دوفيلبان يدعو إلى شراكة ندية بين أميركا وأوروبا

كامبريدج- وكالات الأنباء: رسم رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان صورة لمستقبل العالم، خلال محاضرة في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأميركية أمس الأول، داعياً إلى قيام ''حكم عالمي حقيقي'' يعتمد على شراكة ندية بين الولايات المتحدة وأوروبا، فيما طالب الأميركيين بالانسحاب من العراق خلال 2008 · وبالنسبة للشرق الأوسط، اعتبر دوفيلبان أن الحل لأزمات المنطقة المضطربة يكمن في تسوية جماعية للأزمات، مؤكدا أن أزمات العراق وإيران ولبنان وفلسطين مرتبطة معا رغم جذورها الخاصة، ومن هنا يجب معالجة كل ازمة على حدة ولكن بالتزامن مع حل الأزمات الآخرى، وشدد على أن حل هذه الأزمات يتوقف عليه التوازن العالمي· حكم عالمي رشيد وأكد دوفيلبان في محاضرته، التى جاءت ضمن زيارة لأميركا اجتمع خلالها مع الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، على أهمية العلاقة بين الولايات المتحدة وأميركا· وطالب رئيس الوزراء الفرنسي الإدارة الأميركية الحالية بأن تأخذ في الاعتبار بشكل أفضل واقع العالم· وقال إنه ''لا يمكن لأي بلد أن يفرض بمفرده نظاماً عالمياً جديداً''، داعياً إلى حكم رشيد حقيقي للعالم· وقال دوفيلبان إن '' في المسيرة باتجاه نظام عالمي جديد، من واجب الولايات المتحدة وفرنسا وأوروبا أكثر من غيرها، العمل معا''· وشدد على أن ''أوروبا هي الحليف الشامل الوحيد لواشنطن''، مشيراً إلى أن ''ما يجمع بيننا أقوى بكثير مما يقسمنا، القيم الاساسية الديمقراطية وحقوق الانسان ومفهوم واحد لمكانة الفرد في المجتمع''· وأوضح رئيس الوزراء الفرنسي أن على اميركا وأوروبا '' إقامة شراكة الند للند، فمصلحة أوروبا في ولايات متحدة قوية لكن منفتحة، ومصلحة الولايات المتحدة ليست في أوروبا خانعة بل أوروبا قوية وأكثر مسؤولية، إنها شريكة وليست خصما لها''· وأضاف أن أميركا عليها أن تفهم بشكل أفضل واقع العالم، فـ''قوتها الحقيقية ليست جيشها بل الشكل الحديث للقوة،إنها السلطة والقدرة على العمل معا''· جيش الأمم المتحدة وطالب دوفيلبان بإنشاء وعلى المدى البعيد ''جيش حقيقي تابع للأمم المتحدة''· وقال رئيس الوزراء الفرنسي إن الأمم المتحدة بحاجة إلى ذراع عسكري من أجل حفظ السلام، بنحو 100 ألف جندي ينتشرون حاليا في العالم· وأضاف أنه يجب أن يكون للأمانة العامة للأمم المتحدة، وعلى غرار كل الجيوش في العالم، قيادة دائمة، مشدداً على أنه على المدى البعيد يجب أن يكون هناك جيش حقيقي للأمم المتحدة· وأكد دوفيلبان موقف فرنسا المؤيد لتوسيع مجلس الأمن، وأوضح أن هذا الأمر ''شرط لا بد منه من أجل تعزيز شرعية الأمم المتحدة''· وأعرب عن أمله في تشكيل هيئات قرار أكثر تحركا وديناميكية في إدارة الأزمات· وأوضح ذلك بقوله '' أعتقد أنه من المفيد أن يعقد شهرياً اجتماع على المستوى الوزاري لأعضاء مجلس الأمن لتقديم ردود على الأزمات الحالية''· حرب العراق وفي الشأن العراقي، دعا دوفيلبان الولايات المتحدة إلى الانسحاب من العراق في ،2008 مؤكدا أن الحرب دمررت صورة أميركا في العالم· وقال رئيس الوزراء الفرنسي إن ''الولايات المتحدة مازالت القوى العظمى الأولى ولها وحدها تنسب جميع الصفات من القوة العسكرية والاقتصادية والقدرة على اختراع التكنولوجيا وقوة الجذب في طريقة حياتها· ولكن الحرب على العراق أحدثت تغيراً، فقد حطمت صورة أميركا وأثرت سلباً على صورة الغرب،و حان الوقت كي تستعيد الولايات المتحدة وأوروبا معاً احترام وتقدير الشعوب الآخرى''· وأكد دوفيلبان أن الوضع متدهور جداً في العراق، ولا يمكن معه الحل في خروج فوري للقوات الأميركية، وطالب بالعمل على وضع جدول زمني وبأسرع ما يمكن لانسحاب القوات الأجنبية من العراق خلال عام· وقال إن هذا الجدول الزمني هو ''الشرط كي يشعر العراقيون أن مستقبلهم بأيديهم، وأنهم على طريق العودة إلى السيادة الوطنية''· الدولة الفلسطينية وبشأن معضلة السلام في الشرق الأوسط، أعرب دوفيلبان عن أمله في تحديد موعد قريب -نوعاً ما- لتحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية· وقال ''فلنحدد جدولاً زمنياً يتضمن عناصر على المدى القصير لإفساح المجال أمام إعادة بناء الثقة'' وذكر ضمن إجراءات إعادة الثقة إطلاق الجندي الإسرائيلي الآسير جلعاد شاليط وتسليم إسرائيل عائدات الضرائب للفلسطينيين ووقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة· ودعا رئيس الوزراء الفرنسي إلى تقديم اقتراحات إلى الفلسطينيين والإسرائيليين حول أفق محدد لقيام دولة فلسطينية· وأكد ''حول هذا التاريخ - لقيام الدولة الفلسطينية- الذي يجب أن يكون قريبا نوعا ما ستنشأ ديناميكية سياسية حقيقية''· وأوضح أنه بإمكان المجتمع الدولي أن يتبنى ضمانات تتعلق بأمن إسرائيل مع قوة دولية مقابل انسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية· وطالب دوفيلبان بتنظيم مؤتمر دولي لتحديد إطار التسوية في أسرع وقت ممكن وبمشاركة الدول العربية المعتدلة وخاصة السعودية ومصر والأردن· ودعا كذلك إلى تقديم المساعدات كاملة إلى الفلسطينيين من جانب الاتحاد الأوروبي بمجرد تسلم الحكومة الفلسطينية الجديدة مهامها·