الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نروح البصرة؟

20 نوفمبر 2014 01:00
صدر رؤساء الاتحادات الخليجية قرارهم بإقامة «خليجي 23» في يناير 2016 بمحافظة البصرة، التي تقف على لائحة انتظار استضافة كأس الخليج منذ أواخر عام 2012، بعد أن تم سحب حق تنظيم البطولة من العراق لمرتين متتاليتين في النسختين الماضيتين، لأسباب تنوعت بين تأخر أعمال الإنشاءات بمدينة البصرة الرياضية، والاضطرابات السياسية، وتردي الأوضاع الأمنية، على أن تكون الكويت هي البديل في حال عدم تلبية العراق لشروط الاستضافة، وأهمها رفع الحظر المفروض من «الفيفا» على إقامة المباريات الدولية في الملاعب العراقية. وإذا تصفحنا ملف استضافة العراق للنسخة القادمة من البطولة، فإننا نلاحظ ونلمس الوضع الأمني وهو يحضر بقوة هاجساً مؤرقاً لمختلف الجهات الخليجية التي ترتقب مشاركتها في «خليجي 23»، فلا يمكن لأي حدث رياضي كبير وجاذب للجماهير مثل كأس الخليج أن ينجح دون ضمان تحقيق الاستتباب الأمني اللازم لذلك من جانب الجهة المستضيفة، وحسب الخطط المعلنة من الجانب العراقي، فإن مدينة البصرة الرياضية المقرر لها أن تستضيف البطولة هي مدينة متكاملة، تضم، على غرار القرى الأولمبية، المرافق الرياضية والسكنية والصحية والتجارية والترفيهية، اللازمة لاستيعاب الوفود الخليجية، ولكن ماذا عن بقية أنحاء البصرة؟ هل هي مهيأة ومجهزة بمرافق وتسهيلات مناسبة لاستقبال الجماهير والإعلاميين؟، أم أن التجهيزات العراقية معدَّة لاستقبال كبار الشخصيات والوفود الرسمية فقط؟ فلا بد أن نطرح على المسؤولين مثل هذه التساؤلات الجوهرية، كي نتمكن من تحديد فرص نجاح البطولة المقبلة. ولا جدال حول أحقية العراق باستضافة دورة الخليج، مثلها كسائر الدول الخليجية، كما ندرك أيضاً مدى اهتمام الحكومة العراقية باحتضان البطولة، نظراً إلى الحاجة الملحة إلى تحقيق أهداف عدة، لعل أهمها تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، واستعادة ثقة المنظمات الرياضية الدولية بقدرة العراق على استضافة وتنظيم الأحداث الرياضية، إلى جانب التعويل على قدرة كرة القدم على إعادة توحيد مكونات الشعب العراقي، وضرورة التفاف الجماهير حول منتخب يمثل الوطن بمختلف طوائفه، لتكون البطولة رمزاً للسلم الأهلي، في بلد أنهكته الحروب المتتالية، ومزقته النزاعات الطائفية. وكل الخليجيين مستعدون لدعم العراق في هذا الاتجاه، ولكن بشرط تقديم مسؤوليها لضمانات النجاح كافة، وتسهيل أمر تنقل الجماهير وسلامتهم، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها دولة مضطربة سياسياً مثل العراق، وضبابية الصورة حول حقيقة الوضع الأمني القائم في البصرة، وهو ما جعل أغلبية الحاضرين حالياً في الرياض يشاورون بعضهم البعض بنبرات ملؤها الترد: نروح البصرة.. وإلا ما نروح؟.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©