هاشم المحمد (أبوظبي) - أعلن عبدالعزيز عبدالله العامري الرئيس التنفيذي لـ»جاسكو» أن الشركة أنجزت التشغيل التجريبي لمصنع «حبشان 5» للغاز بكامل طاقته الإنتاجية البالغة 2,15 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً، وذلك كجزء من مشروع الغاز المتكامل الذي تنفذه شركات مجموعة «أدنوك» لربط الحقول البرية بالحقول البحرية.
وقال العامري في حوار أجرته معه «الاتحاد» إن «حبشان 5» دخل مرحلة التشغيل منذ منتصف العام الحالي، وتم إنجاز التشغيل التجريبي للمصنع بكامل طاقته الإنتاجية.
وتقدر قيمة الاستثمارات في المصنع بنحو 27,5 مليار درهم (7,5 مليار دولار).
وتواصل «جاسكو» إجراء الدراسات الفنية لإنجاز توسعة جديدة للمصنع تضيف نحو 800 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في إمارة أبوظبي، مما يجعل مصنع «حبشان 5» أحد أكبر مصانع الغاز في العالم، بحسب العامري.
ويشمل مشروع الغاز المتكامل تشييد خط إنتاج رابع لتجزئة الغاز في الرويس، إضافة إلى مستودعات التخزين وميناء جديد لمناولة وشحن الكبريت المحبب الذي يتم نقله من حبشان بواسطة قطار الاتحاد.
وحول إنجاز مشروع «حبشان 5»، قال العامري إن «حبشان 5» جزء من منظومة مشروع الغاز المتكامل في إمارة أبوظبي، ويستهدف ربط عمليات النفط والغاز البحرية بالبرية من خلال معالجة مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز الناتج عن العمليات البحرية لشركة أبوظبي العاملة في المناطق البحرية «أدما العاملة»، والذي يرسل إلى شركة أبوظبي لتسييل الغاز المحدودة «أدجاز» لمعالجته جزئياً، ومن ثم يتم إرساله إلى شركة «جاسكو» عن طريق خط أنابيب الغاز البحري الذي تم مده من جزيرة داس إلى حبشان.
وتقدر الطاقة الإنتاجية للمصنع بنحو 2,15 مليار قدم مكعبة يومياً، تشمل معالجة الغاز المصاحب والغاز الطبيعي عالي الحموضة من الحقول البرية.
من جانب آخر، عبر العامري عن فخره واعتزازه بمشاركة جاسكو في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبيك 2013» الذي يقام تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، ومتابعة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقال العامري إن «أديبيك» هذا العام سيركز على أهمية الغاز الذي يعتبر مصدراً أساسياً نظيفاً لتوليد الطاقة وتحلية المياه في إمارة أبوظبي. وتأتي مشاركة «جاسكو» في هذا الحدث الدولي تحت مظلة شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، كونها إحدى أكبر أعضاء مجموعة شركات «أدنوك» المتخصصة في مجال صناعة الغاز.
ولكونها شريكاً فاعلاً في دعم معرض «أديبيك»، ستشارك جاسكو بتقديم العديد من العروض التقنية والدراسات الفنية عن تجاربها في مجالات معالجة الغاز وتشغيل وصيانة مصانع الشركة، مع التزامها التام بمراعاة أعلى معايير الصحة والسلامة والبيئة.
وأضاف العامري «مؤتمر ومعرض أديبيك حدث عالمي كبير يتيح فرصة ذهبية للمهندسين المواطنين العاملين في قطاع النفط والغاز، وفائدة عظيمة للاطلاع على أحدث التقنيات وأفضل الممارسات العالمية، وكذلك تبادل الخبرات والدروس المستفادة المتعلقة بصناعة الغاز والنفط، إلى جانب معاينة أحدث الآلات والمعدات الخاصة بهذه الصناعة».
يشار إلى أن «جاسكو» تأسست عام 1978 بمشاركة كل من شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، وشركة شل أبوظبي وشركة توتال وشركة بارتكس.
وفي عام 2001، تم ضم شركة غاز أبوظبي (أثير) المملوكة بالكامل لأدنوك مع شركة جاسكو.
وتولت شركة جاسكو في عام 2004 عمليات إدارة وتشغيل مصنع غاز عصب المملوك كلياً من قبل أدنوك، مما عزز من مكانة الشركة كإحدى أكبر الشركات العاملة في مجال معالجة وإنتاج الغاز في العالم.
وتتويجاً للنجاح الذي حققته الشركة خلال الثلاثين عاماً الماضية، قام الشركاء المساهمون عام 2009 بتجديد اتفاقية الشراكة لمدة عشرين عاماً أخرى.
وتتم عمليات معالجة وتصنيع الغاز بواسطة خمسة مصانع تابعة للشركة وهي مجمع حبشان - باب، حبشان 5، بوحصا، عصب والرويس.
ويتم ضخ سائل الغاز الطبيعي إلى مجمع مصانع الشركة في الرويس، حيث تجري عمليات المعالجة في وحدات التجزئة والفصل لإنتاج الإيثان والبروبان والبيوتان والبنتان الممتاز.
ويتم إرسال غاز الإيثان إلى شركة أبوظبي للدائن البلاستيكية المحدودة (بروج)، بينما يتم تخزين الغازات السائلة من البروبان والبيوتان والبنتان الممتاز، إلى أن يتم تصديرها إلى أسواق العالم عن طريق ميناء التصدير بمصنع الرويس.
أما المكثفات البترولية المنتجة في مصانع حبشان وعصب فيتم ضخها عبر شبكة لخطوط الأنابيب إلى مصفاة تكرير النفط في الرويس التابعة لشركة أبوظبي لتكرير النفط (تكرير).
ويتم نقل الغاز الطبيعي الناتج (الميثان) عبر شبكة من خطوط الأنابيب إلى محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه في أبوظبي التابعة لهيئة الماء والكهرباء، وإلى المصافي ومصانع البتروكيماويات وغيرها من المنشآت الصناعية الأخرى، وهيئة دبي للتجهيزات في جبل علي، ومصهر الإمارات للألمنيوم (إيمال)، ومصنع الإمارات للإسمنت بمدينة العين، ومدينة زايد العسكرية، ومصنع الحديد في منطقة مصفح الصناعية.
كما يستخدم الغاز المنتج كمادة خام أولية في مصنع أسمدة الرويس الذي تشغله شركة (فيرتيل) التابعة لأدنوك.
وقال العامري إن «جاسكو» تقع في قلب سلسلة صناعة الهيدروكربون في أبوظبي وتعمل جاهدةً لتحقيق تطلعات وطموحات أدنوك والشركاء الصناعيين لتأمين استدامة تزويد الغاز وتلبية حاجات الطاقة المتنامية، لدعم برامج التطوير الاقتصادي والصناعي والعمراني التي تقودها حكومة أبوظبي من خلال رؤية أبوظبي 2030.
وتلعب صناعة الغاز دوراً مركزياً من خلال المشاريع الجارية والمستقبلية، لتلبية احتياجات العملاء وطلبهم المتزايد على الغاز الطبيعي.
وقال العامري «إدارة عمليات تشغيل مصانع الغاز أصبحت بحاجة إلى المزيد من التركيز والاهتمام نظراً للتوسعات الرئيسية الكبرى التي حدثت خلال السنوات الأخيرة، وأدت إلى زيادة اعتمادية قطاعات سلسلة إنتاج الهيدروكربون على بعضها، مما يحتاج إلى مزيد من التنسيق بينها».
واستطاعت جاسكو خلال السنوات العشر الماضية تحقيق نجاح قياسي، حيث تمكنت من مضاعفة طاقتها الاستيعابية لمعالجة الغاز من 3 إلى 8 مليارات قدم مكعبة يومياً.
وفي مجال المحافظة على البيئة، تقوم شركة جاسكو بتنفيذ برامج طموحة في مجمع حبشان للغاز لخفض انبعاثات الغازات الهيدروكربونية والمشبعة بالكبريت، حيث تم منذ عام تشغيل أول مشروع بتكلفة 150 مليون دولار لاسترجاع حوالي 15 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً من شعلات الاحتراق ليتم تدوير تلك الكمية في وحدات معالجة الغاز.
كما يجري حالياً إنجاز مشروع بتكلفة 50 مليون دولار لاسترجاع الغاز المشبع بالكبريت وإعادة تدويره في وحدات المعالجة في حبشان.
أما مصانع الغاز الجديدة، فتم تضمينها بوحدات استرجاع الغازات المنبعثة خلال مراحل التصميم حيث يتم خفض الكبريت في غاز الشعلات إلى أقل من 1?. وأوضح العامري أن الخطة الخمسية لشركة جاسكو تشمل مشروع الاستغناء التدريجي عن مولدات الكهرباء التي تعمل بالغاز في جميع مواقع الشركة، وتوريد الطاقة البديلة من شبكة هيئة الماء والكهرباء، وكذلك مشروع استبدال جميع التوربينات الغازية بمحركات كهربائية حيث أعطت الدراسات نتائج مشجعة لخفض استهلاك الغاز والطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وتعمل جاسكو على تنفيذ برامج طموحة لضمان سلامة العاملين في مصانعها والتجمعات السكانية المحيطة بمواقعها، من خلال تحديد مناطق الخطر المتوقعة والتركيز في المراقبة والتدريب المستمر للتنبؤ بالمخاطر واحتوائها.
وبحسب العامري، فإن العنصر البشري يعتبر أهم الأصول في جاسكو، ويتضح ذلك جلياً في رؤية الشركة ورسالتها.
وقال «نطمح لأن نكون الاختيار الأول في سوق العمل ونعمل لنكون الأمناء على أجيال المستقبل واستقطاب الكوادر الوطنية وإعدادها، من خلال برامج تدريب وتطوير متخصصة في المجالات الفنية والإدارية للقيام بدورها في خدمة قطاع الغاز والنفط».
وتقوم شركة جاسكو بتنفيذ برامج عديدة في المنطقة الغربية في إطار مسؤوليتها المجتمعية، تشمل رعاية ودعم الكثير من الفعاليات الاجتماعية والثقافية والتراثية والرياضية، حيث يتم تكريم الطلبة المتفوقين ورعاية العديد من المهرجانات التراثية والاجتماعية.
ونالت شركة جاسكو العديد من الجوائز تقديراً للنجاح والتميز اللذين حققتهما في مجالات عديدة أهمها جائزة الشيخ خليفة للامتياز – الفئة الماسية.
عدد اليوم
