الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فاقدو الهوية

6 نوفمبر 2013 22:46
هل فاجأنا عجز المنتخبات الأربعة التي تقلدت مسؤولية تمثيل كرة القدم العربية في نهائيات كأس العالم تحت 17 سنة المنظمة حالياً بنجاح باهر بالإمارات عن الوصول جميعها أو بعضها إلى الدور ربع النهائي على الأقل؟ للأمانة، وبالاحتكام للمنطق الذي لا يبقي مجالاً للعواطف، لا. ليس مفاجأة أن تتوارى المنتحبات العربية الواحد بعد الآخر لتبدي عجزاً مركباً عن التقدم حثيثاً إلى المواقع المتقدمة والمحجوزة سلفاً للمنتخبات التي تولد من رحم إستراتيجية موضوعة بإحكام، مبتدأ العمل فيها القواعد بتنزيل منظور متطابق للتكوين.. ليس مفاجأة إذاً أن تكون قاعدة الظهور العربي في مونديالات الصغار والكبار على حد سواء هي أن يضيق بيت الحلم وينحدر إلى أقل مستوى سقف الطموح، هي أن يكون الخروج من الأدوار الإقصائية الأولى متواتراً، وهنا بالقطع لا أحتكم في إصدار الأحكام للاستثناءات التي يجب ألا يقاس عليها، فنحن أعرف الناس بحالنا وبالأسباب التي يبطل معها العجب من وقوع كل هذه الانكسارات. استمعت متألماً، بل ومتأففاً إلى ما ألفناه عند انتحار الحلم على رصيف الواقع من بكائيات، فهناك من هرب إلى شط بعيد لتبرير الإخفاق، فقال إن صغارنا واجهوا لاعبين لمنتخبات منافسة أكبر منهم سناً في إحالة على وجود تزوير في الأعمار، وهي جنحة لا أدعي أنها غير موجودة بدليل أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» آخذ في تشديد نظم المراقبة وحث الاتحادات القارية على تبنيها لمكافحة كل أشكال الغش المنظمة، وأبداً لم يذهب أحد ليلقي باللوم على سياسات التكوين داخل اتحاداتنا الكروية وداخل أنديتنا، فهذه السياسات إما أنها ملغية بالكامل لغياب إدارات فنية أهلية وإما أنها سياسات معطلة لعدم وجود ما يفعلها من إمكانات لوجستيكية ومادية وحتى فنية، وإما أنها سياسات مستوردة لم تؤت أكلها لانتفاء عنصر المطابقة، والنتيجة الحتمية لهذه الملهاة أننا أبعد ما نكون متجاوبين مع روح العصر وأبعد ما نكون حاملين لهوية كروية في فضاء عالمي لا يعترف بفاقدي الهوية، إننا نمارس للأسف هدراً بشعاً للوقت وللملكات وننثر في المشهد الكروي مبيدات الإبداع. أكثر من التباكي عند حصول الخيبات، وجب أن نتوجه إلى بناء المستقبل بإعادة منظورنا لحاضر الكرة العربية باعتماد سياسات فنية محصنة ضد المزاجية وضد الترامي على الاختصاص وقائمة على قيم التكوين القاعدي بأبعاده الرياضية والتربوية والفنية، وقتها لن يكون لنا عذر إن لم ننجح. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©