامج حماية الثروة السمكية، ذكر المهندس عمران محمد الشحي باحث أسماك بالمركز أن الصيادين يشيدون بجهود الوزارة في مجال حماية الثروة السمكية وعملية دعم المخزون السمكي، مشيرا إلى إن الصيادين طالبوا بزيادة كمية الطرح في السنوات المقبلة لتعويض المخزون السمكي·
عدد اليوم
