لم يأتِ المنتخب اليمني إلى الرياض ليزاحم المنتخب البحريني على تكرار وصوله إلى بطولة بقيت حلماً مؤجلاً منذ أن كان الشيخ عيسى بن راشد شاباً يافعاً وحتى الآن، وليس في وارد تفكير اليمنيين النفي لحقيقة أنه ما يزال أمام كرتهم الكثير حتى تكتسب ما ينقصها من المعارف.
في الوقت ذاته كل الاحترام للظروف التي تنعش طموحات القطري أمام منتخبات الوزن الثقيل، غير أن تصريحين تصدرا التصريحات الاستفزازية التي شهدتها «النسخة 22». الأول تصريح الشيخ عيسى بن راشد الذي وصف فيه المنتخب اليمني بأنه «جسم غريب» ولا يضيف إلى الدورة، والثاني استبدال مدرب قطر بلماضي للغة المدربين التي تلفها مفردات الفن والتكتيك بلغة انفعالية عجيبة.
أما بلماضي، فقد فاجأ الجميع بالإعلان عن أن المنتخب اليمني لا يلعب كرة قدم، بحجة أن اليمني لعب مدافعاً! ما العيب في أن يدافع فريق بعدد أكبر، خاصة أنهم يتحولون إلى عناصر هجوم في مباراة، كانت أخطر فرصها على الإطلاق فرصة يمنية.
ظهر بالماضي متعالياً ليس على المنتخب اليمني وجماهيره، وإنما حتى على الإعلام الخليجي الذي أثنى على منتخب يمني ظهر واقعياً يحترم تاريخ وحاضر المنتخبات الخليجية التي يلعب معها.
إنها المرة الأولى التي يتجرأ مدرب، ويحدد للآخرين كيف يجب عليهم أن يلعبوا أمامه.. ولو كنت بلماضي لما حطيت من شأن منتخب منافس، واكتفيت بإلقاء اللائمة على حظي العاثر أو تقاطعات النجوم، وأن التشيكي سكوب أوقعني في مصيدة «الذي تكسب بها ألعب به».
في سياق البطولة وما يصاحبها، كم نحن بحاجة إلى الاحترام الذي نتواضع فيه عند الفوز ولا نبكي فيه خسارة النقاط، وحبذا لو نلجم الانفلات اللساني، ولو من باب احترام الحكمة «لسانك حصانك».
عدد اليوم
